الفصل الواحد و الستين : اخر شخص.

Start from the beginning
                                    

كانت فلورا حقا تحاول الهرب في تلك اللحظة و لكنها لم تنجح حيث ان فيديل كان ورائها تماما و قالت " من هذا الرجل و لما تنشر اشاعات سخيفة كهذه".

قال فيديل " لم يكن انا من نشر هذه الاشاعة بل انتي , ألم تقولي انك لا تريدين ان تعرفي ماذا حدث لكنك تريدين العودة للقرية , هل مازلتي مصرة على ذلك؟".

حاولت فلورا ان تتجاهل فضولها قدر الامكان و قالت " انا كل ما يهمني هو ان التقي بوالدتي الان".

توقف فيديل و قال " هذا شيء يجب ان اخبرك به ".

التفت فلورا عليه حيث ان صوته بدى جادا و قال " ان والدتك لم تعد تعيش هنا ".

"ماذا تعني؟"

ارتبك فيديل لكنه شعر انه يجب ان يخبرها " والدتك قد فارقت الحياة ".

"لقد قلت اشياء سخيفة كثيرة , لكن هذه لا تغتفر قل عني ما شئت تزوجتك و هربت معك و لحقت بك لكن لا تقل ان امي قد توفيت". سارعت في خطواتها و دموعها بدأت تزرف لوحدها كما هي عادة فلورا الباكية ذهب  اليها مسرعا و قال " كم مرة سوف تبكين على فراقها "

" انت لست ببشر , ابتعد عني".

كان بكائها يغضبه كما يفعل دائما انه لا يطيق رؤيتها تبكي كما ان اكثر ما يكرهه انه لا يستطع ان يجعلها تتوقف دخلت الى القرية و ذهبت الى منزلها مسرعة و قد كان خاليا كما لو ان اللصوص قد نالوا من كل شيء فيه جرت بعدها للخارج حتى تجد منزل المربية كان المكان مظلما و الناس نيام دقت باب منزل مربيتها و دقته مجددا و خرجت وهي ترتدي عباءة فضية كبيرة و قالت وهي لا تكاد تصدق عينيها " يا الاهي فليحفظنا الرب , انها ابنتي فلورا ".

كانت الدموع تملأ عينا فلورا و سألتها مسرعة " اين والدتي؟ , اين ذهبت امي ؟ هل جاءت الى هنا؟".

تفاجأت المربية من هذا السؤال ونظرت الى فيديل متسائلة عما يجري و قالت " ادخلي يا حبيبتي ادخلي ".

نظرت فلورا الى فيديل بحدة و قالت " لا تلحقني لا اريد رؤيتك غادر من هنا و عد الى ذلك المكان الموحش , انه موحش كقلبك تماما ".  و دخلتا كلاهما للبيت تاركين فيديل في الخارج.

يتفهم فيديل غضبها لكن ان استمر على هذا الموال فإنها ستكرهه ولن تحبه من جديد جلس على الارض و اخفى وجهه بين ذراعيه محاولا ان يخفي حزنة و قال " ما الذي يجب ان افعله". بقي فيديل جالسا عند باب ذلك المنزل و فلورا بالداخل و احظرت لها المربية كوشتي كوبا من الحليب الساخن و قالت لفلورا التي تحاول ان تتوقف عن البكاء بأنفاس متقطعة و قالت " اجيبيني اين والدتي؟".

قالت كوشتي " فلورا , ما الذي اصابك لقد اخبرتك بنفسي مسبقا عن خبر وفاة والدتك"

"لا ارجوكي ليس انتي كذلك , ارجوكي اخبريني غير هذا ". عادت الدموع و البكاء الى عينيها بقيت كوشتي محاوله تهدئتها و ضمتها بين يديها و بدأت تربت على ظهرها الى ان هدأت و قالت لها " يبدو انك فقدت جزءا من ذاكرتك يا فلورا , في ذلك الوقت حين توفيت والدتك بسبب التاجر تاجون لم تستطيعي دفع الديون له فهربتي بعيدا لكن عدتي بعدها بفترة و معك شاب انا لم اره لكن ما شاع في القرية انه كان زوجك وهو من انقذك و خلص الجميع من شر التاجر, اعادك الى منزلك هو و صديقاه لكنك لحقت به مما جعل الجميع يتأكدون انه زوجك"

الأمير فيديل و العوينات : من أين اتيت؟Where stories live. Discover now