23- يمكنكِ دائمًا العودة

ابدأ من البداية
                                    

"لا" قالت وضحكت بينما تدفعه وترتسم على وجهه نظرات الهلع ويصرخ:
"لايرا أرجوكِ لا تتص--"

"مرحبًا عزيزي" صدر الصوت على مكبر الهاتف ليجعل الصمت هو سيد الموقف، أمسك الهاتف بقوة من يدها وقال:
"مرحبًا أمي"

"الآن تتذكر أن لديك والدة" قالت والدته بسخرية ليرسل نظرات قاتلة نحو لايرا التي انفجرت بالضحك وتحاول عدم إصدار أي صوت، أكملت والدته:
"أنا والدتك وأنت جزء مني، لقد حملتك في معدتي إحدى عشر شهرًا أتألم وأنتفخ مثل البالون، لم يكن شكلي رائعًا بالمناسبة حين كنت أذهب إلى الحانة بتلك الكرة الكبيرة، والآن أنت تُهملني ولم تصبح تريد التحدث معي"

"في البداية الحمل هو لتسعة أشهر فقط، ولكن يكفي قولك أنكِ كنتِ تذهبين إلى حانة أثناء حملك بي" قال بسخرية وهو يُحرك رأسه، صرخت والدته بحدة:
"هل تتهمني أني كنت أهملك ؟"

"أجل" قال وحرك يده في الهواء رغم أنها لا تراه، فأجابت بثقة:
"حسنًا، لقد فعلت"

"كيف حالك، أمي ؟" قال بملل من درامتها التي لن تنتهى حتى تُجيبه:
"وما همك ؟ إذا كنت واحدة من فتياتك المثيرة سوف تهتم لكن والدتك بالطبع لا"

صمت وحاول إعطاء لايرا الهاتف لكنها رفضت بنظرة حادة لتجعله يُكمل حديثه لذا قال:
"أنا أسف لإهمالك تلك المدة، هل نحن جيدان ؟"

"على الأقل أصبحت تستطيع الإعتذار" قالت والدته بنبرة بارد، أغلق أسنانه بقوة وقال من بينهما:
"أحدنا فعل، أجل"

"حسنًا إذًا، كيف حال صغيري ؟" قالت بنبرة سعيدة، أبتسم بخفة وقال:
"لست سئ، في الحقيقة لايرا بجانبي"

"لايرا صغيرتي، مرر لها الهاتف" قالت بسعادة واضحة لتأخذ لايرا الهاتف بإبتسامة وتقول:
"كارلا، كيف حالك ؟"

"جيدة، جيدة عزيزتي، ماذا عنكِ ؟" قالت بنبرة هادئة جعلت ليام يتذمر في مكانه للتفرقة العنصرية لدى والدته، فأجابتها:
"رائعة"

"ماذا عن ليام ؟ أهتمي به من أجلي عزيزتي" قالت بصوت منخفض ظنًا منها أنه لا يستمع، نظرت له لايرا وقالت:
"أحاول يا كارلا، لا تعلمي كيف أصبح ذوقه سئ في الفتيات"

"هذا ليس جديد عزيزتي، إنه مثل والده الأحمق" قالت بنبرة ساخرة، لاحظت عليه التعابير الحزينة لذا أسرعت بقول:
"لا يوجد شخص بسوء ذلك الرجل، يتركك من أجل فتاة صغيرة ذلك أكثر شئ أحمق يمكن لأحد فعله"

"لا أعلم يا لايرا" قالت وسمعتها تتنهد بألم ثم أكملت:
"ليام أيضًا تركني ثم أصبح لا يتصل، ولا يُريد محادثتي، أشتقت له حقًا، أتمنى لو يأتي لزيارتي"

نظرت له كي تُتابع تعابيره تتغير على نبرة صوت والدته، سمعت بعض الشهقات المحبوسة فقالت:
"أهدئ، كارلا"

Wanted | مطلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن