الفصل الرابع : عوينات الظل

5.7K 393 35
                                    

لم يعد فيديل كما في السابق اصبح لا يخاف من تلك العيون التي يراها و اصبح في السابعة عشر من العمر و لم يعد يحتاج الى حراسة بينما كروان اصبح متأخرا في جميع الدروس و كان الملك احيانا يساعده شخصيا لكن لا يطلب ذلك ابدا من فيديل حتى لا يشعر كروان ان فيديل افضل منه بشيئ .

اصبحت الملكة تفتخر بفيديل و تحب التباهي به حيث اصبح شابا قويا حكيما واسع الخبرة في كل المجالات و يطيع كل أوامرها و شديدة البشاشة و مصدر فخر للبلاد و كانت تعود في الليل تشكوا للملك كيف انها قد احبته كإبنها تماما .

بدأ الملك في الغضب "كيف لك ؟ لا تنسي سببنا الاساسي في تربيته "

الملكة " اعلم ذلك لكن الا يوجد حل اخر , الا ترى كيف يحبك و يحميك و لا يغدر بك ويطيع كل اوامرك يالا قسوة قلبك انك تربيه كخروف العيد " .

نظر الملك الى النافذة ثم تأكد ان لا احدا حول الباب ليستمع لهم ثم قال بصوت خافت " تلك الساحرة ارادت اميرا , انا صنعت لها اميرا مثاليا و بعدها ستترك ولدنا يعيش في امان , اختاري يا هذا الصبي ام ولدنا و رجاءا لا تفتحي هذا الموضوع مره ثانية أبدا".

بدأت الملكة تبكي و جاء الملك ليواسيها ثم نزلت الدموع من عينية "لم اعلم اننا سوف نتعلق بهذا الصبي الشقي".

بينما فيديل ذهب لغرفته على الرغم ان المغيب لم يحن بعد و قد انهى كل واجباته اليومية بينما كروان مازال يعوض عن الايام التي لعب فيها , كان فيديل في غرفته ينظر للظل و يرى تلك العيون التي لاتزال تطلب النجدة و تذكر كلام الحارس ميزرج " كيف لك ان تخاف من شئ غير موجود" , و بدأ فيديل يتسائل هل هذا حقا خيال ام حقيقة اقترب فيديل من تلك العيون و كلما اقترب منها اكثر كلما اتسعت رقعه الظل في المكان الى ان اصبح المكان كله ظل و ظهر له حيوان اسود يشبه القط و له عيون كبيرة الحجم صفراء ذهبية تضيئ في الظلام قائله" لقد اتيت اخيرا يا صاحب الدم الغالي".

فيديل لم يخف ولم تهتز في جسمه شعره و قال " كيف اساعدك , كيف اتخلص منك" نظرت تلك العيون فيه من جديد و قالت " تستطيع ان تدعوني بالعوينات بسبب كبر حجم عيني و انا لن تتخلص مني ابدا , انا هنا حتى نساعد بعضنا يا صاحب الدم الاغلى".

نظر فيديل حوله في الظل "عوينات , انت عوينات اذا اخبرني ماذا تريد؟". عوينات انحنى لفيديل قائلا "يا أيها الغالي ستساعدني حين اعرف انك بخير ".

فيديل " لكن انا بخير , تستطيع الرحيل" نظر عوينات له قائلا " انا لا استطيع ان اخبرك ما الخطر المحدق بك لكن استطيع ان ارشدك لأماكن تجعلك تكتشف ذلك , ثق بي يا أيها الاغلى " , فيديل "توقف عن قول الغالي و الاغلى و الدم , ما هذا الكلام؟."

عوينات " هذا ما استطيع ان اناديك به فهذا ما انت ولدت به , غالي بشكل تجهله سيدي استطيع ان اجعلك تسمع و تذهب سواء بمساعدتي او أي شئ تريد يا أيها الغالي".  فيديل " كيف ذلك؟" .

فجأه سمع فيديل عدة اصوات تقول "هل لا يزال الامير فيديل يذكرنا يا ترى" ظهر صوت اخر" لا اعلم فبعد تلك الحادثة التي هاجمنا فيها ذلك الشبح لم نره ابدا". ثم ظهر صوت اخر كصوت الملك يقول " لم اعلم اننا سوف نتعلق بهذا الصبي الشقي" و بدأت الاصوات تتكاثر "كلا لا تلمسه هذا يخص الامير ". " الأمير فيديل الاخ لن يحصل على السلطة". "الامير فيديل اوسم من الامير كروان بكثير" . "كأنني رأيت الامير يرتدي هذا من قبل".

فيديل "ماهذه الاصوات التي اسمها " , عوينات "هذه اصوات من يتحدثون عنك في هذه اللحظة ." . فيديل "هل استطيع ان اسمع اشياءا قد قيلت في الماضي؟" , عوينات "نعم تستطيع لكن لثلاث مرات فقط و يجب ان تدفع ثمنها يا صاحب الدم الاغلى" .

اصبح فيديل يستمع لكل من يتحدث عنه لم يعد ينام ليلا و لا نهارا و قل مستوى تركيزه و عيناه اصبحت ذابلتان كما هو حال جسمه بدا مريضا هزيلا من قلة النوم وهو يستمع و يستمع و لكن بين كل تلك الاصوات كان هناك صوت مميز كان يتمنى له ليال و ايام سعيدة في كل صباح و في كل مساء لكنه لا يستطيع ان يعرف اكثر من الصوت.

الأمير فيديل و العوينات : من أين اتيت؟Where stories live. Discover now