الحلقه (السابعة عشرة)

36.6K 1.3K 34
                                    

الحلقه (17).. "جميلتي الصهباء ".
------
زادني الشوق حنينـــًا .. بين ليلة وضُحاها .. أمُج بين أضغاث أحلامي مُنذ ليلة فراقنا ولا أجدها .. يتراءى ليّ كفها وهي تتركني جسدًا بلا روح .. أصبحت على يقين تام ، بأنني في هذه اللحظة أتنفس عشقها .
------
أغمضت عينيها بشيء من السلام وقد داعب الهواء جفنيها وكأنها تتذوق إعترافه لهـا لتداوي به حُطام قلبها الواهي أثر ضعفها تجاهه يومــًا ما .. بادلتهُ الكثير والكثير ولكنه لم يستجب واليوم قادهُ قلبه بحثـًا عنها فقد جعلته بصمتها يأتي إليها صاغرًا يبحث عن غذاء روحه وإنعاشة قلبه بجوارهــــا ..
إبتلعت غصة في حلقها وأخذت تفرك كفيها بتوترِ .. هل أصابه الجنون ؟ .. بالأمس يربط اسمه بغيرها واليوم عاشقـًا لها !!،قطع شرودها صوته مرددًا بنبرة أوقدت نيران الحُب داخلها من جديد :
_ فداء ؟ .. خلينا ننسى اللي فـات .
فتحت عينيها قليلًا ، تجهمت معالم وجهها عبوســًا تتقمص دور القوة الذي يُلازمها في أوقات مهامها الشاقة لتردف بنبرة حــادة :
_ وهو أيه اللي فـات ؟ ، إنت ما غلطتش في حاجه يا آسر .. الغلط كُله عندي .. عارف ليه ؟

ضيق عينيه مُترقبـًا يتفحص تشنجات وجهها والتي تنم عن رقة مشاعرها وتأثرها بما مر رغم قناع القوة الذي يُخفي ذاتها الحقيقية فيما استأنفت هي بنبرة أكثر حزمـًا :
_ علشان من البداية ما كانش ينفع أثق في واحد ما أعرفهوش كُل اللي جمعني بيه موقف لا يُذكر .. انا مش عارفه إزاي كُنت طايشة للدرجة دي .. انا بسأل نفسي ..إنتِ مين علشان  تدخلي حياة واحد ما يعرفكيش وتجبريه إنه يحبك وتفرقي بينه وبين حبيبته ..إنت مالكش ذنب .. أنا أسفـــه إني كُنت في حياتك وانا غير مرغوب بيا ، وانت مش واخد بالك علمتني ما كُنش عفوية وأحب كُل الناس أو أصدق أي حد ، شُكــرًا .
بادلته إبتسامة لم تصل إلى عينيها ومـا أن همّت تخطو قدماها للأمام تتجاوزه حتى هتف بلهجة صارمة :
_ بس انا عايزك وبحبك ! ، وإنتِ مُجبرة تفتحيلي قلبك تاني .. علشان مش هفرط فيكِ لحظة .. أفتحي ليّ قلبك برضاكِ أو هكون فيه غصب عنك .

يعلم جيدًا بأنها من هؤلاء اللواتي لاينصعن أو يرضخن لأحد أبدًا ..عنادهـا يجعلها تكسر ألف حاجز بينهمـا لتكون معه وعلى النقيض تُقيم الحصون بينهمـا كي لا يلتقيـا حتى لو إنهار قلبها من فرط الشوق إليه .. أراد أن يُثير حنقها في هذه اللحظة حتى يطول حديثهما لتلتفت إليه وبلهجة حانقة تابعت :
_ غصب عني !! ، دي كلمة كبيرة أوي .. وطالما قولتها يبقى ما عرفتنيش لحظة .

آسر بضحكة خفيفة من جانب ثغره :
_ أنا عارفك أكتر منك ، إنتِ هبلة يا فداء ، يوم ما تفكري تظهري قوتك قدامي علشان أقول دي قوية وبتتحداني .. لأنك في الواقع كتاب مفتوح حافظ كُل سطوره صم ، ومنقوش كُل ثغرة وكُل نُقطة قوة في عقلي .

استأنف بنبرة واثقة طرحت بقوتها أرضًا وقد صدرت من عينيه غمزة تؤيد صحة كلامه :
_ تحبي أسمع لك !!
تقلصت قسمات وجهها بشكل لا إرادي لكم أهلكتها ثقته وهو يُلقى على مسامعها ما تعلمهُ جيدًا .. لتقترب منه أكثر وبكلا كفيها راحت تدفعه بحدة في صدره وهي تصرخ غيظًا :
_ إنت مُستفز .
إلتقط معصميها بين قبضتيه وراح يشدد عليهما بثبات وحنكة ليُثبتهما حيث صدره ومن ثم أردف وهو يُشير بعينيه إلى جانب صدره الآيسر حيث يقبع كفها :
_ كدا وجعتي ليّ قلبي !!!

رواية "جميلتي الصهباء "... علياء شعبان .Where stories live. Discover now