3- السرقة

3.8K 211 170
                                    

لويزيانا - نيو اورلينز
25 تشرين أول
1:19 AM
.

تأرجح جسد الفتاة على عمود الرقص برشاقة، مالت بجسدها للخلف تاركة خصلات شعرها تنطلق في حرية، ثم قربت جسدها من العمود وانزلقت عليه بسلاسة.

كان هذا المشهد الذي تتابعه لايرا من حين إلى اخر بهذا الملهى، رائحة الخمور والعرق هو كل مايملئ هذا المكان وإذا كانت تستطيع وصفه بكلمة..

"قذر" تمتمت لنفسها واضافت:
"هذا المكان قذر"

"ماذا ؟ لم اسمعكِ جيداً" قال شاب يجلس أمامها على الطاولة وهو يُقرب رأسه منها، ارسلت له ابتسامة مُزيفة وقالت:
"احضر لي كأس اخر"

ذهب الشاب في سعادة ليحضر كأسين فمعنى هذا انها تستمتع بصحبته، بينما لايرا نظرت بجانب عيناها إلى من اتت لتراقب، لم تكن ستجلس مع شخص لا تتذكر اسمه لو لم يخبرها ليام انه من الافضل ألا تُزيد الشكوك بعد اخر عراكٍ لها.

كانت خصلات شعره تتدلى على وجهه لتُخفيه، لاحظت لايرا عدداً من الكؤوس امامه لا بأس بها فأرسلت نظرها لجسده حتى تجد انه قد ثمل بالفعل، حركته ثقيلة بينما يتابع الشرب، وها هو مجدداً يظهر وحيد.

"هذا لكِ" قال الشاب ثم جلس أمام لايرا واضعاً كأس قرب يديها وأردف:
"لم تُخبريني ما اسمكِ؟"

"ليليان" قالت لايرا وشربت الكأس سريعاً، أعادت نظرها على الطاولة لكنها لم تجد أحد، لعنت تحت انفاسها وتساءلت كيف حدث هذا ولم يغب عن ناظريها سوا لثلات ثوانٍ؟

وقفت مستأذنة من الشاب حتى تذهب لدورة المياه، لكن وجهتها تغيرت إلى خارج المكان القذر كما تدعوه.

كان هناك بعض الأشخاص يترددون على الباب لكنها لم تجد احداً بالمواصفات التي تبحث عنها.

صوت الرعد أخافها فهي ليست من محبين العواصف، وضعت يديها في سترتها وسارت بجانب الملهى بخطوات بطيئة، مما رأته في هذا الرجل من ثمالة فهو من المستحيل أن يختفي بهذه السرعة على قدميه، وإذا كان ذكياً كفاية لن يستخدم سيارة، هي حتى لا تعلم إذا كان يملك واحدة أم لا.

سمعت لايرا اصتدام شئ بالأرض يأتي من زقاق بجانبها، رفعت نظرها تحاول أن ترى لكن الظلام يسيطر على المكان، استطاعت فقط ان تلمح جسد بشري يحتضن الأرض باستسلام.
توقفت في مكانها بضع ثوانى منتظرة أن يتحرك لكنه لم يفعل لذا دخلت بهدوء تجاهه.

كلما اقتربت كان من السهل عليها ملاحظة انها وجدت من تبحثُ عنه، جسده مسترخي وكأنه فقد الحياة، المكان المعتم لم يساعدها على تأمله وهو الشئ الذي لم تأتي لفعله، انحنت لمستوى جسده وحركت يديها على بنطاله حتى شعرت بشئ بارز، هزمتها ابتسامتها وادخلت يديها ممسكة بحافظة نقوده.
كان فاصل من الثانية التى حاولت فيها ان تخرج يدها وكان هذا قبل ان يمسكها هذا الرجل فجأة.

Wanted | مطلوبWhere stories live. Discover now