الحلقه (السادسة عشرة)

32.6K 1.3K 34
                                    

الحلقه (16).. "جميلتي الصهباء " .
---------
أحيانًا تفقد السيطرة على زمام أمورك فتنجرف عكس التيـار .. وكثيرًا ما يرأف الله بحال قلبك فلم يعُد يصبح يبابــًا ..  عامر هو بالكثير من الآمال .. أنت بالتأكيد في طريقك لتحقيقها .
-------
سقط المظروف والصور من بين يديها أرضًا ، توقف عقلها عن التفكير لـ لحظة .. أخذ صدرها يعلو ويهبط هلعــًا من مجهودها الضائع وبالأخص ما أن رأت توقيع هذه الحرباء في نهاية السطور لترفع بصرها إليه وقد سبقتها دمعة إنهمرت على وجنتها وبنبرة تجتاحها بوادر بُكاء رددت :
_ تصاميمي إتسرقت يا قُصي !! .. كُل حاجه إنتهت ، مجهودي وأحلامي .. هانيا القذرة .

رفعت كفها إلي مُقدمة رأسها تفرك جبينها بوهن ، صُـدم من رؤيتها على هذه الحالة ليمد ذراعه مُحاوطًا خصرها بثبات وبنبرة هادئة تابع وهو يحثها بالجلوس على المقعد :
_ ممكن تقعدي هنـا وتهدي علشان أفهم اللي بيحصل ؟!!

أسندها لتجلس إلى المقعد ، فيما مـال هو بجذعه العلوي قليلًا يلتقط هذه الصور ويُمعن النظر بها وبنبرة حادة أردف :
_ آه يا بنت الـ .. !! ..
توقف عن تكملة جُملته لـ ينظُر إليها مُجددًا وهي تتابع بنبرة مُجهدة :
_ عاوزة أشرب ؟

ألقى الأوراق بغير إهتمام على سطح المكتب ، ليقرر الذهـاب بنفسهِ لإحضار قارورة مياة لها ، أجهشت عنود في البكاء ..أخذت شهقاتها تعلو بحُرقة وهي تضع رأسها المُنهك بين كفيها ...

سكنت لوهلة دون حراك وفجأة استقامت واقفة بغير إتزان لـ تضع كفها على طرف سطح المكتب تتحامل عليه وقد حسمت نيتها على المواجهة لتتجه خارج المكتب بل حدود الشركة بأكملها ..حيث استقلت سيارتها بسرعة جنونية وقد كبا الغبار عاليًا وصدح معه صوت زمجرة إطارات السيارة في جنبات المكان ...

ألقى قارورة المياة جانبًا وهو يجوب ببصره المكتب فـ وجده شاغرًا حتى من حقيبة كتفها ، فعلم في هذه اللحظه بأن عصبيتها التي تشبُه الحمم البُركانية في طريقها لتصب جام غضبها على أحدهم ..تحسس جيبيه ليتأكد من وجود هاتفه النقـال ومفاتيح سيارته .. أسرع بإخـراج الهاتف وقد تجذف على الأثر سيــرًا للخارج ،،،

شــاظ به الغضب لما فعلتهُ وقد ضاق صدره بالهمومِ وقد وصل إلى المرآب الخاص بالشركة ضغط على الريموت كنترول من على بُعد لـ تُفتح أبواب السيارة تلقائيــًا ومن ثم دلـــف داخلها لينطلق بها فور الركوب .. رفع الهاتف على أذنه ومـا أن أجابتهُ حتى هتف بلهجة آمره :
_  فــداء ؟! ..قولي ليّ عنوان شركة (هانيا الرفاعي ) ، بسرعة !!

فداء وقد جحظت عينيها تردف بتوجس :
_ هانيا ؟ .. ليه ! .. في حاجه حصلت لـ عنود !

قُصي وهو يضغط على عينيه بنفاذ صبر :
_ هفهمك بعدين .. أخلصي بقى .

أسرعت فداء تُملى على مسامعه العنوان بنبرة فـزعة ومـا أن إنتهت حتى أغلق الهاتف مُنطلقـًا حيث العُنوان ...

رواية "جميلتي الصهباء "... علياء شعبان .Donde viven las historias. Descúbrelo ahora