الحلقه (الأولي)

93.8K 1.9K 237
                                    

الحلقة (1).."جميلتي الصهباء".
--------

جاب ببصره بينهن ، أصواتهن غلبت الشوق داخله وهو ينظر إليهن ، ثلاثة فتيات، يشبُهانها بقوة تلك الحبيبة التي تركته في مُنتصف طريقهمـا معًا .. أحبها بصدقِ لم ينسيا لحظاتهما الآخاذه ينتقيا من الاسماء مـا يحلو لهما فقد علمـا بقدوم ثلاثة لآلي لينيرن حياتهمـا ، لا يفتيء أن يتذكر حديثها لهُ وهي تقول بنبرة رقيقة تشبُـه إغماضة عينيها الذي غلب عليها السُهاد فـ يُغطي جفونهـا أهدابًا طويلة للغاية ويختفي معهـا جمال سحر عينيها الزرقاوتين في هـدوء ، وفي لحظة الشوق هذه غَلب علي عينيه دمعتـان يفران من موطنهمـا ليجد إحداهن تبتسم في ملكوت ربهـا لتجعله يصبر علي بلاء ربه ، ذا نفسٍ راضية ... فـ الآن غادرت هي وتركت له حِمل أقوي من قامات الجبال ، ثلاثة صهباوات في يومهن الأول علي هذه الدُنيا ...

_ سرحت في أية يا غالي ؟ ، أكيد فيها !!!

أردفت (مني) شقيقة سالم الصُغري بتلك الكلمات وهي تضع كفها علي كتفه من الخلف ومن ثم استدارت حتي جلست إلي الأريكة المُجاورة له .. رمقتهُ بنظرة هادئة تُرثي بها حال شقيقها الذي لم يهنأ لحظة مُنذ رحيل زوجته ، تنهــدت بثبات فيمـا افتر ثغرهُ عن إبتسامة حانية قائلًا :
_ (ملاك ) مش بس كانت زوجتي ! يا مني ، دي كانت الفرحة اللي حلمت سنين بيهـا .. هي أه ما فرحتش ببناتها يوم ، بس أكيد هنتجمع كُلنا في جناته .. وانا معايا كُنوز الدُنيا مِلك إيديا ، تلات لآليء ونُسخ مصوره منها .

رفع ذراعه إليها ومن ثم ربت علي كتفها بحنو صادق كطبيعة حاله :
_ وبعدين ربنـا يحفظك ليّا ، من يوم غيابها وإنتِ جنبي .. ربيتي بناتي وحافظتي عليهم ، وبيعتي كُل الدُنيا وإشتريتي قُربهم ورضيتي ببُعد جوزك وابنك.

مني بإبتسامة عذبه : ما إنت عارف يا سالم، إن روحي فيهم .. مكانش ينفع إنه يخيرني بينه وبينهم .. ما إنت عارف اللي فيها دي مُجرد تلكيكه مش أكتر ، أمــا إبني فـ مش صغير علشان ينساني .. هو كِبر وفهم إن بُعدي كان خارج إرادتي والظروف كانت أقوي مني .

سالم بتساؤل مُهتم : أه صحيح ، أمال يامـن ناوي يشرفنا إمتي؟ ولا مش قادر يستغني عن بنات فرنســا ؟!!!
مني بضحكة هادئه : قالي علي نهاية الشهر دا ، دا وعدني إنه هيبدأ جلسة العلاج مع بيسان علي أخر الشهر .. وكمان نفسه يشوف مُراد أخوه .

سالم بتفهم : تمام .. والله واحشني جدًا من ساعة تانية ثانوي ما شفناهوش ، أهو دلوقتي بقي دكتور عظام أد الدُنيا ومش عارفين ناخد منه ميعاد .. أنا هقوم بقي أقرأ شوية في القضية الجديدة وإنتِ شوفي مُراد والبنات .

انصاعت (مني) لحديثه فيما إتجه هو داخل غرفة مكتبه فيتوجب عليه توخ الحذر والفصل بين حياته العمليه وبناته .. فيخشي أن يُصبح قاض جائر ويظلم دون قصد منه ...
--------
_ لو قولتيها من غير ما تغلطي فيها تلات مرات يبقي إنتِ كدا عليكي جِن !!!

رواية "جميلتي الصهباء "... علياء شعبان .Where stories live. Discover now