21- أبقي معي، أرجوكِ

2.1K 183 45
                                    

لويزيانا - نيو اورلينز
27 تشرين الثاني
4:23 PM
.

أغلقت لايرا خزانتها بعُنف، توقفت مستندة عليها بيداها ثم أغمضت عيناها، أفكارها ليست في صالحها كُلما حاولت استنتاج ما الذي سوف يفعله هاري بها كونها خادمته اليوم.

خرجت من المقهى ونظرت للطقس الذي يستمر في مفاجئتها، سوف تُمطر، صعدت فوق دراجتها وتحركت بسرعة كبيرة فلا تريد أن تبدو مثل الجرو المُبتل.

توقفت أمام منزله مع بداية سقوط قطرات المطر، نظفت سترتها متقدمة نحو الباب وهمست:
"إذا لم أجد شيئًا في منزله سوف أقتلع رأسه"

طال الأمر لها أمام المنزل حتى فتح هاري الباب، كادت أن تتذمر في وجهه لكنها رأت حاله يزداد سوءًا مع هذا المرض، برغم ذلك أبتسم في وجهها وقال:
"تفضلي، مُتحمس لرؤية المنزل نظيف"

"لا تتحمس كثيرًا" قالت بسخرية ودخلت، وضعت معطفها بجانب الباب و أزالت حذائها، نظرت للمنزل نظرة متفحصة لتجده في حال سيئة، لقد لاحظت خصلة النظافة التي بهاري عندما أتت للمنزل أول مرة، والآن خمنت أنه عاجز عن التنظيف في هذة الحالة.

"سأبدأ بالأعلى" قالت وكانت تعلم أنه سيرفض، لكنها ذهبت للصعود على أي حال، بعدما أنهى سعاله قال بصوت ضعيف:
"كما تشائين، الثقة لايرا.. تذكري"

رمقته بنظرة غير مهتمة ولكنه كان خارج مجال نظرها، دخلت الغرفة المطلوبة بسعادة إنتصار كي تظل في صدمة لخمس دقائق كاملين، الغرفة فارغة بالكامل، صورها مع صائدي الجوائز اختفت مع الأوراق التي كانت فوق المكتب، لا يوجد سوا المكتب والمكتبة الصغيرة.

دخلت على أي حال وحاولت فتح المكتب، لكنه مُغلق مثل المرة الماضية، لعنت حظها أنها لا تملك شئ لفتحه بهذا الوضع و خرجت من الغرفة بشحنة غضب كبيرة وهي تُتمتم:
"الثقة لايرا، الثقة جعلتني أخفي جميع ما تُريدين، الثقة عزيزتي"

دخلت غرفته الأخرى والتي كانت في فوضى، تنهدت وشبكت يديها سويًا قائلة:
"هذا غير متوقع"

إذا كان هناك شئ في العالم يمكنه أخذ اليوم بأكمله ولا ينتهي، فهو التنظيف بالنسبة لها، عندما إنتهت والليل قارب على المجئ لم تكن مُتعجبة، فهي تأخذ وقت طويل بين التنظيف والراحة، وبعض الوقت في اللعب بالأشياء مثل ما فعلت عندما وضعت من عطر ستايلز على عنقها أو وضعت سترته على جسدها وحاولت تقليده أمام المرآه، حتى وإذا كان التنظيف بالنسبة لها يعني أن تضع كل شئ داخل الخزانة بطريقة فوضوية.

خرجت من الغرفة مع شعور إنتصار، تشعر بجوع شديد وتمنت لو أنه تكرم وقام بإعداد الطعام اللذيذ الذي يصنعه، لكن حاله على الأريكة كانت سيئة وبالكاد يستطيع فتح عينه أمام التلفاز، وقفت بجانبه وقالت:
"هل تناولت الغداء ؟"

Wanted | مطلوبWo Geschichten leben. Entdecke jetzt