الفصل التاسع عشر : المظلومون الظالمون.

3.6K 265 8
                                    

ترك فيديل المكان وهو يحاول ان يحبس انفاسه , فإن التنفس لوحدة قد يبدي حزنه الشديد تساءل الى اين يذهب الان ؟ , هل يعود للقصر هل يذهب للساحرة و ينهي الموضوع ؟ .

لم يخطر في باله أي مكان و لكن كانت اقدامه تأخذه لتلك البقعة من النهر ذلك المكان الحزين الذي فقد فيه نفسه طال عليه الطريق في الليل , بدى كل شيئ بعيدا و صعبا و كأن كل مخلوقات الغابة تتجنبه أيضا ما ان وصل الى النهر الا و قد رأى فتاة ذات شعر قصير و ملابس رثه تبكي عند نفس مكانه , لم يكن فيديل مستعدا ان يمد يد المساعدة لأي احد و لكنه شعر انها قد سرقت مكان احزانه كما لو نها تبكي عنه فإنه ليس الشخص الوحيد الذي يشارك احزانه مع مجرى النهر.

بقي فيديل هادئا ساكنا غير متحرك و اشبه بالغير موجود , الى ان سقط في النوم العميق و تلك الفتاه لم تكف ابدا عن البكاء .

جاء صباح اليوم التالي و حين استيقظ فيديل كانت تلك الفتاه موجودة في نفس البقعة بقرب النهر , يبدو انها نامت بينما كانت تبكي فاصطاد بعض السمك و اشعل النار و لم تمضي فتره من الزمن من بعد ايقاده للنيران الا و استيقظت تلك الفتاة فزعه و ادارت رأسها بتجاهه مباشرة و كان الخوف  يملأ وجهها و حاولت الهرب بسرعة و لكنها تعثرت و سقطت في النهر و لا يبدو انها تستطيع السباحة و كان التيار في النهر قويا و بدأت المياه تجرفها , قفز فيديل بسرعه و ليخرجها من الماء بينما هي تصرخ بشكل هستيري "ابتعد عني , ابتعد أيها القذر لا تلمسني ابتعد".

 شعر فيديل بمدى بروده جلدها حتى قبل ان يخرجها من النهر فكيف تواجه الهواء البارد وهي مبلله اخرجها من الماء و حاولت الهرب من جديد و لكنه نادها و رمى عليها احد ملابسه الدافئة و قال "ارتدي هذا والا سوف تموتين من البرد".

حاولت ان تتكلم بصوتها المبحوح من البكاء و قالت "ارجوك اقتلني , اريد ان اضمن موتي انا اخاف ان اجبن من جديد و احاول ان اعيش , اتوسل اليك اقتلني".

قال فيديل وهو غاضب : " تظنيني لا استطيع ذلك " , فقد كانت احزانه تكفيه و بدا غاضبا جدا لوجود من يدعي الحزن اكثر منه , فسقطت تلك الفتاه على ركبتيها و عادت للبكاء و صرخ فيديل : "توقفي عن البكاء " , لكنها لم تستمع له بل ازداد بكاءها عمقا و بالكاد تلتقط انفاسها حتى تستمر , اخذ فيديل سيفه و وضعه عند رقبتها و قال لها " اسكتي الان و إلا سأقتلك" , تفاجئ فيديل بأنها قد وضعت رقبتها بشكل افضل حتى يصلها السيف مما جعل فيديل يزداد غضبا و امسك السيف بكلتا يديه و اوشك ان يضرب عنقها حقا و لكنها سقطت مغشيا عليها قبل ذلك , قد يكون الخوف ام التعب او كلاهما قد اتلفا اعصابها او قد تكون ماتت بالفعل.

الأمير فيديل و العوينات : من أين اتيت؟Where stories live. Discover now