الفصل الحادي عشر

20.5K 1.6K 42
                                    

#نيكولاي:

الباحة الخلفية لمنزلي كانت مكتظة كعلبة سردين، رغم أنها أقرب لحقل من باحة. كل القطيع كان حاضرا اليوم، ومتحمسا كذلك. حزين قليلا، لكن متحمسا أكثر.

فهذه أول حفلة استقبال فرد جديد منذ فترة طويلة. آخر واحدة كانت للجد أندرو المتوفى، والد العم ماركوس.

بالحديث عنه، لم أره هو ووالدي منذ أتيت أنا وكايتلين ولا يمكنني الاتصال بهما من خلال الرابطة أيضا.

قبل أن أبدأ بالقلق، جاء سيرجيو وعلى وجهه تعابير الغضب.

"أخوك عاهر، ولا أشعر بالسوء لقول ذلك"
تكلم باشمئزاز.

"تشعر بالغيرة لأنه لا يهتم بك كما في السابق؟"
تعمدتُ اللعب على اةأعصابه، فعلى الأقل سيكون منزعجا وليس باردا كالصخر كما عادته.

حصلتُ على مرادي لأنه رفع قبضته وأخذ خطوة تحذيرية نحوي.

"إنه أبله، لا تلق له بالا"
أوقفته كايتلين بعد أن تحركت من تحت ذراعي لتُمسك بقبضته.

عندها اكتشفتُ أنه لعين. لأنه وبكل وقاحة، استرخى وضحك معها عليّ.

"وأنتِ قطة غبية!"
تذمرتُ بطريقة طفولية وسحبتها لتقف بجانبي وبعيدا عن عينيه الشبيهتين بعينيّ ستيفن.

كان ردها أن ضربتني بمرفقها على بطني بقوة أما سيرجيو فابتسم بغرور.

"أحضر سيرجيو وكايتلين إلى المسرح"
خاطبتني أمي خلال رابطة القطيع فرفعتُ نظري إلى المسرح الخشبي الذي ركّبناه سابقا اليوم.

كانت تقف مع العمة أوليفيا، ومجددا لا أثر لزوجيهما.

"أين أبي؟"
سألتُ وأنا أسير باتجاهها.

"ليس الآن..."
أجابت وركزت اهتمامها على إسكات الحشد.

صعدنا إليها وتفرقنا، كايتلين وقفت بجانب أمها في الخلف قليلا وسيرجيو وقف بيني وبين أمي.

"ألا يفترض أن يقوم الألفا بالمراسيم؟ أين أبي!؟"
تكلم لويس بقلق من بين الحشود فرمقتُه بنظرة حادة حتى يعدل من تعابير وجهه ولا يبعث الذعر في الحضور.

لاحظت عندها الحراس الواقفين على حافة الغابة والمحيطين بالمكان.

هناك خطب ما فعلا...

"هل تقبل، سيرجيو بيتروڤ، الانضمام إلى قطيعنا وأن تصبح فردا منه وتحميه كما يحميك؟"
بدأت أمي بدون مقدمات وبنبرة متحكم بها.

"نعم أقبل، لونا"
رد سيرجيو برسميّة.

"إذا، أنا لونا سامنثا سانييتي، أرحب بك بيننا"
أخرجتْ سكينا وجرحت راحة يدها ثم أعطته له ففعل المثل.

تصافحا فتحركت الرياح الدافئة بيننا وسقط كلاهما على ركبتيه.

لم أستطع مساعدتهما لأنني شعرت بشيء غريب من خلال ذئبي، وكأن ثقلا آخر يضاف للرابطة بين أفراد القطيع. وحسب التعابير على وجوه الآخرين فلقد شعروا به أيضا.

نيكولاي | NICOLAI حيث تعيش القصص. اكتشف الآن