تعابير المفاجأة احتلت وجه لايرا ورفعت نظرها نحوه لتجد عينه مازالت مغلقة، بحركة سريعة منه كان جسدها يستقر اسفل جسده معلقاً يديها أعلى رأسها، أحكمت الغلق على محفظة نقوده متابعة النظر في وجهه الخالٍ من التعابير.
فتح عينه مواصلاً النظر في خاصتها بدون تعابير، حتى انه لم يتعب نفسه في اخذ جولة على ملامحها فقد اكتفى بمكان واحد.. عيناها.

صوت الرعد تكرر ومعه تساقطت الأمطار بعنف، كان جسده الضخم يمنع عنها الامطار حتى ابتل شعره واخذت قطرات بطيئة طريقها على وجه لايرا، أنفاسه الساخنة ازعجت بشرتها، أرادت التحدث لكنها تعلم قواعد هذه المواقف.

"تشددين قبضتك على حافظة نقودي كأنها ملكك، لذا اعطيني سبباً حتى لا أقطع يدكِ التي حاولت السرقة" تحدث بلهجة ثقيلة، لكنها ابداً لم تكن لهجة شخص ثمل كما شاهدته في الملهى، إتبعت هي اسلوب الصمت تحاول تفسير تعابيره قبل كلماته.

ارسل أصابعه لتستعيد ما ملكه لكن يدها كانت ترفض بتقوية قبضتها، رفع الرجل نظره متفاجئ بإبتسامتها، فجأة حاوطت قدميها حول خصره، و لم يفهم ما الذي تحاول فعله فعاد للخلف سريعاً مما جعل جسدها يستقر فوق قدميه.
إحدى يديه ذهبت تلقائياً إلى خصرها ليتمالك توازنهم عندما اختل، مررت يدها اليسرى على ظهره نزولاً وهي تداعب بشرته من فوق القميص ثم رفعت حافظة النقود تفتحها امامهم ليتوجه نظره إليها فقالت:
"انا لست سارقة، ولا اظن انك تملك ما يطمع لاخذه سوا اتهاماتك، فلا استطيع سؤال الميت عن اسمه سوا من محفظته سيد.. هاري ستايلز"

"وهل ابدو ميتاً في نظركِ؟" سألها بحدة ويبدو انه لم يعجبه كثيراً هذا الوضع الذي تتخذه مسيطرة على جسده، ضحكت بينما تتفحص الحافظة قائلة:
"ربما ليس الآن"

دفع هاري الحافظة لتسقط بين صناديق فارغة، وبسرعة في محاولة من كلا الاثنين ان يسبق أحدهما الآخر قام هاري بسحب سكين كان يستقر في خصر بنطالها، وبنفس الطريقة سحبت لايرا سكين كان يستقر في خصر بنطاله ووضع كلاهما الطرف الحاد على عنق الاخر

من الجنون ان وبهذا الموقف المشتعل كانت نظرات الإعجاب متبادلة، هل تعلم ذلك الشعور عندما تستهين بمنافسك وتفاجئك تصرفاته انه تقريباً مساويٍ لك في القوة؟
فهي لاحظت ذلك السكين بالصُدفة اثناء مراقبته، بينما يديه استقرت على بروز سكينها صُدفة.. وهل من صُدف؟

"لماذا تراقبيني؟" سأل هاري بنبرة حادة، رغم ان لايرا شعرت بالإحباط انه كشفها لكن لم تبدي أي تعابير متفاجئة وهي تجيب:
"لماذا انت واثق اني افعل؟ هل انتَ مهم ليراقبك أحد؟"

قرب السكين من عنقها اكثر مع قوله:
"لا تراوغي، انتِ لستِ في وضع يُحسد عليه"

ازدادت إبتسامتُها وهي تُقرب رأسها في تحدي قائلة:
"كلانا ياعزيزي، لا نختلف عن بعضُنا شيئاً"

Wanted | مطلوبWhere stories live. Discover now