الثالث و الاربعون : عودة الغضب.

3.3K 245 41
                                    

 " ان بقي شخص واحد معي , فقط شخص واحد اريده ان تكوني انت , كم اتمنى البقاء بجانبك و امساك يدك على الرغم انك تقودينني للجنون و تدفعينني للبكاء انت قريبة جدا مني لأمسك بك و لكن عندما افعل اتساءل ان كان بإمكاني ان اضمك بين ذراعي و قول وداعي الاخير , لا تتذكري الا الاشياء السعيدة و اذا التقينا مجددا في يوم من الايام لا تتعرفي علي , قد ينبض قلبي بحبك و دموعي تقول انا اسف لكنني لن استطيع اخبارك بأنني احبك " – هذه الكلمات التي تتردد في  ذاكرة فلورا الضبابية  جعلتها تقرر العودة لفيديل مهما يكن ارتدت ردائها الاصفر الكبير ذو القبعة على الرغم ان الربيع قد حل و الجو اصبح دافئا و الزهور تملأ الغابة الا انها تستعد للبقاء في برد ذلك المكان.

وصلت الى الكهف و قالت ما قاله كارم مسبقا و سمعت الظلال ترد عليها , جمعت شجاعتها و دخلت الى ذلك المكان الذي يوجد فيه العديد من الناس مغطين الوجوه كان هذا اغرب الاماكن التي مرت بها حيث ان الجميع يشعر بالغربة بقيت هناك طويلا ولا تعلم كم مضى من الوقت فالزمن هناك عالق ولا تستطيع ان تعرف حقيقته و  كان الاشخاص من حولها يتغيرون و يذهبون و يأتي غيرهم و هي في مكانها ذاته و الجوع و النعاس يغلبنها فوضعت رأسها على المقعد و هي ما تزال تراقب جميع الاشخاص القادمين اللذين لا وجوه لهم الى ان نامت.

" إنها اجمل مما اذكر" كان فيديل ينظر اليها وهي نائمة بعمق كالأطفال الصغار و قال للعوينات " اياك ان تدخلها " , فرد عليه " و ان لم تغادر؟".

"دعها تموت من الجوع".

بقيت هناك مدة طويلة جدا و استيقظت و لم تستطع الالتقاء به و لكنها رفضت ان تتحرك تكاد تجزم ان الايام قد مضت وهي في الداخل لم تكن تهتم لجوعها و عطشها و لكن قد اغشي عليها و لم يكن ذلك في الحسبان بقيت هناك ملقاة على الارض في ذلك المكان المبهم .

كانت تستمع لأصوات غريبة و لا تعلم مصدرها و لكن حين فتحت عيناها كان المكان مألوفا , انه ذاته ذلك المكان المرعب الذي اصبح فيديل يعيش فيه فتحت عيناها بسرعة و نظرت حولها كان جالسا في ذلك الكرسي الفخم واضعا القناع الاسود و قالت بصوت عالي " انا اريد البقاء هنا".

تفاجأ فيديل من هذا الطلب الغريب بمجرد قيامها انها حتى لا تعلم عما تتحدث و قال لها غير مستوعبا ما سمعه للتو " ماذا؟".

" نعم اريد ان ابقى هنا و اساعدك فيما تفعل , ارى انها الطريقة  الوحيدة لسداد ديوني". – فلورا

" قمتي بذلك مسبقا "

"كلا , لقد انقذت حياتي اكثر من مرة  و لم اسدد جميع الديون" . – فلورا

" سأقتلك" قالها كمن يعنيها حقا .

" افعل ما شئت فأنا من هذه اللحظة سوف اعمل لصالح صاحب الدم الغالي و لا يهمني ما افعل ". – فلورا.

الأمير فيديل و العوينات : من أين اتيت؟Where stories live. Discover now