كانت الملكة طنطيخه و ابنها الامير كروان و الصبي الذي كان معهم سموه فيديل عادوا لمملكة جيشنان سالمين غانمين و عمت الفرحة في البلد و اصبح كروان و فيديل يعاملان نفس المعاملة تماما و نفس التعليم و بنفس القدر من الاهمية و احيانا كان الملك يخاف على سلامة فيديل اكثر من كروان و عاشا معا و اصبحا من اعز الاصدقاء و على الرغم انهما قد كبرا سويا الا ان فيديل لا يستطيع ان يشعر بالراحة فإنه يعلم انه غريب و يعلم ان المكان ليس مكانه و يتساءل احيانا كثيرة , لماذا ؟ لكنه قد تعلق بالملكة و الملك و شعر و كأنهما والداه و كانا كذلك يعاملونه كما لو كان ابنا حقيقيا لهم .
و عندما اصبحا في الثالثة عشر من العمر كان فيديل و كروان مشاكسين جدا و لم يكونوا لحظروا الدروس و عندما لحق بهم الحراس هرب فيديل للمطابخ و هرب كروان الى الحديقة و لحق الحراس بكروان و لم يلحظوا ان فيديل دخل الى المطابخ.
كان فيديل اول مره يدخل الى هناك و لم يعجبه المكان و شعر ان اعين الطباخات لا تتركه وعم الصمت تماما حين دخل و حياه الجميع بالتحية الملكية و ركض مسرعا باتجاه الباب الخلفي للمطبخ و ابتعد كثيرا فوجد حديقة مهملة و اشجارها اخذت اشكال الوحوش و لكن اصوات التغاريد و اشكال الطيور و السناجب الموجودة فيها تجعل منظرها جميلا اقترب منهم اكثر فإذا هناك حديقة ورود مخفية وراء هذه الاشجار المخيفة لقد كان مكانا اشبه بالسحر و اخذ يركض حول المكان بسعادة و اراد ان يعود للداخل لينادي على كروان ليرى هذا المكان فتوقف بعد ان سمع عدة اصوات خلفة و رأى فتاتين تبدوان في نفس عمره و كانتا غاضبتين.
"ما الذي اتى بك الى هنا "
قالت الفتاه الثانية "نعم ما الذي اتى بك الى هنا , هذا المكان للفتيات فقط" .
"لكن انا الامير فيديل" .
اجابت الفتاه الطويلة ذات الشعر البني الداكن " و انا الاميرة جودي و هذه الشقراء هي الاميرة فلورا , ماذا تريد ؟."
فحياهم فيديل بالطريقة التي يحي بها الطبقة الراقية , ضحكت الفتيات و قالت جودي :"لأنك صبي مؤدب سوف نسمح لك بالبقاء "
قالت فلورا " نعم , فأغلب الصبية في الجوار ليسوا مهذبين " .
"هل لي ان أتي بصديقي غدا ليلعب معنا ايضا ؟" جودي " حسنا لا بأس , اذا كان مهذبا فلا نمانع هذا"
اخذ فيديل احد فروع الاشجار المتساقطة في المكان و بدأ يركض من جديد بينما جودي و فلورا كانتا تقطفان الازهار و بعدها اخذت جودي احد الفروع كذلك و بدأت تجري خلفة و رأت كيف الفراشات و الطيور كلها تطير حينما تقترب منها و قالت "فلورا جربي هذا انه ممتع حقا" .
بدأ ثلاثتهم يجرون في الحديقة وهم يصرخون و تحول من ركض بلا سبب الى سباق بينهم و بينما هم كذلك سمع فيديل صوتا من بين الاشجار فوقف فجأة و قالت فلورا " مابك؟ ما الذي حدث امير فيديل" .
شعر بحركة اكبر بين الاشجار قال لها " لا تقولي لقب الامير الان" , شعر ان الحركة تزداد و تابع حديثه " اظن اننا يجب ان نعود قبل المغيب فالمكان لا يبدو امنا ." جودي "لكننا نبقى هنا دائما و المكان هنا هادئ , اذا اردت الذهاب فذهب وحدك" . فيديل " لكن المكان حقا ليس أمنا الان , قد يكون امنا في ايام اخرى لكنني اسمع اصواتا غريبة"
فلورا "ظننتك اميرا شجاعا , تستطيع الذهاب كما قلنا لك " , فضحكت كلاهما اما هو نظر لهم بغضب و قال " حسنا انا سوف اذهب"
خرج من بين الاشجار و كان في طريقة عائدا الى باب المطبخ الخلفي الذي جاء منه و كان المكان يعم بالحركة و الضجة بسبب اقتراب موعد العشاء , نظر مرة اخرى الى المكان الذي كان فيه و رأى جميع الطيور تهرب من الشجرة كما لو ان شيئا سيئا قد حدث و عاد بسرعة الى تلك الحديقة المهجورة و كانت فلورا مصابة في قدمها و جودي تبكي بشدة و قال "ما الذي حدث؟" اشارت جودي بيدها وهي تبكي الى جزء في ظلال الاشجار و دقق فيديل في نظره و رأى عيونا ضخمة تبرق و تنظر له بتمعن شديد .
خاف فيديل كثيرا و حاول ان يفكر بطريقة ليطلب المساعدة , ثم سمع صوتا حزينا "ساعدني , ارجوك".
نظر خلفة "هل تحدثتما لي؟" , لم تكن أي من الفتاتين نظر لذلك الظل من جديد و لم يرى شيئا عاد لفلورا و نظر في حال قدمها و قال لجودي بخوف "هل تأذيتي؟ , هل اصابك انتي مكروه؟". اجابت " لا". فيديل " يجب ان نذهب من هنا بسرعة "
عادوا الى المطبخ و كانت والدتاهما تعملان في مطبخ القصر ما ان وصل هناك الى ان قال ميرزج وهو احد الحراس: " امير فيديل ما الذي اتى بك الى هنا فالحراس يبحثون عنك في كل مكان ".
قال للحارس ميرزج : " و هل القوا القبض على كروان ؟" اجابة :"نعم , كروان قد حظر كل دروس اليوم , يجب ان تحذر من العقاب "
و ذهب مسرعا من المكان و لم يودع أي من الفتاتين و نظرة الفتاتان لبعضهما .... و قالت فلورا بصوت خافت خائف :" انه حقا الامير فيديل " .
أنت تقرأ
الأمير فيديل و العوينات : من أين اتيت؟
Fantasyحين يظن ان الحب كله حقيقي , يصدم الامير فيديل بحقيقة العالم بأسوء الطرق فهل ينتقم للحب ام يؤمن به من جديد.