الفصل الثاني والعشرون

15.9K 1.4K 103
                                    

#كايتلين:

استيقظتُ بأسوء صداع صادفته في حياتي، و كأن دمية القرد التي تقرع الطبل جعلت من رأسي استوديو تدريب لها.

أطلقتُ أنين ألم كتمتْه وسادتي وتحركت بحذر إلى حافة سريري، منظري في مرآة حمامي أفزعني لوهلة؛ هالات داكنة تحت عينيّ، وجه شاحب مائل للاصفرار، شعر أشبه بعشّ لقلق مهجور وملابس النوم خاصتي كانت مجعدة وأوسع من جسدي النحيل لدرجة أنها بدت وكأنها تبتلعني.

"من أي مصحة مجانين هربتُ يا ترى؟"
تكلمتُ مع نفسي بصدمة.

أخذتُ حماما ساخنا غسل التعب عن عضلاتي وبعث فيّ الروح من جديد، حتى صداعي خفّ بدرجة كبيرة وشعري أصبح سهل التصفيف أخيرا.

بعد أن بدوتُ كشخص طبيعيّ بعض الشيء، نزلتُ لأحصل على فطور يُسكت خنازير بطني الصاخبة.

"صباح الخير"
وجّهتُها لكل المجتمعين حول طاولة المطبخ؛ كاساندرا، سيرجيو، نيكولاي ولونا التي كانت تجهز المزيد من الفطائر المحلاة.

صفعتُ ظهر نيكولاي فقط لأنني لم أقاوم نفسي ثم أخذت المقعد المتوفر المقابل له.

"أين لويس؟"
سألتُه حين أطال التحديق فيّ بعينين تكادان تقعان من محجرهما.

"هالات عينيّ ليست بذلك السوء، صحيح؟"
استدرتُ للعمة سامانثا وغطيتُ وجهي قليلا.

"بالكاد أراها، صغيرتي. نيكولاي ترك عقله على الوسادة هذا الصباح، صحيح بنيّ؟"
طمأنتني بأن أخفضت يدي ثم ملأت صحني بما لا يمكنني إنهاؤه.

"هذا كثير جدا..."
أفرغتُ بعضها في صحن نيكولاي وحين لم يُغلق فمه بعد، حشرتُ فيه قطعة منها.

ضربتْ أمه مؤخرة رأسه فابتسم أخيرا وتمتم 'صباح الخير' والطعام يتطاير منه.

"أبله"
قلبتُ عينيّ وركزت على فطوري قبل أن يسيل لعابي ويفضحني أمام سيرجيو.

مرّتْ لحظة هدوء قاطعتها كاساندرا بصوتها المزعج الحاد.

"صباح النور، كايت!"
نبرتها المبتهجة المزيفة جرحت طبلة أذني وجعلت رعشة اشمئزاز تسري في بدني.

تجاهلتُها ولم أرفع نظري لها حتى، ما شجع سيرجيو على الضحك ثم التظاهر بأنه اختنق في عصيره فقط.

"لويس وهايدي عند الجدة جوليا"
ردّ نيكولاي أخيرا بعد أن زمجر نحو سيرجيو.

"لِم لَم يخبرني أحد بذلك؟"
نظرتُ لـ العمة سامانثا فابتسمتْ وهي تُجهز طبقا -للألفا على الأرجح-.

"كان من المفترض أن يخبركِ ماركوس... لابد من أنه نسي"
فسرتْ وحركتْ رأسها للجانبين متنهدة.

"ما بقي من الفطور يخص ريو، إن لمسه أحدكم سوف آكله، اتفقنا؟"
كشرتْ على أنياب ذئبتها في تهديد فأومأنا لها بسرعة.

نيكولاي | NICOLAI حيث تعيش القصص. اكتشف الآن