الفصل الرابع

22.5K 1.9K 233
                                    

#نيكولاي:

بعد أن اشترى لويس ملابسا بحجم أكبر لـ سيرجيو، انطلقنا في طريقنا إلى القطيع الثالث من خمسة في هذه القارة.

ملأ الرحلة استجواب أخي لـسيرجيو، حتى أخبره بقصة حياته.

ثلاث وعشرون سنة، الغاما السابق، يتيم منذ سن العاشرة وابن وحيد... حياة صعبة حقا.

لم نضطر لإخباره عنا لأن عائلتنا مشهورة نوعا ما لإحلالها العدل على مجتمع المستذئبين.

"هل يمكنني أن أضربه؟"
همسَ سيرجيو مجهزا قبضته بحيث لا يراها لويس من المقعد الخلفي.

"كله لك"
أجبته في همسة أنا أيضا حتى لا يسمعنا.

لو كان لويس هادئا لاستعمل سمع الذئب خاصته وكشفنا. قبل أن يستدير سيرجيو ويسدد ضربته رنّ هاتفي، أخرجته من جيبي لأجد أن المتصل هو أمي.

تبا، لديها حاسة سادسة أم ماذا؟!

قبِلتُ الاتصال ورفعتُ الصوت حتى يسمع أخي أيضا.

"نيكولاي آيزاك سانييتي! كيف تجرؤ على عدم الاتصال بي؟!"
صاحت خلال السماعة فتراجع ثلاثتنا بعيدا عن الهاتف.

"كنتُ مشغولا بعض الشيء..."
نظرتُ لـ سيرجيو بنصف ابتسامة.

"مشغولا؟! إذا وجدتها!؟"
صرختْ متحمسة وأسقطت شيئا ما كان بالقرب منها.

"لا ليس بعد... نحن في طريقنا إلى قطيع الألفا نايثان"
حاولتُ إخفاء نبرة خيبة الأمل قليلا.

"لا تقلق ستجدها قريبا. وكيف حال زير النساء الصغير؟"
غيرتْ الموضوع بسلاسة لأنها شعرت بتغير مزاجي.

"ماذا؟! كيف علمتي؟!"
سأل لويس مرتعبا.

"لستُ لونا سامنثا هباءً، لدي أعين في كل مكان. والآن، هل تريدني أن أُرسل والدك لإعادتك؟!د
هددتْ أمي فكبتت أنا وسيرجيو قهقهتنا.

"يُعجبني السرير الجديد... لن أُغادره أبداً"
صدر الصوت الأجش لوالدي من الخلفية ثم صوت صاعقة وصيحة ألم.

"عمّاك زاك وكودي سيعودان من شهر العسل قريبا، سأطلب منهما أن يمُرا عليك إن كررتَ فعلتك..."
أكملتْ أمي كما لو أنها لم تصعق زوجها للتو.

"تبا!! هل تزوجتُ عاصفة أم امرأة؟!"
تذمر أبي لتأتيه ضربة أخرى.

انفجر سيرجيو ضاحكا عندها والدموع تسقط من عينيه العسليتين.

"من هذا؟!"
سألتْ أمي بفضول.

"ااا... إنه صديقي الجديد سيرجيو. أرسله معنا الألفا تيرنر للأمان..."
تلعثمتُ قليلا لكنني تمكنتُ من قول الكذبة أخيرا، أو نصف كذبة بالأحرى.

"الأفضل أن تجلبه معك حين تعود، أريد لقاءه، واتصل بـكايتلين قريبا"
بعد أن ودعنا بعضنا وقامت بصعق أبي مجددا، قطعنا الاتصال.

أكمل سيرجيو نوبة ضحكه ثم مسح دموعه وتنهد.

"لديكما عائلة غريبة فعلا"
تكلم ممازحا.

"ليس لديك أدنى فكرة"
ضحكتُ وأدرتُ المقود لطريق بين الأشجار.

"لم تلتقِ بالعم ماركوس وزوجته أوليفيا بعد"
أضاف لويس مقهقها.

قبل أن ندخل حدود القطيع أوقفني سيرجيو متوترا.

"سأنتظركما هنا، سيعرفون أنني مطرود..."
فتح الباب وترجّل بتعابير جامدة.

"حسنا، سيبقى معك لويس وأنا سأحاول العودة بأسرع ما يمكنني"
أجبته متفهما وتركتُ تخي الذي لم تعجبه الفكرة كثيرا.

قُدت بسرعة إلى منزل الألفا نايثان وركنت السيارة بالقرب منه. نظرت لنفسي في المرآة وعدّلت شعري ثم ارتديت النظارة وخرجت.

تبعتُ صوت الدردشة إلى ما بدا مستودعا كبيرا. أومأتُ للحارسين عند الباب ودخلتُ ليستقبلني الألفا واللونا.

تركتُ حواسي لذئبي حتى يبحث جيدا في حشد الفتيات لكن لا أثر لفتاتي...

شكرتهم على وقتهم بابتسامة مصطنعة وعدتُ لسيارتي خائبا.

"سنجدها قريبا، أنا أعدك"
قلت لذئبي حين شعرتُ بمدى كآبته.

لم يرد وقطع الاتصال بيننا.

ضربتُ المقود بقبضتي لكنها لم تترك حفرة فيه، ولا خدشا حتى، مصنوعة خصيصا لمقاومة قوة المستذئب... مما زاد غضبي بأشواط.

دون التفكير، أخرجتُ هاتفي واتصلت بقطتي فهي دائما تعرف كيف تُهدئني وتُنسيني آلامي.

"لديك 60 ثانية قبل أن يخرج ستيفن من الحمام ويكسر هاتفي... مجددا"
لا سلام ولا كلام، بل استقبلتني كايتلين بتحذير في همسة.

"اشتقتُ لك أيضا، قطتي الغبية"
تكلمتُ بسخرية واسترخيت على الكرسي.

"أبله، كيف حالك؟ وچدتها بعد؟"
ضحكت لكنها أوقفت نفسها قبل أن يسمعها حبيبها الغبي.

"ليس بعد، ما زالت لديّ فرصتان فقط"
انكسر صوتي في الأخير حين فكرتُ في احتمال عدم إيجادها أبدا...

"لا تقلق، أنت نيكولاي الأبله خاصتي، ستجدها وستجعلني عمّة قبل أن أبلغ العشرين من العمر"
نبرة صوتها الناعمة أسكتت شكوكي ومخاوفي.

"ومتى ستجعلينني عمّا؟ حين يشيب شعري؟"
تحسّن مزاجي قليلا فضحكتُ معها.

"أبله، س..."
لم تُكمل لأن صوت باب يُضرب في الخلفية قاطعها.

"مع من تتحدثين؟"
سمعتُ زمجرة ستيفن وصوته يقترب.

"مع أبي... أراك لاحقا والدي العزيز"
كذبتْ كايتلين بسلاسة وقطعتْ الخط.

تبا، علمتها جيدا!

شغلتُ المحرك بابتسامة وعُدت لأخذ أخي وسيرجيو.

نيكولاي | NICOLAI حيث تعيش القصص. اكتشف الآن