الحلقه (الرابعة عشرة)

35K 1.3K 39
                                    

الحلقه (14) .."جميلتي الصهباء " .
--------
أعلنت الحرب على قلبها بقسوة مُنقطعة النظير ، لا عـاد يروقها الحُب وأسفها على ما فقدته كان ضرير .. ومَن منا عندما يفقد رونق روحه يبقى جميل ؟! .. كلنا وخزات وآلام لا يعلم بحالها سواهُ ، القدير ...
--------
مر يومان على قرار ترحالها بصُحبة شقيقتها وابن عمتها إلى هذه القرية .. فقد رفض يامن تركهن وأصر على أن يقود الحملة معهن ، تغير الكثير في يوميــن .. أصبح قلبها يبابـًا بعدما تعلق بقشة أمل ، فغرقا معًا ،،،

كبا غبار السيارة فجأه عندما وجد (يامن)  مجموعة من الأحطاب على مدخل القـرية تسد عليهم الدخول ،تنهد يامن تنهيدًا ممدودًا بعُمقِ وهو ينظُر لهن من مرآة السيارة :

_ من أولها غباء .. إتفضلوا ، مش فاهم أنا قفلين الطريق ليه ؟

أخرجت فداء رأسها من باب السيارة تتفحص الأمر بنفسها ومن ثم عضت على شفتيها غيظـًا وراحت تقول بوجه عابس :
_ لو أعرف مين اللي عمل كدا ؟،همسكه السلك عريان وأرحم العالم من غبائه .

في تلك اللحظه صدح أصوات طلقات نارية في الأرجاء ، أخذ الصوت يعلو رويدًا رويدًا لتهتف بيسان بتلعثمٍ :
_ إنتوا سامعين ؟؟ .. دا صوت طلقــات نار !!

وضعت بيسان كفها على قلبها هلعــًا فيما قرر هو الترجل خارج السيارة ومعرفة ما يجرى لتهتف بيسان بقلقِ :
_ يامن ، إنت رايح فين ؟؟ .. ما تنزلش !

افتر ثغرهُ عن إبتسامة حانية وقد هزّ رأسها ليهدأ من روعها قائلًا بنبرة حانية :
_ ما تخافيش .

أسبل يامن أجفانهُ وقد فغر فاهه وهو يجد بعض الرجال يهرعوا صوبهم ليهتف أحدهم بهلع :
_ إنتوا مين وأيه اللي جايبكم إهنه؟ .. إنفدوا بچلدكم !!
فتح يامن فمه ليحدثه مُستفسرًا فيما لم ينتظر الرجل وأسرع مُهرولًا خارج حدود القرية ليضرب يامن كفًا بالآخر في إستغراب :
_ هو في أسود جوا القرية ولا أيه ؟؟
نفخت فداء شدقيها وقد إشتد السأم بها ليسمعوا صوت أحد الرجال يأتي من الخلف قائلًا :
_ إنتوا ضيوف حضرة العُمده ؟؟
رمقهُ يامن بثبات ومن ثم أومأ برأسه إيجابًا ليتابع :
_ أيوة إحنا .. بس زيّ ما إنت شايف مش عارفين ندخل ؟؟؟
إبتلع الرجل ريقة بصعوبة ليردف يحثهم على على الترجل من السيارة :
_ في تــار بين عيلتين في البلد ، والدنيا مشعللة وعلشان كدا جمال بيه بلغني أدلكم على سكة تانية نوصل منها للدوار بسهولة .

ترجلت فداء خارج السيارة بتفهم ، لتعاون شقيقتها كذلك ..أمسكت بكفها يسرن معـًا خلف هذا الرجل الأربعيني ، فيما يسير يامن خلفهن حتى يبقين نصب أعينه ...

هتف الرجل بثبات بعد أن تدلى بجسده إلى مُنحدر صغير ، ليواجههم بنبرة حاسمة وهو يمد أحد ذراعيه :
_ هنمشي في الزراعية بين الخوص ديه ، وفي نهايته هنكون وصلنا .
تأبد المكان عليهم ، لتقول بيسان بتلعثمٍ :
_ بس الشجرات دي أكيد فيها حشرات وحيوانات مُضرة .. أنا خايفة .
أومأ الرجل برأسه إيجابًا ليفتر ثغرهُ عن إبتسامة عريضة مُرددًا بنبرة بلهــاء :
_ فيها ديابه وكُل حنش والتاني .. متربي علي الغالي يا ست هانم .. بس ما تخافوش أنا معاكم .
قطب يامن تقطيبة صارمة ليحاوط خصر بيسان بأحد ذراعيه وبنبرة ساخطة أردف مُتجهًا بحديثه للرجل :
_ إنت شايفها قلبها ميت يعني ، علشان تسرح بخيالك ؟؟
وهنا كشرت فداء عن أسنانها في تلك اللحظه لتضع كفها بين كف الرجل الممدود تقول بنبرة مُنفعلة :
_ حنش أما يلهفك يابعيد ، نقطنا بسكاتك وإلا هدفنك حي !!!
إبتلع الرجل ريقه قلقًا ليعاونها على الهبوط ، استتبعهما يامن بعد ذلك نزولًا ..لم يتبقَ سواها  ليضع ذراعين قابضًا على خصرها ومن ثم حملها بخفة وثبات حتى انزلها إليهما لتقول بخوف :
_ يامن ، خلينا نرجع بيتنا ؟
يامن وهو يضمها إليه : ما تخافيش ، أنا معاكِ أهو .
إرتاحت ملامحها قليلًا أثر كلماته ، لتسير مُنكمشة على نفسها تتشبث بطرف قميصه ،،،

رواية "جميلتي الصهباء "... علياء شعبان .Where stories live. Discover now