الحلقه (الثالثة عشرة)

36.9K 1.3K 54
                                    

الحلقه (13).. "جميلتي الصهباء " .
-----------
يتسلل الشوق بين أوتار قلوبنـا ولا يؤذينا ، كالعلقم المُــر ولكنه يداوينا ، تسأم ألم اللحظات في البعـد وتتلاشى الأوجاع مع كلمة تنادينا فـ تغمرنا حنينـا ...
-------
مـال بجذعه العُلوي للأمام قليلًا ليلتقط طرف الغطاء بأنامله ثم يبسطه علي كامل جسدهـا ، رمقها بنظرة هادئة وقد نامت علي الأريكة كالحمل الوديع تتناثر خُصلاتهـا من حولها ليقطع عليه شروده صوتها وهي تهتف بحنق :
_ ناوي تفضل تبص لهــا كدا كتير ؟!

استقام في وقفته من جديد ، ليجد نجوى تتخصر أمامه في غضب جمّ .. هوى بجسده إلي الأريكة المجاورة ، يمسح علي جبهته بطرف أصابعه في إرهاق ليقول بنبرة صارمة :

_ بطلي هبل يا نجوى ؟ .. وأحسبي كُل كلمة قبل ما تقوليها .
امتعق وجهها غيظًا لتردف بنبرة نارية ثائرة :
_ أحسب أيه ؟ .. انت خليتني أكلم أهلها علي إني صاحبتها وهتبات عندي .. كُنت تقدر تبعتها مع أي واحد من رجالتك لحد البيت ما عملتش كدا ليه ؟
إحتقن وجهه غضبًا ، ليرفع بصره إليها يجدحها بنظرة حادة أربكتها ليردف بنبرة خفيضة جأشة :
_ إنتِ مجنونة رجالة أيه ؟ ، دي واحدة مش في وعيها أسيبها مع شوية عيال شاربين ؟.. ما تتخطيش حدودك بالكلام ، إنتِ فاهمه ؟

لانت ملامحها تستعطفه لتجلس إلي جواره ومن ثم إلتقطت كفه تقول في نبرة هادئة :
_ شوفت ؟ .. حتى بتوطي صوتك خايف علي مشاعرها ؟
آسر بصوتٍ أجشٍ : أيوة خايف علي مشاعرها ، وإتفضلي علي أوضتك .. أنا دماغي مش فيّا .

نهضت في مكانهـا بحركة عصبية .. لتتجه صوب الباب وقبل أن تترجل خارجه إلتفتت من جديد تردف بحنق :
_ اللي بيحصل دلوقتي .. مالهوش غير تفسير واحد ، راجع نفسك يا آسر بيه قبل ما نبدأ مع بعض صفحة جديدة من حياتنا .

صفقت (نجوى) الباب خلفها .. عــاد بظهره للوراء قليلًا .. حانت إلتفاتة منه إليها فأخذ يتفحص معالم وجهها النائم .. فالتي أمامه الآن لا تمت لتلك العنيدة المُشاكسة بصلة .. جأش صدره همـًا ليتحدث في نفسه بنبرة متحيّرة :
_ وبعدين معاك يا آسر ؟ .. هو إحنا مش رافضين الحُب من زمان ، أيه عاوز تجيب طفل ويتقال عليه زيّ ما إتقال عليك (حرامي) ، وبعدين انت مش هتكون أب مُشرف في كُل الأحوال .. وإنت عارف إن جوازك من نجوى علشان زنها عليك وإنت حابب تحمي بنت خالتك وتفضل قدام عينك ، فوق ما تخليش قلبك ياخدك لمكان إنت مش حابه أو مش هتلاقي نفسك فيه .

نكس وجهه أرضًا يتأمل الفراغ حيث وضع رأسه بين كفيه ، يرفض التفكير بها مليًا .. فهي أحق أن تترك قلبها بين يدٍ لن تُسكت نبضاته يومــًا ، ألقى به تفكيره في نهاية المطاف بأنها كانت غائبة عن الوعي نصفيًا وأن ما ورد عنها لا يشترط أن يُعترف به ...
--------
" في صباح اليوم التالي ،،،
_ إنتِ كويسه النهاردا ؟

أردف آسر بتلك الكلمات وهو يرمقها بنظرة هادئة واضعًا كفيه داخل جيبي بنطاله ، إبتلعت فداء ريقها بصعوبة فقد تذكرت ما قامت به بالأمس .. لتردف بنبرة مُتوترة :
_ آآ .. الحمد لله .

رواية "جميلتي الصهباء "... علياء شعبان .Where stories live. Discover now