السرج الحادي والعشرون

6.2K 690 86
                                    


السرج الحادي والعشرون «قُبلة بمذاق الحياة»
#سراج_الثريا
❈-❈-❈
ذهول عقلي
ما سمعه مستحيل أن يتخيله عقله والأصعب كيف ثريا مرت بكل هذا ، تذكر تبلُدها معه منذ بداية زواجهم، كان يظن أن هذا دلال، بل كان جفاف مشاعر بداخلها كآنها إنسحقت... عاود ينظر الى سعديه وسؤال برأسه قبل أن يسأله أجابته سعديه:
مكنش ينفع نبلغ الشرطة الدكتورة نفسها خافت من سطوة عيلة العوامري

تفهم ذلك لكن سؤال آخر سأله:
وليه ثريا وافقت ترجع تاني مع غيث وتعيش معاه...

توقف للخظات قبل أن يستطرد سؤاله بترقب بقلب يشعر بالغِيره:
ثريا كانت بتحب غيث؟.

ضحكة مؤلمة فى وجه سعديه تغص فى قلبها:
ثريا بعد ما فاقت كانت عاوزه ترجع لدار أمها وأنا وممدوح كنا مرخبين بكده، بس نجيه خافت عليها من حديت الناي الفارغ، ومحاولتش تضغط عليها، بس فجأة لقينها هي اللى غيرت قرارها وقبلت ترجع تاني معاه لداره، وقعدت حوالي تلات أسابيع مكنش حد بيزورها، حتي كان حديتها مع نجيه قليل، وانا كنت زعلانه منها ومكنتش بكلمها، لحد يوم ما عرفنا إن غيث إتجتل... روحت أنا ونجيه نجدم واجب العزا، بس طردونا ومحدش رضي يدخلنا وتانى يوم طردوا ثريا كمان من الدار، وفضلت راقدة فى السرير حوالي شهر ونص كانت طول الوقت شبه نايمه او يمكن كانت بتدعي النوم.

إستغرب سراج يغص قلبه وهو يسأل بترقُب :
كانت بتحبه للدرجه دي؟.

تهكمت سعديه بسخريه وإستهزاء قائله:
ثريا جلبها معرفش الحُب، ثريا كانت زي اللى بتداري مش عاوزه تقابل حد ولا حد يشوفها، زي اللى كانت بتتواري من وصمة عار،كنت بحس أنها بتعاقب نفسها على غلط وخايفه حد يعرفه،لحد ما وصل لينا المحامي بتاع أبو غيث إن لازم ثريا تعمل إعلام وراثه عشان يقدروا طبعًا يتصرفوا فى الاملاك اللى كانت بإسم غيث وثريا كانت من ضمن الورثه ولازم غصب عنهم يعترفوا بده،وقتها ثريا إتبدلت تاني وحسيت إنها عاوزه تستقوي،وفعلًا إستقوت،وغصب عن عينهم خدت حتة الارض اللي متساويش واحد على ميه من ميراثها فى غيث،وإتنازلت عن بقية ميراثها،معرفش سبب ليه إتنازلت،وإسمعنا حتة الأرض دي بالذات،وهما وافقوا غصب،لان لو ثريا إتمسكت ووجفت جصادهم كانت هتنول أكتر منيها، بس هما وافجوا فكروا أنها مسألة وجت والأرض هترجع لهم تاني، بس ثريا رفضت، حتى إنت كمان رفضت تبيع لك الأرض.

كل ما يسمعه يُثير بعقله تساؤلات أكثر وترقُب لإجابه واحدة يود معرفتها
"هل ثريا كانت مُغرمة بـ غيث"
والإجابه بالتأكيد ستكون غير مُقنعة ولا مؤكدة.

تنهدت سعديه بآسف ربما هذا جزء من جواب على سؤال عقل سراج:
ثريا طول عمرها بدور عالسند اللى تتسند عليه وتحس بأمان، ولغاية دلوقتي السند ده مش حاسه موجود حتى معاك يا سراج، ثريا زمان قبل موت أبوها كانت بتخاف تعدي من قدام شارع التُرب(المقابر)،بس لما مات أبوها الخوف ده راح وبقت تروح كتير،ولما تتوه كنا ندور عليها ونلاقيها قاعدة جنب قبر أبوها،ولما كنا نمنعها كانت تقول إنها بتحس بالامان لما بتسند ضهرها على جدار القبر أن إيد أبوها بطبطب عليها،ولما كبرت بجت تقول أنها بتحس أن ده المكان الوحيد اللى مفيش فيه لا لمكانه ولا لفلوس
هنا الأماكن كلها شبه بعض بعيد عن الصخب الصمت له حالة خاصة...
إنفزع قلب سراج لوهله، ثريا تعتقد أن الموت هو الراحة، لكن لن يسمح بذلك تلك المحتالة مازال هنالك من ينتظر عودتها ليس لهدف سوا أن وجودها ذات أهمية كبيرة وخاصة

سراج الثُريا Where stories live. Discover now