الحلقه (السادسه)

39.8K 1.5K 75
                                    

الحلقه (6).."جميلتي الصهباء " .
------
اقتحم هذا الشعور دواخلي ، لا أعلم إن كُنت في أمس الحاجة إليه ، أنفُر منهُ أو أنني لم أكُن أتوقعه يومًا ، جُزءا هاما في شخصيتي فأنا بعيده كُل البُعد عن شعور يسلبني الماضي أو يكبح جماح طموحي .. فهيهـات أن يجتاحني أو أرضخ لهُ ...
-------
رمقها بقوة من بين فحمتي عينيه الحادتين ، أطاح بالخوذة بين كفه ناحية أحد رجاله والذي إلتقطها بمهارة شديدة ..ومن ثم إلتفت إليها من جديد يسير بخُطواته الركيزه ناحيتها ليردف بنبرة صلبه :
_ بتعملي أيه هنـا ؟؟

انكمشت قسمات وجهها غيظًا وهي تجدهُ يمسك بأحد كفيه (حقيبة كتفها) .. شـدّت قامتها أمامه بثقة وراحت تقول بنبرة باردة :

_ جايه أرجع حاجتي اللي انت أخدتها ، ولا إنت مش ملاحظ .. إنك سارق شنطتي !!! .

جدحها بنظرة مستهينه ليفتر ثغرهُ بإبتسامة وضيعه من جانب شفتيه وراح يقول وهو يُلقي الحقيبه بإتجاه رجل آخر :
_ لا مش ملاحظ .. ولو خايف علي نفسك .. إتكلي علي الله .

فـداء وهي تقترب منهُ غيظًا : ما أنا بتكل علي الله أمال هتكل عليك إنت يا شبح ؟! ، ولا إنت علشان حلو حبتين فاكر ، إني هضعف قدامك ،لا يا حبيبي دا انا فداء العامــري ، اللي ما بتسيبش حقها لحد ، وقول لأبو قرعه دا يجيب الشنطه .

قالت جُملتها الأخيرة وهي تنظُر بعينيها ناحية ذاك الشاب الذي يقف خلف رئيسه ، رفع الشاب أحد حاجبيه في استغراب من جراءتها رغم وجودهـا بين مجموعه من الشباب ...

اقتربت فـداء منهُ أكثر وقد فردت ذراعيها جانبًا وأخذت تمشي بثقه كفتوات المناطق الشعبيه تُثني رُكبتيها قليلًا ومـا أن اقتربت منهُ حتي ضربت علي كتفه بثبات قائله :
_ هات الشنطة لو خايف علي نفسك إنت ورجالتك !!

افتر ثغرهُ عن إبتسامة عريضة ظهرت معهـا تلك النغزة الموجودة بذقنه (طابع الحُسن) ، فهي فتاه خـارج الإطـــار الأُنثوي تمامًا .. رغم إمتلاكها لوجه غاية في إبداع الخالق (ملامح منحوته بدقه تتصف بصغر حجمها ورقتها ) ، لوت شدقها من استخفافه بكلماتها وقبل أن تستأنف حديثها الغاضب وجدت أحد رجـاله يهتف بصوته الخشن :
_ نتصرف معــاها يا آسر بيه !!!

اومـأ آسر برأسه سلبًا ، ومن ثم أشر بأصابعه لهم لـ يتوجهوا إلي أعمالهم من جديد ، وهنا هتفت فداء وهي تهرول ناحية الشـاب الذي تتواجد حقيبتها بحوزته :

_ هات ياض الشنطـه ، دي فيها ورق الشغل بتاعي وسندوتشات الجبنه بالخيـار .

هـزّ آسر رأسه للرجل هزة واحدة خفيفة وعلي أثرها ترك الحقيبة لهـا ومـا أن غادر الرجل حتي  استدارت تنظُر له من جديد ثم تابعت هي بتفاخر :
_ شوفت لمّا زعقتله ساب الشنطة إزاي ! ، يالهوي عليا جاحده طول عُمـري .

وجدتهُ يقف أمامهـا ، يضع كفيه في جيبي بنطاله يجدحها بثبات ومن ثم تابع بهـدوء :
_ ومين قالك ، إنك هتاخديهـا .

رواية "جميلتي الصهباء "... علياء شعبان .Where stories live. Discover now