الفصل السادس عشر

20.7K 1.6K 255
                                    

#كايتلين:

"هل ستأكلين تلك؟"
مدّ لويس يده للدونات خاصتي فصفعه سيرجيو بعيدا.

"ألا تشبع؟!"
عاتبه متعجبا من شهيته التي لا تغلق أبدا.

"ما زلتُ في مرحلة النمو"
رد لويس بعد أن سرق دونات نيكولاي الذي كان شاردا أكثر مني.

لم ينطق بكلمة منذ رأيته، ولا حتى 'صباح الخير، قطتي' كعادته.

"مرحلة النمو! ستجد توأمك قريبا، أم هل ستأكُلها هي أيضا؟!"
بدأتُ أظنّ أن سيرجيو تحول إلى أمّ بين ليلة وضحاها...

أو ربما هو يشغر مكان لونا سامنثا بينما هي مع أوليائنا في جنازة حارس الحدود.

"لا تُتعب نفسك، إنه علة بلا دواء"
وضعتُ يدي على كتفه قبل أن يهاجم لويس ويضرب رأسه بالجدار.

لكنني لم أدعها هناك مطولا بسبب النظرة الساخطة من نيكولاي باتجاهي. عندها تذكرتُ حديثهما البارحة فاشتعل خداي خجلا وأخفضتُ رأسي بعيدا عن نظراتهم جميعا.

بجدية، يجب أن أكفّ عن استراق السمع على الآخرين. فما أسمعه إما يجرح مشاعري أو يجعلها في دوامة غير مفهومة

"صباح الخير!"
انضمّت كاساندرا لنا مرتدية القميص الأزرق بعد أن قصت نصفه هذه المرة.

"ما هذا بحق اللعنة؟!"
زمجر نيكولاي فاهتزّ المطبخ من غضبه.

تفاجأنا من ثورانه فأخذنا خطوة للوراء، حتى عاهرته بدأت ترتجف وتتلعثم.

"أعيديه كما كان!"
صاح مجددا وتقدم نحوها.

لون عينيه كان يتغير من الأسود إلى الأزرق لأنه كان يقاوم ذئبه، على الأرجح لأن ذئبه لا يريد إيذاءها.

"نيكولاي!"
صدر صوت الألفا جوش فأوقف ما كان سيفعله.

"أصلحي القميص اللعين!"
زمجر مرة أخيرة وخرج بعد أن أغلق باب المنزل بعنف خلفه.

"هل أنتِ بخير؟"
سأل لويس كاساندرا التي كانت تبكي بصمت ولا تزال ترتجف في خوف.

"لا! ""
صرخت وبدأت تتخبط حتى مزقت القميص ثم رمته على الأرض وخرجت هي الأخرى.

"عُش مجانين..."
تمتم سيرجيو متنهدا وانحنى ليجمع البقايا.

"ستبدأ مراسيم الدفن بعد نصف ساعة، أريدكم جميعا هناك"
أمر الألفا ثم دخل إلى مكتبه.

لا شك أن أبي وأمي مع لونا يجهزون للأمر ويواسون عائلة المفقود.

"أنا سأبحث عن نيكولاي، فلتبحث كايت عن عاهرته"
تكلم سيرجيو بعدما وضع الأشلاء في كيس.

"الحمد لله..."
استرخى لويس ووضع يديه خلف رأسه.

"أيقظ الصغيرة هايدي واعتني بها حتى نعود"
أفسد سيرجيو راحته عن عمد فتجهم وجهه لكنه لم يعارض

أظنه يخافه كما يخاف أمه... المسكين.

________

كما المستذئبون متصلون بالغابة وعناصرها، السحرة كذلك متصلون بالسحر والتعاويذ. بإمكاننا استشعار وجوده في الهواء حولنا ومدى قوته وقوة من ألقاه.

فمثلا التعويذة التي كانت في منطقة عميقة من أرضنا حيث فقدتُ أثر كاساندرا، تعويذة ضعيفة بعض الشيء.

بإمكان لونا سامنثا الهجينة أن تكسرها بسهولة، أما أمي فيكفي أن تنفخ باتجاه الشجرة التي رُسمت عليها فتكسر.

لكن أنا لستُ متمرسة بعد، وتعاويذ الإخفاء والتمويه ليست من تخصصي بل تعاويذ الحماية هي كذلك.

الرمز المرسوم على الشجرة كان ثلاثة خطوط متموجة عمودية وتحتها مثلث مشقوق. حاولتُ تذكر تفاصيله ومكان الشجرة حتى أرشد الآخرين إليها لنعرف ما خلف هذا السراب.

حين استدرتُ لأعود للمنزل رأيت شيئا يتحرك بسرعة باتجاهي، لم تسنح لي الفرصة لأرى ماهيته لأنه وقع على رأسي وجعل عالمي مظلما...

_________

#سيرجيو:

"بإمكاني المواصلة حتى الغد هكذا"
تكلمتُ بملل مصطنع مع نيكولاي خلال رابطة القطيع بينما كنت أطارده في هيئة الذئب.

"سأعود حين أريد ذلك، دعني بمفردي الآن"
رد غاضبا وهو يدفع نفسه على الأشجار حتى تسقط.

نحن هكذا منذ ربع ساعة أو أكثر، لو لم يكن يحمل دماء الألفا لكنتُ ثبتته أرضا. لكنه لديه الأفضلية عليّ. وأنا أعض لساني لأمنع نفسي من معاتبته أكثر منذ وجدته يفترس غزالة بوحشية، لا داعي لإغضابه أكثر مما هو عليه.

"أنت لست الشخص المفضل لدي حاليا، لذا اتركني وشأني!"
زمجر وهو يتذكر الأمس على الأرجح.

"شعور متبادل لكن والدك هو من أرسلني ، وأنا واثق أنه لن يُقدّر غياب خليفه في وقت كهذا"
أجبته بعد أن توقف ليهددني.

قبل أن يجد ما يتحاذق به صدرتْ صرخة حادة من الجنوب جعلت ذئبي يضع طرفيه الأماميين على أذنيه.

"كاساندرا!!"
تعجب نيكولاي ثم انطلقنا معا بذلك الاتجاه.

اشتتمنا رائحة دماء كايتلين حين اقتربنا فدفعنا ذلك للاسراع أكثر حتى صرنا نلهث. المشهد الذي وجدناه جعل الهلع يجتاحني لأول مرة منذ وقت طويل. كاساندرا كانت جاثية بجانب كايتلين التي لم تكن تحرك ساكنا، وتحت رأسها قطرات دم داكن متجمعة

"ماذا حدث؟"
سأل نيكولاي بصوت مرتجف بعد أن عاد لهيئته البشرية وهو يتقدم نحوها بخطوات ثقيلة.

"حبيبي!! لقد وجدتها هكذا، أحدهم آذاها!"
رمت كاساندرا نفسها عليه وأجهشت بالبكاء.

تركتُه في صراع مع نفسه، هل يواسي فتاته أم يهتم بصديقة طفولته الجريحة؟ نيكولاي سهل جدا للقراءة.

سمحتُ لذئبي بأن يلعق جرحها حتى يُشفى أسرع ثم نكزها بأنفه لتستيقظ لكنها بقيت ساكنة. أخبرتُ الألفا ووالدها ثم جلستُ بجانبها حتى أُبقيها دافئة بما أن نيكولاي لا فائدة منه فهو مشغول بفوضى الهستيريا التي يناديها حبيبته.

نيكولاي | NICOLAI حيث تعيش القصص. اكتشف الآن