الفصل السابع

20.2K 1.8K 87
                                    

#نيكولاي:

مرّ شهر تقريبا منذ تلك الحادثة.

أو ربما سنة أو أسبوع، لم أعد أفرّق بين الليل والنهار ولا أنظر لساعتي كثيرا.

فقدتُ الاتصال بذئبي تماما ولا يمكنني حتى اتخاذ هيئته. أخشى أن يتركني تماما فأبقى بشريّا ضعيفا، لكن الخيار ليس بيدي بل بيده.

كسرتُ هاتفي وهاتف لويس من قبل حتى لا يتصل بنا أي أحد من قطيعنا.

أخي ليس هنا، لذا سمحتُ لابتسامتي المصطنعة بالاختفاء ولنفسي بالاسترخاء تحت نظرات سيرجيو المنزعجة.

"ألن تنهض من مكانك؟"
سأل عاقدا ذراعيه.

"ليس بعد"
أجبتُه وأغمضتُ عينيّ.

سمعته يتنهد ويغلق الباب بقوة خلفه فتركت النوم يأخذني إلى عالم مثاليّ.

حيث فتاتي ليست عاهرة ذات تفكير سطحيّ، بل طيبة مستعدة للتغاضي عن عيوبي ومتقبلة لها.

تماما مثل قطتي...

--------

#سيرجيو:

تركتُ نيكولاي في غرفة الفندق ولحقتُ لويس الذي ذهب لشراء الغداء.

بعد أن زرت جميع المطاعم القريبة بحثا عنه، وجدته في المتنزه مع مجموعة فتيات. سحبته من ياقة قميصه وجررته بعيدا عن آذانهن الفضولية.

"انتبه! هذا من تصميم لوي فيتون وهو ليس رخيصا!!"
تذمر بغرور فشددتُ بقوة أكثر حتى سمعتُ صوت تمزقه.

ذلك أعطاني شعورا بالرضى للحظة.... إلى أن عاد لثرثرته عن كم كلّفه القميص ومدى شهرة مصممه.

"سأشتري لك خزانة كاملة إن سكتت لدقيقة واحدة حتى أخبرك بشيء مهم"
فاوضت معه كآخر حل.

"أضف أحذية وسيكون لدينا صفقة"
فكر مطولا ثم مد يده لأصافحها.

كبتت زمجرة وأمسكت بيده بقوة مُنتظرا صوت تحطم العظام، إلا أنني أوقفتُ نفسي حين تذكرت أخاه.

"حسنا، هل تملك رقم أيّ أحد من قطيعك؟"
سألتُ وأنا أراجع الكذبة في رأسي في حال شك في شيء.

"أنا أحفظ رقم أمي وأبي، لم؟"
رفع أحد حاجبيه ونظر إليّ في شك كما توقعت.

"إن لم تلاحظ فقد مضت 4 أسابيع منذ اتصلتم بأمك آخر مرة، وإن كنتُ اكتشفتُ شيئا عنها في آخر اتصال فهو أنها تميل إلى القلق على أصغر التفاصيل"
رددتُ بنظرة حادة ففزع بعض الشيء.

"يا إلهي!! أنت محق، ستقتلنا!!"
أوقع لويس الأكياس التي تحوي غدائنا وانطلق يركض باتجاه هاتف عمومي.

تنهدتُ أنا وحملتها ثم تبعته لأجده يضرب الأرقام بيد مرتجفة ويخطئ في كل مرة.

"توقف!! أنا سأتصل!!"
أبعدته وكتبت الأرقام التي أخبرني بها ثم حملت السماعة إليه.

بعد بضعة رنات رفعت أمه السماعة وتكلمت بصوت مُنهك.

"أمي!! إنه أنا لويس. كيف حالكم؟"
أجاب بتوتر.

"لسنا بأفضل حال، لكننا سنكون بخير. كيف حالكم أنتم؟ لقد تأخرتم"
كان ظاهرا للغاية أنها تحاول التحكم في نبرة صوتها، بدت على شفير الانهيار.

"نحن على ما يرام، نيكولاي لم يجد فتاته بعد ويرفض العودة"
أخبرها لويس ونظر إلى حذائه بقلق.

"أين أنتم الآن؟ سأرسل التوأمين لإعادتكم"
تكلمت أمه بقلق أكثر فأعطاها اسم المدينة التي نحن فيها ثم ودعها.

"لنعد قبل أن يأكل أخوك الوسائد"
حاولتُ تلطيف الجو المتوتر.

عدنا إلى غرفتنا لنجد نيكولاي يغط في نوم عميق. أمرتُ لويس بإيقاظه بينما وضعت أانا الطعام على الطاولة.

"رائحة شهية"
ابتسم نيكولاي ابتسامته المزيفة التي يرتديها بوجود شقيقه وأخذ حصته.

أكملنا وجبتنا في صمت ثم شغلنا لعبة فيديو لقتل الوقت.

بعد غروب الشمس بقليل، طرق أحدهم على الباب فذهب لويس ليفتحه. عاد وبرفقته رجلان متشابهان للغاية، لا شك أنهما التوأمان، عمّاهما.

زمجر أحدهما و كشر عن أنيابه باتجاهي لكن الآخر أوقفه.

"إنه صديقهما الذي أخبرتنا عنه سام"
ابتسم لي ثم وضع ذراعه حول كتف نيكولاي في حين الآخر وضعها حول كتف لويس.

"هذا العم زاك، وهذا العم كودي"
أشار لويس للذي بجانبه ثم إلى توأمه.

"ماذا تفعلان هنا؟"
نطق نيكولاي قبل أن أتكلّم.

"لنعيدكم إلى القطيع بالطبع"
أجابه زاك بابتسامة بدت متكلفة.

"لم أجد فتاتي بعد..."
رد نيكولاي بقليل من الغضب.

"نعلم ذلك لكن..."
بدأ زاك ثم شرد.

"لقد فقدنا ثلاثة من قطيعنا الأسبوع الفارط، والقطيع في حالة فوضى لأننا لم نجد القاتل بعد"
أكمل كودي بنبرة حزينة وقبضة متشنجة.

صدرت زمجرة قوية لم تكن مني ولا من لويس، ولا حتى من التوأمين.

بل كان نيكولاي.

لأول مرة منذ شهر، ظهر ذئبه، و لم يبدو سعيدا البتة.

نيكولاي | NICOLAI حيث تعيش القصص. اكتشف الآن