الفصل الواحد و الاربعون : لقد مات حقا.

Começar do início
                                    

"هل نذهب لصاحب الدم الغالي مجددا؟".

لقد كان يفكر كروان في ذلك منذ فترة من الزمن و لكنه يخاف مما قد يطلبه منه , قد سلب منه اخاه فماذا يريد غير ذلك.

"انا اخشى مما قد يطلب يا امي ".

بينما عند تلك القلعة الشاهقة التي تحيط بها الغيوم من كل صوب حيث يكمن عرش صاحب الدم الغالي , تأتي الظلال دائما و ابدا , تسأل عن الجثث و القتل و بعض الحلول التي لا حلول لها و بعض الجرائم التي لا مجرم لها , اصبح فيديل شخصا مرعبا تهابه كل المخلوقات و يعرفه الجميع و لكن لا يتحدثون عنه ولا يعلم احد عما يسعى وراءه اصبح القناع جزءا من وجهه حتى نسي انه يرتدي قناعا , اصبح اسمه صاحب الدم الغالي لقد همشت الظلال من روحه و اصبح ناسيا من يكون كأنه قد ولد هكذا مباشرة انه يتذكر كل شيء لكن مثل الكلام على الورق .

لقد اصبح يقتل ببساطه و يعطي الظلال أي نوع من الدماء تطلب , و لم يعد حازما في شأن الخير و الشر كما في السابق فكلهم يبدون ذات الشيء  في نظره لقد اصبح وحشا .

 و فلورا مازالت هناك عند النهر و كارم بجانبها و جاء شخص يركب خيله بالقرب منها نظرت اليه و قامت و حيته بالتحية الملكية و قال لها كروان " أما زلتي تنتظرينه ؟".

"نعم , هناك شعور قوي يخبرني انه لايزال حيا و سيعود لهذا النهر من جديد".

قال كارم لهما " هل كلاكما مسحوران بهذا الفيديل , كما انني اعلم انه ليس اخاك وهو ليس بالأمير".

" ما هذا الكلام الوقح الذي تقوله". – فلورا

تفاجأ كروان من كلام كارم , فلا احد في المملكة يعرف هذه الحقيقية خارج العائلة المالكة الا الوزير فسأله " و كيف تتأكد من كلامك ؟".

سكت كارم لفتره و قال " الا يعلم الجميع بهذا ؟". لم يكن يعلم ان هذه الحقيقية لا يعرفها احد غيره خارج القصر.

سأله كروان محاولا قدر الامكان الا يفقد اعصابه " هل تعرف مكان فيديل ؟".

قرر كارم قول الحقيقية التي كانت على كاهله طول الثلاث سنوات و قال " نعم " .

قالت فلورا بدهشه " لقد كنت تعرف على مدار ثلاث سنوات ولم تخبرني ؟ , هل استمتعت و انت تراني قادمه الى هنا كل يوم مثل الغبية؟".

لم يكن هذا قصده و قال " إذا عرفتم اين يكون , ستفهمون سبب اخفاءه للأمر  فإنه ذلك النوع من السرار حين تبوح به تكون جزءا منه و انا لا اريد ذلك لنفسي ".

" و ما الذي غير رأيك الان ؟". – كروان .

"اعتقد انني قد ظلمت فيديل كثيرا كما انني مللت من رؤيته فلورا قادمة هنا كل يوم , ربما حين تراه على حقيقته ..... تكرهه". – كارم.

بينما فلورا تحترق من الداخل حتى تعرف اين فيديل و لم تأبه لكلام كارم.

تبع كل من كروان و فلورا كارم الى الغابة و دخلوا الى احد الكهوف و قالت فلورا " هل فيديل في الكهف؟".

" لا تتحدثي". – كارم .

فهم كروان ما يحدث و قال بسرعه " لماذا نذهب لصاحب الدم الغالي؟.".

" اليس صاحب الدم الغالي خرافة ؟". – فلورا

"هل تريدون الالتقاء بفيديل ام لا ؟". – كارم

صمت كلاهما و لكن كروان لا يستطيع ان يثق في كارم هذا , و يشعر ان هناك مقلبا في الموضوع و لكنه سيتعلق بأي خيط امل للعثور على فيديل.

نادى كارم على الظل و ارتعبت فلورا من خروج الصوت من الظلال بينما كروان و كارم يبدو انها ليست مرتهم الاولى , و فتحت البوابة امامهم دخل جميعهم الى هناك على الرغم من ان فلورا لا تملك الشجاعة للقيام بذلك و لكن هدف الالتقاء بفيديل يدفعها للسير .

مضى وقت طويل على وجودهم في المكان ولم ينادى عليهم , كان الجو مليئا بالخوف و التوتر هل الوقت طويل هكذا ام ان هذه الاجواء من قامت بقطع الوقت؟

نادى نفس الصوت الذي فتح لهم البوابة الدخول الى العرش مضى الثلاثة الى ذلك المكان الفخم الفسيح يكاد السقف لا يرى بالعين من بعده و علوه و ظلمة المكان و كان ذلك الشخص ذو القناع الاسود جالسا عند المكان الاكثر ظلمة .

قال كارم " انهم يريدون ان يرؤيتك ".

قال كروان " ماذا تعني , انا لا أريد صاحب الدم الغالي , بل ..." صمت كروان و نظر لصاحب القناع و قال "مستحيل" .

اقتربت فلورا من صاحب الدم الغالي و لكن لم تستطع فإن الظلام من حوله لا يمكن ان يخترق فقد كان مثل الجدار و وقعت على الارض.

قام صاحب الدم الغالي من كرسيه و اقترب من فلورا و اخترق الظلام بسهولة و ساعدها على الوقوف و قال " لا يمكن لشخص مثلك ان يجتازه".

"هذا , هذا صوت اخي , ماذا فعلت بفيديل ؟".

لقد كانت خطوات صاحب الدم الغالي ثابته و مهيبة و اقترب منهم بهدوء و نزع القناع.

الأمير فيديل و العوينات : من أين اتيت؟Onde histórias criam vida. Descubra agora