الحلقه (الواحدة والعشرون )

32.9K 1.3K 64
                                    

الحلقه (21) .."جميلتي الصهباء " .
--------
الحُب هو شيء من الروتينِ اليومي ولكن جنونه هو مُنتهى التجديد والإثارة .. والعنـاد في الحُب يقضي على الحواجز بين الطرفين ولا يوجد ما يُسمى بالكرامة طالما الوجدُ باق ...
-------
أحكم غلق قبضتة القوية على ياقة ثوبها رفعت كلا كتفيها تتنفس الصعداء وهي ترمقهُ بجانب عينيها لتجد ملامحه تحمل لهـا كُل الوعيد والتهديدات .. إبتلعت ريقها بصعوبة وبنبرة مُتحشرجة هتفت :
_ بـااااابا !!!

افتر جانب ثغرهُ عن إبتسامة ثابتة ليرفع أحد حاجبيه مردفًا بصوتٍ أجشٍ :
_ دا أنا مافيش حد فكر يتحداني ؟؟ ، إنتِ تعملي فيا مقالــب ؟
فداء وقد انكمشت أسارير وجهها هلعــًا :
_ ما إنت كُنت هتموتني !!

أومأ آسر برأسه في ثقلٍ يجدحها بنظرة صارمة ، مــال بجذعه العُلوي حتى أقترب من رُكبتيها ومن ثم أسرع بحمل جسدها على كتفه فيما تابعت هي بنبرة اوشكت على البكاء :
_ إنت ساكت ليه ؟؟؟ .. وواخدني على فين !

لم ينبس هو ببنت شفةٍ مما أثار المخاوف لديها ، استقام في وقفته من جديد ومن ثم إتجه بها صوب الباب الخلفي للقصرِ لتردف وهي مُحدقة العينين بالطريق :
_ واخدني لـ الباب الخلفي ليه؟ ، نزلني يا آسر .. والله العظيم هعيط وهنِف عليك وأرجع كمان .. قلبت ليّ معدتي وإنت شايلني كدا .

تجرع آسر غيظه مما فعلته به داخله ولم يُخبرها بما ينوي عليه ولكن هذا السر داخل خلجات نفسه سيُفضح في الحــال وبعد خُطوات ليست بالقليلة ، وصل بها إلى جوار البناء الصغير المصنوع من الطوب اللبن لـ تربية الطير .. أنزلها أرضــًا على الأثر لتقطب ما بين حاجبيها مردفةً بنبرة مُتلعثمة :
_ إنت جايبني هنا ليه ؟ ، اوعى تقولها .

وفي تلك اللحظة رفعت كفها إلى فمها تكتم شهقاتها داخلها وبنبرة مرتعبة تابعت :
_ إنت جايبني هنـا علشان تغرغر بيّا وتغتصبني !! .. إلحقووووني .
أسرع آسر بوضع راحته على فمها يمنع صرخاتهــا المُستغيثة دون داعٍ .. إقترب من أذنها ثم هتف بنبرة صارمة ليستبد بها القلق :
_ أغتصب مين ؟؟ ،دا إنتِ شبه واحد صاحبي .

تقلصت أسارير وجهها غيظـًا لترمقهُ بنظرة ماقتة على ما قاله لهــا .. وفي هذه الثانية أسرعت بغرس أسنانها في لحم راحته ليبعد ذراعه بتأوه قائلًا :
_ إنتِ بتتمادي كمان ؟، ليلتك سودا .

فداء وهي تتخصر أمامه بثبـات بعكس ما يضمر في نفسها من خوف جمٍّ لتهتف بغيظٍ :

_ انا شبه صاحبك ؟؟ ، كدا تحرق قلبي ؟ ، دا إنت لو إغتصبتني أهون من الكلمة دي ، الست نفسيتها ما تتعبش إلا من جُملتين (إنتِ تخنتي وانتِ شبه واحد صاحبي ) .. وعلى فكرة بقى أنا واثقة في نفسي وعودي فرنساوي حتى جمالي أيرلندي ، إنتوا كدا الرجالة ما يملاش عينيكم غير التراب .. جاتكم بالأرف .

أنصت آسر لها في شيء من الثبات اظهره بدقة .. وما أن أنهت حديثها حتى تابع بنبرة مُتسائلة :
_ إنتِ عارفه أنا جايبك هنا ليه ؟؟

رواية "جميلتي الصهباء "... علياء شعبان .Onde as histórias ganham vida. Descobre agora