الحلقه (الثامنة عشرة )

34.6K 1.3K 46
                                    

الحلقه (18) .."جميلتي الصهباء " .
---------
نقمة الحُب تكمن في أن يكون حُبــًا مبتورًا لـ أحد طرفيه .. ونعمته تجتليّ في فيض من المشاعر تجتاح وجدانك وتُرسخ عقيدة العشق فيه ...
-------
ثارت خلجات وجهها في شدوه وعجز في الاستيعاب ، كيف وصل إلى داخل القصر ؟ ، حظى بحفاوة شديدة من قِبل جمال الدمنهوري وكأنه أحد أفراد عائلته .. أدركت لتوها بأنها عشقت رجلًا لا يستعصي عليه امرًا واحدًا .. أحبت ما فعله لأجلهـا وأنه اختـار المواجهة المُباشرة ولكن تظل علامات الاستفهام تحوم حول عقلهـا تتسائل ما الدور الذي تقمصه لـ يصل إلى هنـا ..

هبّت في مكانها واقفة ، بينما بادلها هو نظرة ثاقبة وهو يجوب ببصره بينها وبين قُصي الذي تابع بتساؤل :
_ ما أتعرفناش ؟
جمال بثبات وهو يحثه على الجلوس :
_ أتفضل يابني .. ارتاح على الكنبه .

أومـــأ آسر برأسه في خفة ليجلس إلى الأريكة في ثبات وقد تأجج شعوره حنقـًا يتوعد لها بالكثير بينما استأنف جمال حديثه :
_ أستاذ آسر .. بيدرس ظاهرة التعداد السُكاني ضمن مشروعه وإختار القرية هنا علشان يطبق الدراسة الميدانية فيها .. وبعدين دا جاي من طرف (أم يامن) ..هي بنفسها كلمتني ووصتني عليه ، هينورنا لـ فترة .

حدقت فداء إليه في صدمة ،ليفتر ثغرها عن إبتسامة بلهاء وهي تردف بنبرة سادرة :
_ عمتو !! .. هي اللي كلمتك ووصتك على الأستاذ .
هزّ جمال رأسه إيجابًا فيما أردف آسر بلهجة صارمة حاول إخفاء حدتها بإبتسامة صفراء فقال :
_ إن شاء الله مش هطول وأزعجكم .. بمُجرد ما أخلص مُهمتي وتنتهي زيّ مـــا أنا عاوز ، همشي أصلي بصراحة بحب الدقة في شغلى وما أعرفش الاستسلام .

جمال وهو يربت على كتفه بإعجاب :
_ ربنا معاك يابني ويوفقك .

تشوشت الأفكار في ذهنها اينذاك لا تفهم كيف كفل لـ نفسه إنضمام عمتها إلى صفه ، لم تكُن صدمتها إلى هذا الحد فحسب لتفتح عينيها واسعًا وهي تجد صوت يامن يهتف بنبرة مُرحبة ليصافحا بعضهما وبقت هي في حالة ذهول من أمرها حينما أردف يامن مازحًا :
_ أوعى تكون توهت يا عم آسر ، مستنيك من بدري يا صاحبي .
جمال بضحكة وقورة : وانا أقول مدام منى موصياني عليك ليه !! .. ربنا يديم صداقتكم يا ولاد .
في تلك اللحظه وصل مستوى صدمتها لـذروته فـ بالأمس تقاتلا واليوم أصدقـاء دون صداقة ، لاشك بأن هناك أمور كثيرة تُحاك من خلفها ، جدحتهمــا بنظرة حانقة ثم رددت وهي تتجه صوب الدرج :
_ بعد إذنك يا عمي هطلع أستريح عندنا شُغل كتير بكرا .

ائتلف جمال مع رأيها ليردف بنبرة هادئة :
_ عندك حق يابنتي .. يالا يا شباب كُل واحد يستريح ونسيب الضيف كمان يرتاح من السفر وبكرا نشوف هنعمل أيه في حكاية عنود .
--------
" في صباح اليوم التالي ،،،

قامت حُسنية بفرد ملاءة أرضًا وسط بقعة الحديقة ، وبدأت الفتايات يضعن أطباق الطعام عليها .. فقد قرروا جميعًا تناول وجبة الإفطــار في حديقة القصر ما أن تلتصق الشمس في كبد السمــاء ،،،
تحركن على قدم وساق في شيء من الهمّة يضعن الطعام أرضــًا حتى إمتلأت السُفرة ذات الطابع البلدي بكُل ما لذ وطــاب ..

رواية "جميلتي الصهباء "... علياء شعبان .Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum