الحلقه (الثانية والعشرون)

31.8K 1.2K 47
                                    

الحلقه (22) .."جميلتي الصهباء ".
--------
الحديث عن الغيرة يُضحك ، وألم المرور بها يقتلُ .. الحديث عن الحُب يُسعد ولحظـات العيش داخله تسلبنا قوة إيماننا بالإستغنـــاء عنـه ، فـ كيف نرُد على عشق جــــاء عكس هوانا ، فهوانـــا .. ورغمًا عنــا قبلنا الهوى ...
--------
فغـرت فاهها وهي تتبع بعينيها الرماديتين اللامعتين حركة الطيران الطارئة والخاصة بالحذائين .. وقبل أن تتخذ خُطوة التفــادي وجدت أحدهما يرتطم بوجهها والأخـــر مُستهدفًا إحدى أذنيها .. تصلبت في مكانها من قوة إصطدام الحذائين بها في آن واحد فيما اردف سالم بغيظٍ :
_ الله يرحمك ويسامحك يا ملاك ، خلفتي ليّ ابتلاء محسوس ..كُنت فاكر إن البلاء دا شعور بنحسه ولكن انا بشوفه قدام عيني اهو .

لــوت فداء شدقها بإمتعاض وأخذت تضرب الأرض بقدميها كـ الأطفال وبنبرة حانقة صرخت :
_ يا بــابا برستيچي بقى ، اتداس بالرجلين في الأرض .. حرام عليك .

سالم وهو يقترب منها مردفًا بلهجة صارمة :
_ وطي ياختي ولميه من الأرض ،

ومن ثم استأنف حديثه وهو يربت على ظهرها العارٍ بحدة ويحثها على الذهاب :
_ ويالا إنجري ، غيري هدومك وألبسي حاجة عليها القيمة بلاش دلع بنات .

في تلك اللحظة أسرع آسر بالقُرب منهما ثم قبض على مرفق السيد سالم وبنبرة هادئة قليلًا تابع:
_ أهدى يا عمي ما تزعلش نفسك .

جدحتهُ فداء بنظرة مُغتاظة ونبرة صارخة هتفت : والتاني دا بيضرب ليه ؟؟ ، هو كان من باقية أهلي !!!

إلتفت " سالم" ببصره إلى الأخر وكأنه أستوعب ما حدث لتوه ليردف بتساؤل مُحيّر :
_ وإنت يابني صحيح ، جزمتك بتعمل أيه عند بنتي ؟؟؟

لم يستعصَ عليه الإتيان بالرد في الحال ليهزّ رأسهُ بثبات وبنبرة جامدة أردف :
_ بصراحة بقى يا عمي .. انا كُنت هفاتحك في موضوع بخصوص الأنسه وإني عاوز أتقدم لها .. بس بالمنظر دا انا هتراجع عن قراري .. أصل يا عمي أنا راجل شرقي ودمي حامي ما أقبلش إن مراتي تمشي بالمنظر دا ..والكلب والجحش ياكلوها بعنيهم .. ما هي مش متجوزة رابطة فجل .

قال جُملته الأخيرة وهو يجدحها بعينين غاضبتين ، إنتفض جسدها ومن ثم والتهما ظهرهــا حتى مشت خُطوتين للأمـام وبعدها هرعت إلى الدرج تصعده حتى غرفتها وكأنهــا تبحث عن مخبأ يحميها من ثورته ،،،

_ شقـــاوة بنات بقى يابني مـا إنت عارف .

أردف سالم العامري بهذه الكلمات ليقطع عليه شروده بوقع خُطواتها حتى اختفت من أمامه وهنا إلتفت إليه (آسر) ثم تنحنح قليلًا قبل ان يردف :
_ عندك حق يا عمي ، هو أنا كُنت هتراجع بس دلوقتي لأ .. وبما إنك عرفت بالموضوع فـ خليني نقعد نتكلم .

أومأ سالـم برأسه في هدوء ليربت على كتف آسر ومن ثم يتجهان معـًا حيث غرفة الصالون وما أن جلســا حتى تابع سالم بحنو صادق :

رواية "جميلتي الصهباء "... علياء شعبان .Where stories live. Discover now