الفصل السابع والعشرون

16.7K 1.4K 135
                                    

#نيكولاي:

قاومتُ ذئبي إلى أن ابتعدتُ مسافة معتبرة عن منزلي ثم تركت له السيطرة على جسدنا حتى ينفّس عن ألمه.

حذرتُ لويس الذي كان قد يتبعني، فعاد أدراجه قبل أن يتأذى عن غير قصد في هذه الليلة المشؤومة.

ذئبي كان وحشيا أكثر من العادة، خطواته في الغابة لم تكن هادئة بل صاخبة لدرجة أنها أخافت كل الحيوانات الليلية وأفسدت عليه فرصة الصيد. لذا أفرغ غضبه على بعض الأشجار بإسقاطها بعد أن ضرب نفسه بها بكل قوته.

ذلك أنهكه قليلا فسار إلى جرف قريب وبدأ بالعويل تحت السماء الملبدة بالغيوم الداكنة. صدر عواء مساند له من أفراد القطيع فهدأ واسترخى مسنِدا رأسه على قائمتيه الأماميتين.

"ماذا نفعل الآن؟"
سألتُه بنبرة متعبة فكان رده نشيج ألم.

جلسنا هناك لا أدري لكم من الوقت إلى أن أدركني التعب ثم عدت إلى منزلي. كان الكل نائما بحكم السكون الذي طغى على المكان.

مررتُ بغرفة كايت وترددت في دخولها. رغم كل شيء تبقى قطتي، الفتاة التي كنت أدعو في مراهقتي أن تكون لي والآن بعد كل ما مررنا به! أصبحت لي حقا؟

أجد صعوبة كبيرة في تصديق ذلك، ولا أتعمد جرحها بالبقاء بعيدا عنها هكذا لكن مشاعري في تضارب مع ذئبي.

هو يهتم لأجلها، أكثر من مجرد فرد من القطيع، تعلقه بذئبة كاساندرا يقف عائقا أمام تقبّل أن كايتلين توأمه.

"المسكنات أفقدتها وعيها، لا جدوى من عودتك في هذا الوقت"
قاطع أفكاري صوت العم ماركوس بنبرة معاتبة.

"أردتُ فقط أن أطمئن عليها..."
هممتُ بالمغادرة لكنه وضع ذراعه بطريقي وأوقفني.

"أثق بك كي تعتني بابنتي، لا تخيب ظني فيك يا فتى"
كلماته جعلت الذنب يخنقني لكنني تمكنت من أن أومئ رأسي وأُسرع إلى غرفتي.

أمضيتُ بقية الليلة أتقلب في الفراش إلى أن أشرقت الشمس ثم خرجتُ بهيئة الذئب مجددا قبل أن يستيقظ أحد.

__________

#كايتلين:

ساعدني مزيج الأعشاب الذي حضرته أمي في نيل قسط من الراحة، لذا كان ذهني صافيا في الصباح التالي.

سبق أن قررتُ كسر الجليد بيني وبين نيكولاي، وذئبتي كانت أكثر من سعيدة لهذا.

سواء كانت كاساندرا عاهرة درجة أولى أو لا، سبق أن جربتُ ألم فقدان التوأم الروحي وقد كان نيكولاي هناك من أجلي؛ لولاه لما تخطيتُ نوبة كآبتي تلك.

أدين له بالتواجد بقربه على الأقل.

تفقدتُ غرفته لكنه لم يكن هناك لذا تركتُ رائحته تقود ذئبتي إليه.

نيكولاي | NICOLAI حيث تعيش القصص. اكتشف الآن