الحلقة (الرابعه)

41.5K 1.5K 133
                                    

الحلقة (4).. "جميلتي الصهباء " .
---------
في آن واحد خُلقنا ، وداخل قصر واحد عشنا وبروح واحدة ، تعايشنـا .. فلا تقع تحت طائل التفريق بيننا ومن ثم تفشل ، فـ بشخصياتنا قد إختلفنا .
-----
رمقتها بيسان بعينين جاحظتين وكأنها ترفض ما تقوله فيمـا أخذت (عنود) تبكي بحُرقة وقد عبرت نبراتها عن عُمق حرارة حديثها وهي تهزّها بكُل ما أوتيت من قوة قائله :

_ هتستوعبي أمتي الواقع دا يا بيسان ؟! ، مر سنه وانتِ لسه علي الحال دا ، وجعتي قلوبنا وخاصةً بابــا .. فوقي من غيبوبتك إحنا مش هنستحمل نخسرك حبيبتي !

إنسابت قطرات الدموع من عينيها ، لتقول بنبرة مُتلعثمة بالكاد تخرج منها :
_ إبراهيم عايش يا عنود .. هو قالي ما تقلعيش دبلتي أبدًا وإلا هيزعل مني .. ليه بتقولي كدا !! .. إنتِ زعلانه علشان فرحنا كمان شهـر وهبعد عنكم .. لا متخافيش ، ماحدش يقدر ياخدني منكم .

ضغطت عنود علي عينيها في إختناقِ وراحت تُخرج زفيرًا يصحبه حرارة أشد بأسًا من نيران موقــد ، تركتها علي الفـــور ومن ثم عـادت إلي الخلف وراحت تسند ظهرهـا علي الجدار حتي انهالت أرضًا تجلس في بُكاءً مرير ...

ابتلعت فداء ريقها بمرارة ، علي حال شقيقاتها لتقوم بالإقتراب من بيسان ومن ثم تضع أطراف أصابعها اسفل ذقنها وتردف بنبرة هادئه للتخفيف من حدة الموقف :
_ بيسان حبيبتي .. دا ميعاد الدوا بتاعك .

بيسان وهي تنظُر لـ شقيقتها بخيبة أمل : إبراهيم عايش مش كدا ؟!

اسرعت فداء بإحتضانها وراحت تربت علي خُصلاتها الناعمة لتقول بصوتِ مُتقطع :
_ عنود .. قولي لـ بابا ، يطلب الدكتور فورًا .
-------
(في غُرفة مراد ) ،
_ ضربت الظابط ؟! ، بلاء دي المفروض يحطوهـا في محمية طبيعية مع الديناصورات .. أو ينفوهـا لجزيرة مالطة ، وممكن بردو تتدفن حية علي إنها آكلت لحوم البشر ، لكن تعيش وسط البني آدمين الطبيعيين كدا ؟ ، لأ خطر .

أردف مراد بتلك الكلمات في نبرة مصدومة مما فعلته ابنه خالته ، هذا ليس بجديد عليها ولكن نطاق اعمال البلطجه خاصتها اتسع حتي شمل الضباط ، افتر ثغر مني عن إبتسامة عريضة لتردف بهدوء :
_ ربنا يهديها لنفسهـا .. وانت بطّل تقول كدا عن أختك ، ويالا ركز في مذاكرتك .

تذكر مراد شيئًا مـا ليهتف بنبرة مليئه بالحماس قائلًا :
_ هو صحيح ، هشوف يامن أخيرًا بكرا .. أنا مش مصدق لحد دلوقتي لأنه بجد واحشني .

مني بسعادة طائلة : ربنا يحفظه ويرجعه لنا بالسلامة يا حبيبي .

مراد غامزًا لها : طيب مافيش دعوة لـ مراد حبيبك وساندوتشين جبنة رومي ، اصل العبد لله بيذاكر والمذاكرة بتاخد من صحته .

مني وهي تداعب خصلاته بأصابعها : من عيوني طبعًا .
------
( في أحد الفنادق المُطله علي النيل ) ،،،
جلست إلي المقعد القابع أمام منضدة الزينة ، بدأت تمشط شعرهـا في مياعة شديدة وهي تلوك العلكة بفيه مُفتوح .. بسط جسدهُ علي الفراش حيث قام بوضع ذراعيه أسفل رأسه مُستندًا عليهمـا .. طالعته من المرآه أمامها حين تنحنحت قليلًا قبل أن تقول بنبرة دلال :

رواية "جميلتي الصهباء "... علياء شعبان .Where stories live. Discover now