8- الرقصة

2.5K 177 53
                                    

لويزيانا - نيو اورلينز
29 تشرين أول
12:45 AM
.

وقف زين بسيارته أمام منزل ستايلز، رفعت لايرا نظرة على الأضواء المغلقة و استنتجت ان هاري لم يعود بعد، وضعت يدها على وجهها بدرامية وقالت:
"اللعنة، المفتاح في حقيبتي التي تركتُها في العمل"

نظر زين لها بأسف بضع دقائق ثم أخرج من جيبه أداة رفيعة قائلاً:
"سوف تتدبري أمرك، صحيح؟"

ابتسمت لايرا نحوه مُمسكة بالأداة و أعطته قُبلة شكر سريعة على وجنته، خرجت من السيارة و أسرعت في خطواتها بسبب قطرات المطر التي بدأت في الهطول، تدبرت لايرا أمرها فعلًا في فتح الباب والتفتت ملوحة لزين في وداع كي يدير محرك سيارته وينطلق.

أضاءت لايرا الضوء مُتفحصة الأثاث في المنزل، لقد طُردت منه سريعًا في الظلام المرة السابقة، كان بسيطًا عكس مظهره الخارجي، اتجهت نحو طاولة صغيرة فوقها بعض الكحوليات واختارت كأس لتضع فيه القليل من الويسكي.

أزالت حذائها وقذفته بعشوائية في غرفة المعيشة، صعدت الدرج وخشب الدرج يلامس أقدامها، فتحت الغرفة التي كانت تُريدها بهدوء وفتحت الاضواء الخفيفة، تفحصت الجدار لتُلاحظ صور أشخاص آخرين بجانب صورها، أشخاص تعرفهم.

جميعهم صائدين جوائز في هذه المدينة، لكن صورها كانت أكثر، كأنه يراقبها على مدار اليوم، تذكرت لايرا مجيئه تلك الأيام إلى المقهى يومياً فشعرت بالضيق.

رفعت الكأس نحو شفتيها وذهبت إلى المكتب، لم يعد عليه أوراق كالمرة السابقة، حاولت لايرا فتح الأدراج لكنها مُغلقة بمفاتيح، أدخلت الأداة في مكان المفتاح في إحدى الأدراج وحاولت بعدة طرق أن تفتحه، لكنها تأكدت ان تلك الأقفال من النوع الغالي عندما سقطت قطعة خشب بجانب القفل ويظهر لها أرقام، كانت مثل أقفال الخزنة تحتاج لمفتاح ورقم سري.

"هذا باهظ الثمن" همست لايرا وهي تتحسس المكتب المصنوع من خشب السّنديان، والذي يندر صنعه بسبب ارتفاع سعره وصلابته، ويصنع بالطلب فقط في مكان مثل نيو اورلينز، صوت إغلاق الباب في الأسفل جذب انتباهها لتكتشف فشلها أمام قطعة خشب.

ابتسمت و أمسكت الكأس مُندفعة خارج الغرفة، بخطوات بطيئة كانت تقترب من حافة الدرج مُستندة عليه ويديها تمسك بالويسكي جيداً، خلع هاري معطفه بعد ان علق مظلته السوداء فاحصاً بعينه غرفة المعيشة لتقف على أعلى الدرج، لقد بادلها الابتسامة وكأنه لا يمانع وجودها.

"لن ترحبي بي؟" قال هاري وترك جسده يقع فوق اريكته الجلدية، اتجهت لايرا للأسفل كي تُعيد ملئ كأسها وتصنع له واحداً بينما تقول:
"انه منزلك"

أطلق هاري ضحكة واتسعت ابتسامته قائلًا:
"حقًا؟"

أعطته لايرا كأسه وجلست على مقعد خاص بالأريكة أمامه، وضعت قدماً على الأخرى ليسالها هاري:
"هل لي ان أعرف سبب زيارتك المفاجئة قليلًا؟"

Wanted | مطلوبWhere stories live. Discover now