15- إطلاق الأحكام

Start from the beginning
                                    

وقفت لايرا في مكانها و أجابت:
"بالفعل"

لم يكبح هاري نفسه وسحبها من معصمها كي تواجهه، عيناه تلمع بغضب قائلًا:
"كيف هذا ؟ هل اظهرتي مفاتنك لإغرائه ؟"

عقدت حاجبيها على غضبه الغير مبرر وقالت بحدة:
"وماذا إن فعلت ؟ ذكرني مجددًا، من أنت ؟"

عينه انخفضت من عيناها إلى عنقها وأعطاها إيماء قبل أن يترك يدها:
"بالطبع أنا مخطئ، أعذريني أنا لا أحكم عليكِ لكني لاحظت أن لديكِ طريقة في العمل"

"لا تتعدى حدودك ستايلز" قالت بحدة وهي تنظر له، أعطاها إيماء سريع والغضب الذي كان على وجهه أختفى، رفع إبهامه نحو وجهها وقد تجمدت في مكانها، مرره على شفتاها وقد تألمت من حركته فرفعه أمامها ليظهر دماء على إصبعه قائلًا بهدوء:
"أعتني بنفسك"

سار بجانبها نحو المصعد، و وقفت لايرا تلملم أشلائها قبل أن تسحب أطراف الفستان خلفها لتقف بجانبه و رأسها مرفوع، فُتح باب المصعد ليدخل جسدهما معًا بذات الوقت، أنزل هاري نظره حيث وقع على خط دماء لوث الأرضية البراقة، أغلق الباب نفسه فرفع نظرته نحو لايرا قائلًا بتلقائية:
"هل تنزفين ؟"

لم تُجيب بل لم تتحرك وتجاهلته بالكامل، لكنه لم يتجاهل ورفع أطراف فستانها ليكشف عن قدمها المجروحة، دفعت يده بعيدًا لتُزيد انزعاجه حتى يصرخ بها:
"أوقفي هذا العناد حبًا بالله، لماذا أنتِ حافية القدمان ومجروحة ؟"

استمرت بهذا الصمت متماسكة من الألم، رفع يده ودفعها بخفة كي تُجيبه لكنها صرخت بدورها:
"توقف !"

رأى بعيناها لمعة وجسدها ارتعش أسفل لمستة، تمالك أعصابه وتركها حيث نظرت بعيدًا تستنشق الهواء، و قالت بنبرة منخفضة:
"نسيت حذائي وقد جرحت قدمي، أوقف هذا الأسلوب الذي تتبعه مع الجميع، لا تحاول إظهار إهتمامك وخوفك المزيفان فأنا لا احتاجهم"

فُتح المصعد وخرجت لايرا منه، سارت بطريقها خارج هذا الفندق، كانت تسير على قدم واحدة وأطراف الأخرى المصابة، عندما خرجت للهواء الطلق شعرت بأن الوقت قد تأخر، لم تجد سيارة أجرة تسير في الطريق الفارغ، تركت جسدها يسقط على مقعد عام وقد تجمد من برودة الطقس.

رفعت قدمها وحاولت إخراج إحدى قطع الزجاج المغروزة بالداخل، صرخت متألمة وقذفتها على الطريق بقوة، سمعت صوت سيارة فرفعت نظرها، لم تجدها سيارة أجرة لكنه كان هاري من يقف أمامها، لم تعطيه إهتمام ونظرت بعيدًا تتمنى أن تأتي سيارة أجرة لتنقذها.

رأت هاري بطرف عينيها يخرج من سيارته ويسير نحوها، رفعت نظرها إليه فوجدت يده تتسلل داخل شعره، وقف أمامها وقال:
"لن تجدي سيارة في هذا الوقت دعيني اصطحبك وهذا لن يُنقص من كبريائك"

أرادت اخباره أن يذهب في طريقه ويهتم بشؤونه، ظلت صامتة تفكر في رد مناسب وتحسب جميع الاحتمالات فقال:
"أقسم لايرا إذا لم تقفي وتذهبي إلى السيارة سأحملك بإرادتك أو بدونها"

Wanted | مطلوبWhere stories live. Discover now