الفصل الواحد و الستين : اخر شخص.

3.4K 236 36
                                    

قال فيديل " لنذهب اذا ".

استغربت فلورا من ردة فعلة " لقد اخبرتك للتو انني موافقة لكنني سأخدعك , لما لا تلغي الشرط اساسا؟".

ابتسم فيديل و قال " لأنك لن تستطيعي خداعي ".

كان كلاهما واثق من نفسه , بأنها سوف تخدعه بينما فيديل لن يقع في خدعتها " اتبعيني" مشت خلفه والفضول يكاد يقتلها عن طريقة الخروج من هذا المكان و وصلوا الى ذلك الباب الشاهق و فكرت – اذا من هذا الباب كما توقعت – .

لكن ذلك لم يكن صحيحا وقف فيديل في منتصف العرش المظلم و قال لها " ابقي بجانبي" , ترددت بالذهاب الى جانبه كانت تخاف من شدة نبضات قلبها كلما كانت بالقرب منه كما لو ان قلبها يعرف شيئا عقلها لا يدركه و لا تعلم ان كان شيئا جيدا ام سيئا. 

لكنها قد ذهبت بالقرب منه حتى لا يشعر ان هناك خطبا ما و يستغله لاحقا , وقفت و رأت الظلال وهي تتجمع حولهما من الفزع امسكت بفيديل و اغمضت عينيها و قالت وهي تصرخ " ما الذي تفعله ؟".

لم يكن فيديل يريدها ان تفتح عينيها كي تبقى متعلقة به لكن امنياته الصغيرة هذه اصبحت مثيرة للشفقة بسرعة , فتحت فلورا عينيها بعد ان شعرت بنسيم الغابة حولهما و تركته فورا و قالت " منحرف".

كانت هذه الكلمة كالطعنة في قلب فيديل و قال " انتي المنحرفة لقد تعلقتي بي حين سنحت لك الفرصة".

لقد كان ذلك صحيحا فقالت فلورا مغيرة الموضوع " اذا هكذا نخرج , و اين نحن الان " لم تحتج ان تسمع الجواب من احد فإنها تعرف هذا المكان كراحة يدها و بدأت بالسير قبل ان تستشيره , لحق بها بينما كان كل ما تفكر فلورا به هو كيف تتخلص منه و فيديل كل ما يفكر به هو كيف يمكنه السير الان وهو يمسك يدها لقد كان ذلك ليس عدلا لأنه يعلم رغبتها بالتخلص منه , لقد ازدادت الامور تعقيدا  و اقتربوا من الدخول للقرية و تفاجأ فيديل برؤية صاحب الشعر الطويل الذي اعتقلهما  سابقا .

جاء اليهما وهو يبدو سعيدا و قال " ها انتم " نظر حولهما و قال " اين اطفالكما كيف لكما البقاء متزوجين طوال هذه الفترة بلا اطفال؟".

قالت فلورا " ما هذا العجوز , انا لم اتزوج بعد".

قال فيديل ردا على ما فعلته به تلك المرة " كلا , انها زوجتي".

تفاجأ الرجل و قال " ما الذي حدث , حين التقيت بكما اول مرة كان كل منكما يقول العكس تماما فما الذي يجب ان اصدقه ؟".

شعرت فلورا بالاشمئزاز من الموضوع و قالت وهي تبالغ في نفيها " انا لم اتزوج ايها الخرف".

و مضت في طريقها و اوقف ذلك الرجل فيديل و قال له " ان اعصابها حادة جدا كان الرب في عونك " , جاءت فيديل رغبة في الضحك و تساءل كيف احبها سابقا و لكنه يجد نفسه واقعا اعمق في حبها عن ذي قبل و قال له " انا قد سئمت من الفتيات اللطيفات و الان يجب ان اللحق بها قبل ان تهرب".

الأمير فيديل و العوينات : من أين اتيت؟Where stories live. Discover now