《الصفحة الثامن والخمسون》

1K 81 1K
                                    

اختفى صوت يولاند عدة ثواني قبل أن تصرخ: رباه-- جاستن!،

ابتسم هو مقهقهاً: اللعنة-- من الغبي الذي أفسد لحظتنا؟،

اصبح جسده يبرد تدريجياً ويولاند متجمدة مكانها لا تعلم ماذا يتوجب عليها فعله، ليس هناك أحدٌ في المنزل غيرهم، حتى قالت ودموعها منسابة على خديها بحرقة قلب وخوفٍ شديد: تعال للداخل-- أرجوك جاستن-- لا تغمض عينيك،

لقد أرادت الصراخ بهستيريا على رؤيته بهذا المنظر، بحياتها كلها لم تكن تتوقع أبداً رؤيته هكذا لكنها حاولت التصرف بنضجٍ فقط للقليل من الوقت،

أدخلته الغرفة ومددته على السرير، وضعت يدها على شعره وقالت: سأجلب أحد الحراس حسناً؟ لن أتأخر أعدك،

أمسك يدها بقوة عندما أرادت الذهاب ولقد نجح في جعلها تتألم: ومنذ متى وأنتِ تتحدثين إلى رجالٍ غير زوجِك؟،

لم تعد تحتمل بروده هذا وكأنه ليس هناك رصاصة في جسده ستؤدي للموت قطعاً، لتغطي وجهها بيديها وتبكي بقوة مع تعالي شهقاتها في أرجاء الغرفة، ليضع يده اليمنى على جرحه الذي ينزف من غير شفقة على جسده وبيده اليسرى قام بإنزال يديها مع عقد حاجبيه: لماذا تبكي يولا؟،

قالت بتقطع وهي تقبل يده مع دموعها التي لا تريد التوقف عن النزول: جاستن كان هذا بسببي-- بسببي أنا- لولاي لما كنت ستخرج إلى الشرفة أنا آسفة يا عزيزي-- أرجوك دعني أخرج لجلب أي أحد يمكنه مساعدتك،

ضحك بقوة غير مصدقٍ لما تقوله زوجته: وهل أنا طفلٌ أمامكِ؟ أنا يمكنني التحمل حتى الصباح إن أردتِ يا صغيرتي،

دفنت رأسها بفراش السرير عندما قام بإغماض عينيه، صوت بكاؤها هو الوحيد المسموع في هذا القصر الكبير البارد، صوت شهقاتها تُبكي الحجر- السماء أمطرت حزناً عليها،

جايسون مع حجمه الضخم وقوة جسده التي غلبت جميع الرجال ألا أنه لم يعد يحرك ساكناً، بقي مغمض العينين ويده بين يدين زوجته، نبضات قلبه أصبحت بطيئة وجسده يبرد أكثر،

لتنتفض يولاند بعد تذكرها لزارا، تركت يده ونزلت لغرفتها بسرعة، فتحت الباب دون طرقه فلم تجدها، لتذهب ناحية المعدات الطبية وتأخذ الشاش لإيقاف نزيف الدم،

عادت لغرفة زوجها وهي لم تستطع ابداً التوقف عن البكاء، جلست جانبه وقامت برفع قميصه ووضع الشاش على مكان الجرح العميق التي سببته الرصاصة ليصدر أنينٍ بألم ليزداد بكاؤها وتضع شفتيها على جبينه مقبلته بعمق هامسةً بألم احتلَّ قلبُها: آسفة جداً يا حبيبي- ليتني أستطيع مساعدتك-- أنا لا أعلم أين ذهب الجميع حتى أطفالنا اختفوا ولا أعلم أين هم الآن لكنني- لن أخيِّب أملك بي- أنا لن أتكلم إلى رجلٍ غيرك أبداً حتى وإن كنت لا تراني أنا لن أدمر ثقتك بي لأنك لو لم تكن حقاً تثق بي لما كنتَ أغمضتَ عينيك،

-ĸiиɢɒσм σf ℓσvє- جَـايسـون مَـكّكـانن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن