الفصل الثالث و العشرون : لن ابقى كما انا.

3.5K 261 27
                                    

حين استمع فيديل لقصتها شعر انها حقا تستحق ان تبكي و شعر انها تستحق الحزن ثم فكر مليا لماذا كان حزينا من قبل لم يجد شيئا يقوله كيف لا يعلم ما الذي يحزنه و لكن صورة جورجيانا وهي خائفة منه قفزت لمخيلته .

 لم يشعر فيديل بالضياع هكذا من قبل هل يساعد فلورا ام يبقى الولد الجبان ام يريها حقيقته و قد تخاف منه هي ايضا , قالت فلورا بهدوء " انا اعلم انها ليست مشكلتك و سأخرجك منها في اقرب وقت" .

كانت محبطة خائفة و تبكي بين حين و حين طال الطريق و صمت فيديل و بكاءها مازال مستمرا و لكن فيديل اغمض عينية و رأى العوينات و عرف انه قد نام و لكن سأل العوينات " اين ذهبت ؟, ماذا يجب ان افعل؟".

قال العوينات " صاحب الدم الغالي الكل الان في عالم الظلم يعرفك و يعلم بوجودك لا فائدة من الاختباء بعد الان ".

فيديل " اذا ماذا سيحدث لي؟".

العوينات " أيها الوريث , هذا شيئ لن يقرره احد غيرك ارجوك لا تجعلني المسخ الذي كان عليه اجدادي".

يبدو ان العوينات يعاني من نفس مشاعر فيديل تماما و نظر فيديل للخوف في عيني العوينات و لأول مرة شعر ان هذا الظل لديه روح .

فيديل "أخبرني , اتعرف والدي الحقيقيين؟"

العوينات " صاحب الدم الغالي , ان مولاتي الملكة طنطيخة كانت .."

ثم استيقظ فيديل على صوت بكاء فلورا الحاد و قال لها بسرعة "ماذا جرى ؟"

لم تكن بحاجه للإجابة عن سؤاله يبدو انهما قد وصلا عند بيت التاجر تاجون , اخذ الحراس كلا منهما و دخلوا عبر اسوار تشبه القلعة و من بعدها حديقة كبيرة طويلة و فيها العديد من النافورات الجميلة تزين المكان و حين  دخلوا من الباب الرئيسي توجهوا الى احد الطرق العديدة الموجودة في الصالة الرئيسية للبيت و فيها ممر طويل بسجاد احمر فخم و سمع فيديل مخلوقات الظل هناك وهي تتعجب "صاحب الدم الغالي هنا" , "يجب ان نساعده بما نقدر ربما نحصل على القليل" , " يا عجبي ما اسعدنا لقد جاء هنا".

كانت الاصوات تتحدث عن امور اشد غرابة من المعتاد و كذلك بدأ فيديل يرى اشكالهم اوضح من ذي قبل , كلهم اشباح مخيفة و منهم ظلال و منهم وحوش .

حين دخلوا الى المكان المطلوب لقد كانت غرفة مكتب فاخرة و واسعة و يوجد مكتب اخر الغرفة يجلس عليه شاب في نهاية العشرينيات او بداية الثلاثينيات , ذو شعر اشقر و عينان زرقاوتان و كان مثبتا نظراته على فيديل منذ ان دخل المكان و قال بصوت هادي " لقد كان العثور عليك صعبا, هل أحظرت المال؟"

قالت فلورا بصوتها الباكي " سوف اتي به قريبا , سوف يصلني بعد ايام قليلة".

لم يقل تاجون المزيد ولكن كان نظره لا يفارق فيديل و قال "حسنا , اسجنوهما حتى يأتي المال , لا اريد ان يهرب احد منهم ".

و حين اخذوهما كلاهما و بقي صاحب الشعر الطويل مع تاجون ينتظر مكافأته فقال تاجون "من هذا الرجل الذي معها ؟".

ذو الشعر الطويل " انه شاب , تقول هي انه زوجها بينما هو ينكر ذلك فلا اعلم الحقيقية يا سيدي ".

تاجون"تخلص منه".

ذو الشعر الطويل " ولكن سيدي انه شاب جبان ولن يسبب أي خطر علينا".

ابتسم تاجون بمكر و قال " قد يخدع الجميع و لكن ليس انا , شخص مثله يستطيع ان يطيح بنا جميعا".

كان هناك مكان مثل السجون موجودا في اسفل قبو المنزل و القوا فيديل في زنزانة و فلورا في زنزانة اخرى بعيدة عنه و بالكاد يسمع بكاءها في الليل حين يصمت جميع من في الجوار و قد مضت عدة ايام على وجودهم في الاسفل ولم يعد أي منهما يعلم هل هو الصباح ام الليل و قبل موعد الوجبة بقليل جاء احدهم و قال لفيديل " هناك من يقول انه يعرفك ".

ظن فيديل ان رسالته قد وصلت حقا و جاء احد من القصر ليسدد الدين سار بهدوء خلف الرجل الذي تحدث معه حتى شارف على الوصول بالقرب من البوابة و ظن فيديل ان هناك شيئا غريبا و لم يكن يريد ان يستخدم العنف بتاتا لكن التفكير شغله و لم يلحظ ان ضربوه على رأسه و وقع ارضا.

الأمير فيديل و العوينات : من أين اتيت؟Where stories live. Discover now