الفصل الثاني : الظل ينادي .

8.7K 452 34
                                    

كانت الملكة  طنطيخه و ابنها الامير كروان و الصبي الذي كان معهم سموه فيديل عادوا لمملكة جيشنان سالمين غانمين و عمت الفرحة في البلد و اصبح كروان و فيديل يعاملان نفس المعاملة تماما و نفس التعليم و بنفس القدر من الاهمية و احيانا كان الملك يخاف على سلامة فيديل اكثر من كروان و عاشا معا و اصبحا من اعز الاصدقاء و على الرغم انهما قد كبرا سويا الا ان فيديل لا يستطيع ان يشعر بالراحة فإنه يعلم انه غريب و يعلم ان المكان ليس مكانه و يتساءل احيانا كثيرة , لماذا ؟ لكنه قد تعلق بالملكة و الملك و شعر و كأنهما والداه و كانا كذلك يعاملونه كما لو كان ابنا حقيقيا لهم .

و عندما اصبحا في الثالثة عشر من العمر كان فيديل و كروان مشاكسين جدا و لم يكونوا لحظروا الدروس و عندما لحق بهم الحراس هرب فيديل للمطابخ و هرب كروان الى الحديقة و لحق الحراس بكروان و لم يلحظوا ان فيديل دخل الى المطابخ.

كان فيديل اول مره يدخل الى هناك و لم يعجبه المكان و شعر ان اعين الطباخات لا تتركه وعم الصمت تماما حين دخل و حياه الجميع بالتحية الملكية  و ركض مسرعا باتجاه الباب الخلفي للمطبخ و ابتعد كثيرا فوجد حديقة مهملة و اشجارها اخذت اشكال الوحوش و لكن اصوات التغاريد و اشكال الطيور و السناجب الموجودة فيها تجعل منظرها جميلا اقترب منهم اكثر فإذا هناك حديقة ورود مخفية وراء هذه الاشجار المخيفة  لقد كان مكانا اشبه بالسحر و اخذ يركض حول المكان بسعادة و اراد ان يعود للداخل لينادي على كروان ليرى هذا المكان فتوقف بعد ان سمع عدة اصوات خلفة و رأى فتاتين تبدوان في نفس عمره و كانتا غاضبتين.

"ما الذي اتى بك الى هنا "

قالت الفتاه الثانية "نعم ما الذي اتى بك الى هنا , هذا المكان للفتيات فقط" .

"لكن انا الامير فيديل" .

اجابت الفتاه الطويلة ذات الشعر البني الداكن " و انا الاميرة جودي و هذه الشقراء هي الاميرة فلورا , ماذا تريد ؟."

فحياهم فيديل بالطريقة التي يحي بها الطبقة الراقية , ضحكت الفتيات و قالت جودي :"لأنك صبي مؤدب سوف نسمح لك بالبقاء "

قالت فلورا " نعم , فأغلب الصبية في الجوار ليسوا مهذبين " .

"هل لي ان أتي بصديقي غدا ليلعب معنا ايضا ؟"  جودي " حسنا لا بأس , اذا كان مهذبا فلا نمانع هذا"

اخذ فيديل احد فروع الاشجار المتساقطة في المكان و بدأ يركض من جديد بينما جودي و فلورا كانتا تقطفان الازهار و بعدها اخذت جودي احد الفروع كذلك و بدأت تجري خلفة و رأت كيف الفراشات و الطيور كلها تطير حينما تقترب منها و قالت "فلورا جربي هذا انه ممتع حقا" .

بدأ ثلاثتهم يجرون في الحديقة وهم يصرخون و تحول من ركض بلا سبب الى سباق بينهم و بينما هم كذلك سمع فيديل صوتا من بين الاشجار فوقف فجأة و قالت فلورا " مابك؟ ما الذي حدث امير فيديل" .

شعر بحركة اكبر بين الاشجار قال لها " لا تقولي لقب الامير الان" , شعر ان الحركة تزداد و تابع حديثه " اظن اننا يجب ان نعود قبل المغيب فالمكان لا يبدو امنا ." جودي "لكننا نبقى هنا دائما و المكان هنا هادئ , اذا اردت الذهاب فذهب وحدك" . فيديل " لكن المكان حقا ليس أمنا الان , قد يكون امنا في ايام اخرى لكنني اسمع اصواتا غريبة"

فلورا "ظننتك اميرا شجاعا , تستطيع الذهاب كما قلنا لك " , فضحكت كلاهما اما هو نظر لهم بغضب و قال " حسنا انا سوف اذهب"

خرج من بين الاشجار و كان في طريقة عائدا الى باب المطبخ الخلفي الذي جاء منه و كان المكان يعم بالحركة و الضجة بسبب اقتراب موعد العشاء , نظر مرة اخرى الى المكان الذي كان فيه و رأى جميع الطيور تهرب من الشجرة كما لو ان شيئا سيئا قد حدث و عاد بسرعة الى تلك الحديقة المهجورة و كانت فلورا مصابة في قدمها و جودي تبكي بشدة و قال "ما الذي حدث؟" اشارت جودي بيدها وهي تبكي الى جزء في ظلال الاشجار و دقق فيديل في نظره و رأى عيونا ضخمة تبرق و تنظر له بتمعن شديد .

خاف فيديل كثيرا و حاول ان يفكر بطريقة ليطلب المساعدة , ثم سمع صوتا حزينا "ساعدني , ارجوك".

نظر خلفة  "هل تحدثتما لي؟" , لم تكن أي من الفتاتين نظر لذلك الظل من جديد و لم يرى شيئا عاد لفلورا و نظر في حال قدمها و قال لجودي بخوف "هل تأذيتي؟ , هل اصابك انتي مكروه؟". اجابت " لا". فيديل " يجب ان نذهب من هنا بسرعة "

عادوا الى المطبخ و كانت والدتاهما تعملان في مطبخ القصر ما ان وصل هناك الى ان قال ميرزج وهو احد الحراس: " امير فيديل ما الذي اتى بك الى هنا فالحراس يبحثون عنك في كل مكان ".

قال للحارس ميرزج : " و هل القوا القبض على كروان ؟"  اجابة :"نعم , كروان قد حظر كل دروس اليوم , يجب ان تحذر من العقاب "

و ذهب مسرعا من المكان و لم يودع أي من الفتاتين و نظرة الفتاتان لبعضهما .... و قالت فلورا بصوت خافت خائف :" انه حقا الامير فيديل " .

الأمير فيديل و العوينات : من أين اتيت؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن