6- القناص

2.9K 199 119
                                    

لويزيانا - نيو اورلينز
27 تشرين أول
4:28 PM
.

أنهت لايرا ورديتها ودخلت إلى الغرفة الخلفية لتُبدل ثيابها، فتحت خزانتها وخلعت حذائها لتضعه بالداخل مع عصابة الرأس، فتحت سحاب فُستانها بصعوبة وفي حين انشغالها معه اُغلقت خزانتها بعُنف.

انتفضت لايرا بينما حاصرها هاري بين جسده والخزانة، لم تعلم انه مازال هنا، لا يرتدي قميصه وقد تحول جزء من بشرته للوردي نظراً لحرارة القهوة، رفعت عيناها من جسده إلى عيناه الغاضبة.

"أبتعد!" نطقت بحدة وتحولت تعابيرها إلى الغضب مثله، لكنها اجزمت من صمته أن صورتها تشتعل داخل رأسه عوضاً عن الابتعاد.

"انتِ حقاً فظة، لم يرمش لكِ جفن حتى وانتِ تْسقطين تلك القهوة فوقي، يجب أن تعتذري" رد هاري بحدة مع صوته الثقيل كان الموقف مخيفاً، لكن شبح ابتسامة مر على وجهها و اومئت مُجيبة:
"لا شكر على واجب"

أغمض هاري عينه لثوانٍ متمالكاً أعصابه، رفعت يديها ووضعتها على صدره لتُبعده، لكن قبل أن تدفعه كانت يديه وضعوا فوق يدها بقوة، رجف جسدها من برودة لمسته على يديها الدافئة وعقدت حاجبيها على حركته الجريئة وهو يأمر:
"اعتذري.. الآن"

تلك التقلُصات في معدتها زادت غضبها، نظرت له لكن تعابيرها زالت عندما رأته مازال مُغمض لعينيه، تذكرت تلك الليلة حين حاصرها أسفل جسده وكان الموقف مُشابهاً، يبدو هادئ رغم نبرته المُتناقضة.

"في أحلامك" قالت وقد خذلتها نبرتها في تلك الكلمة، فتح عيناه مما جعلها تنظر فيهما لفترة، اومئت بالرفض كأنها تطرُد بعض الأفكار من رأسها ودفعته مُستعيدة يديها، أخذت ملابسها من الخزانة واغلقتها بقوة مُتجهة إلى دورة المياه، فور إغلاقها للباب سقطت على المقعد، هو يضعها في خطر كشف هويتها أمام الفتيات، ولا تريد تعريض احد لمخاطر ذلك الأمر.

بدلت ثيابها سريعاً واندفعت للخارج، لم تجده ولم تريد أن تجده، لذا شقت طريقها إلى دراجتها وفور انطلاقها لم تتوقف، علمت وجهتها مسبقاً فدفعت أفكارها الكثيرة للخلف.

توقفت أمام مبنى ازرق كبير للتدريبات، دخلت وهي تُخرج بعض المال من جيب سروالها الخلفي، ذهبت نحو طاولة التسجيل وكتبت اسمها مع ترك النقود أمامه، أخذت قُفازين وسدادة أذن ونظارة، دخلت إلى غرفة أسلحة وقد دفعت مسبقاً ثمناً لمسدس عيار (تسعة مم) أخذته وانتقلت إلى غرفة التصويب، وقفت مكانها والمُجسم الذي يبعُد عنها خمسة أمتار لا يتحرك، ضغطت على الزر الاحمر حتى يندفع المُجسم أمامها وتبدأ في تسديد الطلقات النارية، كانت مشوشة وطلقاتها تذهب بكل الإتجاهات لكن ليس المُجسم، عندما توقف أمامها لاحظت انها أصابته بواحدة من خمسة عشر طلقة.

جربت حظها مرة أخرى وصوت رصاصتها يندمج مع الآخرين في غرفة الرماية، أصابت تلك المرة رصاصتين ولعنت تحت أنفاسها.

Wanted | مطلوبWhere stories live. Discover now