《الصفحة الثانية》

4.1K 215 30
                                    

عند انتهاء اليوم الدراسي الأول في تلك المدرسة الكبيرة خرجت يولاند منها وتنهدت براحة لأنها ستبتعد عن تلك الحثالة، اللعنة كانت معاملتهم لا تطاق، كانوا يسخرون منها دائما بسبب تلك اللكنة الفرنسية،

تنهدت بقوة ناظرة للأرض الرمادية وهي تفكر بهذا الحظ التعيس، الآن ستعود لمنزلها ولن تجد والدتها فهي ستكون بالعمل الآن، ووالدها راقد بقبره بسلام، لا إزعاج.. لا تنمر.. لا سخرية..،

رأت بقعة ماء كبيرة تتوسط الرصيف، وقفت تنظر لانعكاس وجهها في تلك المياه، كانت جميلة حقا ولكن هذا لا يفيد بشيئ، فما فائدة الجمال ان كان الشخص يعاني من الألم وقلة الاحترام من الناس،

بقيت تنظر لداخل تلك البقعة إلى ان اوقفها صوته، نعم انه استاذها اللطيف جاستن لقد حفظته، نظرت له لتجده ينظر معها لداخل تلك البقعة،

قهقهت بخفة على منظره المضحك وقالت "مرحبا استاذ جاستن"، رفع نظره لها وأجاب "مرحبا يولاند كيف حالك؟"، ابتسمت بألم وقالت "بخير" صمتت قليلا وسألته " هل تتقن اللغة الفرنسية كاملا؟"، عقد حاجبيه وهو يبتسم وأجاب "ليس تماما انا فقط اتكلم القليل منها"، همهمت بتفهم هي لم تفهم كامل جملته ولكنها استطاعت فهم القليل من الكلمات وهكذا فهمت قصده،

"يولاند لا تخجلي اذا كنت لا تفهمين كلامي فقط أخبريني وسأتكلم ببطئ لكي تستطيعين قول الإجابة الصحيحة" قال بلطف لتجيب بعد مدة قصيرة "حسنا استاذ جاستن اعتقد بأنك ان تكلمت ببطئ سيتحسن ادائي بهذه اللغة وسأتكلمها سريعا"،

أبتسم بخفة وقال "لنمشي ونتحدث قليلا"، اومأت وبدأوا بالمشي ليسألها جاستن "إذن يولاند اين تسكنين ومع من؟"، نظرت له وبللت شفتها بلعابها واجابت "أسكن بالقرب من الكلية مع أمي فقط"،

رفع حاجبيه وقال "وأين والدك؟"، ابتلعت ريقها واجابت "لقد مات"، وضع يده في جيب بنطاله وقال "اسف"، نظرت للأمام وقالت "لا ابدا انه أمر عادي لقد مر سنة على وفاته"،

فتح سيارته السوداء الثمينة وقال "سأوصلك لمنزلك يولاند اذا كان ليس لديك مانع او مشكلة"، قضمت شفتها وقالت بخجل "لا منزلي قريب أستاذ جاستن لا داعي لأن تتعب نفسك"، أبتسم جانبيا وقال "هيا لن اكلك يولاند"،

صعدت بتردد وجلست جانبه وضعت حزام الأمان ليهم بالقيادة، قال بعد صمت دام خمس دقائق "إذن قلت لي انك بالخامسة عشر من عمرك"، فركت يداها بتوتر واجابت "أجل"، نظر لها قليلا وأعاد نظره للطريق وقال "أبلغ الخامسة والعشرون من عمري"،

نظرت له بصدمة وقالت "حقا؟!"، قهقه بخفة وأجاب "اجل ما بك؟"، أعادت نظرها للطريق وقالت "لا شيئ"، هنا علم استاذها جاستن أنها لم تجد الكلمة المناسبة ليقول "أعلم إني أبدو اصغر"،

نظرت له بتساؤل ليعيد جملته بلغتها الام " Je sais que j'ai l'air plus jeune/ اعلم اني ابدو اصغر"، ضحكت بخفة وقالت "oui c'est vrai/ نعم هذا صحيح"، قهقه قليلا لتقول "هذا هو منزلي أستاذ جاستن شكرا جزيلا لك تفضل بالدخول"،

-ĸiиɢɒσм σf ℓσvє- جَـايسـون مَـكّكـانن Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ