الحلقه (العشرون)

37K 1.3K 71
                                    

الحلقه (20).."جميلتي الصهباء " .
--------
قوة الحُب لا تُحارب او تُدفن وإلا وضعت نفسك بالمهالك .. فـ تُصبح مهووسًا بمعاملات الحُب .. رغمــًا عنك .. أصبحت عاشق أفقده الحنين صوابهُ .. إن لم يكُن بين الناس فـ أمام نفسك هالك ...
-------
أجرى العديد من الاتصالات بها وبـــاءت مُحاولاته جميعها بالفشل ،أراد أن يُرمم ما هُدم ولكن حجر الأساس مفقود مُنذ فترة ، نكس ذقنه يائســًا ..لا يدري ما هذا الحنين لها ؟ ، داخله شعورًا يعرفه جيدًا ولكن ابنة خالته هي أولى بمشاعرهِ فإن ترك زمام قلبه في مكان آخر ، من سيحفظ قلب هذه التي رباها وعنها مسؤولًا ...
إرتخت مفاصل جسده وهو يهوى به على الأريكة ليجد هاتفه يصدح بإتصال ما .. دقات قوية اجتاحت قلبهُ لينتفض مُتجهًا بذراعه حيث الهاتف النقـال وما أن نظر إلى هاوية المُتصل حتى تنهد بيأس وقد خابت آماله بها ، تقلصت قسمات وجهه حنقـًا وهو يرى هذا الوغد يتصل به بعد مدة طويلة لا يتذكر منها سوى أخر لقاء جمعهما وهو يحذره من الإقتـراب منها .. رفع الهاتف إلى أذنه وبنبرة جامدة تابع :
_ خير يا شكري !!!
شكري بقهقهة ساخرة : أيه دا ؟ ، شُكري حاف كدا ؟
آسر ببرود صقيعي : خلاص ، غمسها بالجبنة !!
شكري بنبرة حادة قليلًا : مالك يا عم آسر ما بقيتش عاجبني ولا الشغل معاك بقى مُريح ؟ ، بقيت مُرهف الحس وبتتعاطف مع الناس وتبوظ ليّ مُخططاتي .
تشنجت فرائصه ليهتف بنبرة مُنفعلة :
_ شغل معايا ؟ .. كان في وخِلص ، الله العالم كُنت بتفتري على كام واحد،وانا سمعت كلامك وكلت حق كام واحد .. كُنت فاكرك شريف ومظلوم طلعت شيطان وابن ك**

شُكري وهو يردعه بنبرة حانقة :
_ تؤ تؤ تؤ .. عيب يا آسر بيه .. دا انا حتى كُنت عاوزك في شغل ضروري .. هي فــــداء العامري غيرتك ولا أيه ؟ ، معلش ما هو الحُب بيعجز .
آسر وقد تأجج داخله نارًا ليهتف بنبرة تعبق بحرارة عميقة :
_ لا يا روح الحجة ..الحُب بيقوي وأوي كمان ، سبق وحذرتك إن فداء خط أحمر وسيرتها يوم ما تيجي على لسانك أكون قاطعه لك .. ولا صحيح إنت فاكر إن البلاوي اللي انا أعرفها عنك وإنك حاولت تعتدي على فداء ، في صالحك !!! .. كُل عيش وأمشي جنب الحيط علشان آسر لو حطك في دماغة هخليك تهرب برا مصر زيّ النسوان وبـ فضيحة ، أنا ساكت عنك طول ما إنت بعيد عنها ، لكن لو لاحظت إنك عديت من جنبها في نفس الشارع وما غيرتش طريقك .. همحيك من على وش الدُنيا.

تداعى شُكري البرود رغم ان داخله يتآكل من شدة الحنق لـ يُردد بغيظِ :
_ براڤو .. براڤو يا آسر .. أوعى تكون فاكر إن ورشة تصليح العربيات ولا صالة تأجير الموتوسيكلات اللي عندك دول ، هيخلوك تعيش في رفاهية ؟! .. هييجي وقت وهتفلس لكن لو إشتغلت معايا ، هتقبض في كُل عملية مبالغ ترفعك لـ فوق .. فوووق اوي .

آسر بضحكة ساخرة : كانت رفعتك يا ابن نجيب ، المــال الحرام لا يُغني ولا يُسمن من جوع .. هتيجي إنت تعمل منه سلالم أطلع عليها فـ ترفعني !!.. الله الغني علشان دي سلالم ضعيفة لو نفخت فيها هتطير ..لأخر مرة هحذرك .. فداء وكُل اللي يخُصها خط أحمر ورقمك مش عاوز أشوفه على تليفوني تاني .

رواية "جميلتي الصهباء "... علياء شعبان .Where stories live. Discover now