الحلقه (التاسعة عشرة )

35.3K 1.3K 50
                                    

الحلقه (19).."جميلتي الصهباء " .
---------
ومع إختفاء آخر خيط من الضوء في السماء ، هناك أمل بغدٍ أفضل وليل تتأرجح به سعادتنا بين لهفة وصناعة للأمجاد ،طموحٌ على مشارف الحُلم مقرونًا بكابح الضير الآتي منه .
-------
هــرعت (عنود) صوبها وقد إنفرجت أسارير وجهها بصورة تتنافى مع حالتها قبل ذهابهـــا معه ، وقف آسر بمُحاذاتها وبنبرة ذات مغزى همس بالقُرب منها في ظفر :
_ وانا كمان بحبــك .

تلعثمت قليلًا في عباراتها وسرعان ما زُين وجهها بضحكة خفيفة .. لتقف عنود أمامها وبإبتسامة طفولية رددت :
_ تعالي شوفي قُصي جاب أيه ؟!

انصاعت فداء لها لتهتف بحُب بعد ان وجدت شقيقتها تجذبها سيرًا لـ خارج باب القصر الرئيسي :
_ خير يارب !!!
استتبعت خُطوات شقيقتها حتى الخارج ، ومـا أن نظرت إلى عربة النقل القابعة أمام القصر وما تحتويه حتى تابعت بسعادة غامرة :
_ آلات خياطة !! ، قُصي ؟ ، إنت قريت تفكيري إزاي ؟ .. أنا دلوقتي بس فهمت إنت خليتنا نفضي الصالة ليه .

ترجل قُصي من باب العربة المُجاور لمقعد السائق وبنبرة ثابتة وقد افتر ثغرهُ عن إبتسامة صادقة أردف :
_ الجيش قال ، إتصرف .

إلتفتت فداء إلى شقيقتها الذي تبدل حالها للفرح الشديد لتربت على ظهرها بحنو واضح وراحت تقول بحماس :
_ مُستعده ؟
هزّت عنود رأسها بثقة مُفرطة وهي تحتضن سعادة شقيقتها بجفنيها الكثيفين ، فيما حث هو بعض الرجال لـ نقل آلات الحياكة حتى الصالة الكبيرة .. بدأ يشاركهم نقل المُعدات في همّة ونشاط وقد لحق بهم يامن وآسر ، أصبح سبب دعوة السيدات واضح تمامــًا بينهن ..

تراصت المُعدات داخل أروقة الصالة جنبًا إلى جنب ..عَلت غمغمات السيدات اللاتي يتهامسن بشأن الأمر مع صخب وافر من صياح الأطفال ليهتف قُصي عاليــًا بنبرة أكثر ثباتـًا :
_ أسمعوني يا جماعة ، انا جمعتكم هنا النهاردا علشان محتاج مُساعدتكم في شغل قرب ميعاد تسليمه ، مش باقي غير أسبوعين بس .. أنا عارف أنها فكرة جنونية إننا نخلص شغل شهرين في أسبوعين ولكن مافيش حاجه مُستحيلة ..طبعًا اللي مش حابب يتطوع مش هنجبره  الموضوع إختياري بحت .

تنهدت عنود بأريحية من حديثه وهي تجأر إلى الله في كُل لحظة ، آملةً بالوصول ، شعرت للحظة بأنه لم يستحق كُرهها إلى هذا الحد لربما تحسست هي من إتهامهِ لها ولكنها بالفعل للمرة الأولى ترى الجانب الخيّر منه ،،،

تردد صدى أصواتهن بالموافقة ليفتر ثغرها عن إبتسامة عريضة .. رمقتها بيسان بحنو وأمل .

اوتوماتيكيًا يتصل خيط سعادة إحداهن بالأُخريات ، فـ مَن جمعهن في رحم أُم واحد قادرًا على أن بذور الأمل والتفاؤل تتسلل من واحدة إلى الأُخرى .. على الأغلب ينقسم كُل شيء إلى فصين .. أما هن فـ نوع جديد شُطر لـ ثلاث مُتشابهات مُكملات لـ نقاط الضعف فيهن ...
بدأ قُصي يقسم المهام على الجميع ، مجموعة تولت أمر الحياكة وأُخريات يستلمن ما تم تصميمه ومن هن مسؤولات عن أدوات التزيين  في كُل تصميم .. فيما تولت بيسان أمر إلهاء الأطفال ويعاونها يامن على هذا ...

رواية "جميلتي الصهباء "... علياء شعبان .Where stories live. Discover now