الفصل الرابع عشر: دقات قلب صغير.

3.9K 281 33
                                    

الفصل الرابع عشر:  دقات قلب صغير.

كلاوديو : " انا اعتذر يا كارم يجب علي ان اذهب "  .

اشار كارم له مبتسما بأن يذهب .

قام فيديل متوجها للنافذة و لم يجدها و عندها التقى بصاحبة الصوت الجهور و سألها "عذرا , اين استطيع ان اجد جورجيانا ؟"

تعجبت من سؤاله و قالت له " رأيت ذلك الكوخ هناك , اعتقد انها عادت لغرفتها و لكن لماذا .." و قبل ان تنهي جملتها ذهب فيديل خلفها راكضا .

نظرت العمة وهي تضحك "ما اسعدها شاب وسيم مثله يجري خلفها , لقد ذهب شبابي حقا".

حين وصل فيديل الى الكوخ دق الباب ثم دق الباب مجددا و قال " انا اعلم انك هنا , افتحي الباب".

انتظر لفترة من الزمن و فتح الباب و عندها فورا قالت جورجيانا " انا اسفه انا اعتذر حقا انا حقا اسفة يا صاحب السمو " و قد كان رأسها منحنيا الى الارض .

قال فيديل " لا تناديني الا كلاوديو ... اتبعيني لنذهب لمكان اهدأ".

قالت له " اتريد الدخول ؟,  فلا احد في الكوخ غيري الأن".

نظر لها غير متأكد و قال " كلا لا احب البقاء مع الفتيات في اماكن مغلقة فهذا يسيئ لسمعتي" .

شعرت بالخجل من نفسها من جديد و بدأت تقول في نفسها " يا الاهي لابد ان افكر قبل ان افتح فمي" ,  اما هو فلم يبالي و قال لها " تعالي هناك بجوار النهر".

اغلقت الباب و تبعته وهم صامتين و لم يستغرق ذلك الكثير من الوقت حتى وضح صوت خرير الماء , التفت فيديل فجأة مواجها إياها و هي قد ابتلعت انفاسها من جديد و كادت تسقط الا انه امسك ذراعها وقال لها " ارجوك كوني اكثر ثباتا" .

حين عادت لوضعها الطبيعي كانت تشعر بعدم الراحة و لا تستطيع ان تنظر لوجهه و مازالت لا تصدق انه الامير بذاته و قالت له " ماذا تريد؟ يا صاحب السمو" , حاولت ان تبدو رسمية بقدر الامكان.

"قلت لك ناديني بكلاوديو هنا .. و ايضا اريد ان اعرف كيف تعرفينني ؟ , حتى في العاصمة ليس كل الناس يعرفونني فكيف انت هنا في هذا النزل البعيد عن القصر ان تعرفيني ؟".

نظرت له " ألا تذكرني ؟" .

شك فيديل بأنها تحاول ان تتلاعب و قال لها مباشرة " لا " .

" لقد كنت اتي الى القصر مع خالي الوحيد وهو ذو مرتبة عالية جدا بين الحراس و وعدني انني استطيع ان اخذ جولة كاملة على القصر متى ما اريد , لا اعلم ما مدى صدق اهميته لكنني اخذت جولات عديدة و قد رأيتك حينها ".

"و من يكون خالك".

"خالي ميزرج  , أتعرفه ؟."

نظر لها بهدوء و كأنه يفكر في شيئ اخر و قال " نعم , أعرفه" , ثم صمت و عم الهدوء بينهما و كان كمن يريد ان يقول شيئا لكنه غير متأكد ان كان يستطيع ذلك و كانت الشمس في عين السماء و صوت الخرير بدأ يختفي ليطغى عليه اصوات الناس و نظراته قد اصبحت هائمة و تنظر بتجاه النهر وهي لا تعلم ان كان يجب ان تبقى ام تذهب و ارادت ان تنسحب بهدوء من المكان قبل ان يلاحظ عيناها وهي تسترق النظر لتفاصيل وجهه الجميل و لكنه أخذ نفسا عميقا و قال بخجل :" أجبيني بصدق هل تتحدثين عني ؟ , مثلا عندما تظهر الشمس او عندما تغيب ؟".

ردت بارتباك و بشكل مبالغ فيه : " ماذا ؟ , و لماذا قد افعل ذلك ؟ , تخيل ان ذلك يحدث." ثم ضحكت بشكل مبالغ ايضا و تابعت حديثها " و لماذا قد اتحدث عنك قبل ان انام و عندما استيقظ , كما لاحظت ان لدي حياة مليئة بالنشاط ولا اقوم بمثل هذه الاشياء السخيفة".

قال لها " حسنا هذا ما ظننته , و هذا جيد ايضا " . شعر فيديل بشعور جيد , لأنه كان يتخيلها فتاة غايه في الجمال و ليس مثل جورجيانا و ان تشابه الاصوات امر وارد.

قالت له "حسنا , أي شئ اخر يا سيد كلاوديو؟".

"كلا تستطيعين الذهاب , و اعتذر عن تعطيلك يبدو ان لديك الكثير من الاعمال ".

جورجيانا "هذا جيد انك لاحظت ذلك , انا سوف اذهب "

رافقها فيديل من بعيد حتى عادت الى الكوخ خوفا من ان يلتهمها الوحش و شعر بوجود حركة غريبه بالقرب من النزل و قد كانوا مجموعه من الفرسان الملكيين.

الأمير فيديل و العوينات : من أين اتيت؟Where stories live. Discover now