قد يكون أكبر ما يثير الدهشة، أن الأدب النسوي عند الغرب منذ البداية وحتى اليوم هو شرارة النساء ومنبرهن، أما عند العرب فإن الفاعل الأول والمباشر للمطالبة بتحرر القلم الأنثوي والفكر الأنثوي هم الكتّاب الرجال، وهذا بحد ذاته «المضحك المبكي». خضوع الأنثى العربية وصل بها لأن تتكل على الرجل ليدافع عن حقها بالكتابة عن قضايا تخصها أصلًا، وقد تدعم الكاتبة العربية غالبًا أفكار الرجال النمطية والخاطئة عن قدرتهم على السيطرة والتسلط وتهميش أي دور سياسي فعال أو اجتماعي يمكن للمرأة القيام به.

وللأسف، فإن أدبنا العربي وخاصة المعاصر هو غالبًا تقليد أعمى للغرب من دون تجديد وحتلنة للأفكار، فالتأثر الغربي في الأعمال العربية النسوية وغيرها واضح وضوح الشمس، مما يظهر ضعفنا في اتخاذ المواقف الحاسمة والضرورية لإثبات كيان الفرد أو المجموعة.

مع ذلك، تجدون كتب قليلة تناقش هذا الصنف من الأدب غالبها كتبت في التسعينات، منها كتاب! المرأة في كتاباتها» للكاتب الحميدي، أو كتاب «المرأة واللغة» للكاتب الغذّامي.

ويبقى السؤال وسط هذه التفاوتات، هل يعلو صوتٌ أنثوي فوق نواح الرجال؟ ليسَ والنساء يكتبن عن قضايا أخرى لا تعنيهن بشيء ويسيّرن القلم في صفّ مشاعر لرجل مستبد يغتصبها فتحبه، أو يعذبها فتعشقه! تلك المنصة التي سمحت لكِ بالكتابة لا تجعليها زنزانة لكِ ولملايين النساء في هذا العالم، يتلقين الاهانة والشتم والضرب كل يوم بلا رحمة وتكون هي المذنبة الوحيدة ولو لم تذنب.

سأذكر أيضًا شاعرنا العربي المشهور، نزار قباني الذي تلقى الكثير من المدح على لغته الشاعرية وحسه الوطني، وهذا أول ما يذكره أي شخص عند الحديث عن أعماله، لكن النقّاد وغيرهم لم ينسوا أنه نشر أكثر الأعمال إثارة للجدل فلقب بشاعر المرأة، وشاعر الفضيحة، وشاعر الإباحية والوطنية، وشاعر النهود، ومفسد المرأة، ورغم ذلك فقد كان صعبا الفصل بين حياته الشعرية والإعلامية والواقعية؛ لأن القبض على الوجه الخفي في قصائده يكاد يكون مستحيلا تحت ظل «الرمزية».
ولن أتحدث عن الكتابة الاجتماعية في قضية المرأة أو الأدب النسوي -أي ما تختارونه- في عالم الواتباد، فهذا حقًا يجرحني، أن أرى الجيل القادم ينشأ على قصص تحط من قيمة المرأة وتظهرها على أنها كائن بلا مشاعر ولا رأي.

لكنني سأعاتب أقلامكم؛ أعاتبها لأنها لا تكتب عن قضايا الاغتصاب على أنها تهشيم لشخصية الفرد وتحطيم للنفسية، وأعاتبكم لعدم قولكم عن قضايا الشرف، ونبذ المطلقات والأرامل، وتدنيس سمعة المرأة، أعاتبكم لأنكم لا تتحدثون عن مكانة المرأة وتقدمها علميًا واجتماعيًا وكأنها ليست فردا من هذا المجتمع. اكتفيتُ من أن يكون البطل ذاك الغني وأن تكون البطلة تلك الفتاة الفقيرة الضعيفة التي لا تعرف شيئًا عن الحياة...

أرجوكم أعزائي، راجعوا كتاباتكم، أو ابدؤوا بكتاباتٍ جديدة، هناك ما لا يعد ولا يحصى من القضايا الشائكة التي تخص المرأة ولا يُخصص لها أي أحد أسطر قليلة بين كلماته، نحن نكتفي بالحديث عن «شبح غشاء البكارة» وراء قهقهاتٍ وضحكٍ مع الأصدقاء أو خلف شاشات الهواتف التي تعرض مالا يخطر على البال ونرفض الحديث عنها بموضوعية تحت حجة «العيب والحرام».

ليس الحرام أن تتكلم بالمنطق عن قضية تواجهها أنت وغيرك، بل الحرام أن تتجاهل كل ذلك وأنت بيدك ما يفقده الكثير، «الثقافة والمعرفة».

أشر (منشن) لصديقتك/ صديقك ليقرأ هذا الفصل

إلى كل نساء هذا العالم، أنتِ جميلة.. لا تسمحي لأحدهم أن يشوه هذا الجمال ❤

هذا الفصل من كتابة العضو- القائدة😎

تمرّد مقالاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن