11- فن إغواء

2.6K 186 179
                                    

لويزيانا - نيو اورلينز
10 تشرين الثاني
12:20 pm
.

أغلقت لايرا خزانتها بعد تبديل ملابسها، تشعر بالدوار فلم تنام أو تحظى بالقهوة أو حتى تتناول طعامها، لقد جلست عدة ساعات في المشفى لسلامة صحتها ثم انتقلت إلى مركز الشرطة لأخذ مايفيد القضية، أمسكت بدفترها ودخلت للمقهى ببطئ، رأسها يؤلمها والمُسكنات لا تجدى نفعًا في جسدها، رفعت نظرها على مكان روز لتُلقي التحية لكنها وجدت هاري مكانها، مالت برأسها إلى الجانب وظنت ان رأسها تورم وأصبحت تهذي، لكنه رفع يده ولوح لها، تجاهلته وأرسلت نظرها إلى فيوليت مشيرة تجاهه قائلة:
"ماذا يفعل هنا؟"

توقفت فيوليت أمامها تنظر إليه و أجابت:
"لقد عرض على روز أن يقوم يساعدها بصنع الطعام عارضًا مهاراته، وانجذبت بعض الفتيات المارة خارج المقهى لعرضه الناري بالمقلاة والرائحة الشهية فوافقت، انه لطيف.. ما.. ما الذي حدث لكِ؟"

لم تعلم لايرا على ماذا تنهار تحديدًا، انها بدأت يومها بألم في الرأس وشفاه متورمة مثل شفاه كايلي جينر، أم امتلاء الصباح على إزعاج هاري ولكن ليس كزبون بل شخص يجب ان تتحدث معه طوال فترة عملها، اتجهت نحو طاولة رأت بها روبن وجلست أمامه، وضعت رأسها بين يديها فتحدث:
"ماذا بكِ؟"

"مُتعبة" همست وحاولت التحكم في ارتعاش جسدها، رفع روبن قطعة كعك نحوها وقال:
"تريدين البعض؟"

نظرت نحوهه بوجه متعجب وسألته:
"من احضره لك؟"

هي على علم انه لا يخبر طلبه لأحد، ولا يقبل بغيرها، رد عليها مشيرًا نحو هاري:
"هاري، لقد قال لي انه مجاني.. على حسابه"

رفعت نظرها نحو هاري الذي كان يراقبها بإبتسامته المُعتادة، حاربت لايرا إغلاق عيناها لكن رؤيتها أصبحت مشوشة، حافظت على وضعها وحاولت الوقوف عن الطاولة، صوت موسيقى الجاز في المقهى اختفى عن مسامعها.

لم تشعر بأن قدميها تستطيع حملها أكثر من هذا فتركت جسدها يسقط ارضًا، مازالت تحارب هذا الشعور الذي يسيطر على جسدها، عندما رأها هاري تسقط بتلك الطريقة ترك ما في يده وأسرع نحوها، لقد تألم لسقوطها بتلك الطريقة ولكنه تألم أكثر عندما نظر في وجهها عن قرب لتلك الكدمات التي تخفيها بمستحضرات رديئة، تجمعت الفتيات حوله وقد حملها من على الأرض بين يديه.

"ما الذي حدث؟" سألت كاثرين بقلق و وقفت فيوليت بجانبها قائلة:
"ضعها في الداخل، هل ستكون بخير؟"

"أجل لا تقلقوا، اهتموا بالزبائن" قال ستايلز ودخل نحو غرفة العاملين.

وضعها على المقعد و انحنى أمامها، لن يكذب فهو تفحصها بكل بطئ، رأسها يميل إلى الجانب نحو كتفها وخصلات قد هربت من شعرها تغطي جزء من وجهها، رفع يده بتردد و أبعدهم للخلف، حينها قد لاحظ ضمادة صغيرة في رأسها عليها بقعة من الدماء، تعجب قليلًا ولم يفهم ما الذي حدث لها، كيف تأذت إلى تلك الدرجة، لقد تركها أسبوع، أسبوع واحد لم يراقبها كعادته، لم يعلم هل لإنشغاله أم لمحاربة ذلك الشعور الذي ينمو بداخله، أحضر كوبًا من الماء وانحنى كما كان، وضع القليل على وجهها وهمس:
"لايرا.."

Wanted | مطلوبWhere stories live. Discover now