السرج الخامس عشر

5.6K 554 76
                                    


السرج الخامس عشر «عقاب مناسب»
#سراج_الثريا
❈-❈-❈
مساءً
بـ دار عمران العوامري
ضاقت ثريا ذرعًا من أحاديث نساء العيلة عن أمور تافهه لا تعنيهن هن فقط مجرد ثرثرات، رغم أنها هي الأخري ثرثارة مثلهن لكن لا تهوي سماع الثرثرة التى تحمل بين طياتها الحقد والحسد والغلول، ذلك ما جعلها تبغض ثرثرتهن
كذالك تلامزهن عليها المُبطن ومنهم من أثارت عن قصد:
ربنا يكتر أفراح عيلة العوامري،عقبال ما نفرح بعوضك إنتِ وسراج زينة شباب العيلة.

قوصت شفتيها ببسمة سخريه تومئ برأسها رغم عدم قبولها لحديث السيدة التى تمدح ذاك الـ سراج الذي يظهر للعلن عكس حقيقته هى الوحيدة التى تعري أمامها من صفات الشهامة التى التى تتحدث عنها فهي يظهر للآخرون كبطل، أما هي منذ البداية ظهر لها بحقيقته أنه مُجرد شخص يهوا إلقاء الأوامر كذالك يستقوي بقوته عليها.... تلميحات ولاء التى تحاول التقليل من شآنها، وإظهار أنها سيدة العائلة ذات الكلمة المسموعه وإلتفاف النساء حولها ليس حُبًا ولا وِد بل لصيتها بين أفراد العائلة أنها ذات ذكاء حاد، تهكمت ثريا
فـ ولاء حقًا تُشبة الوباء الذي ينتشر بسهولة ويفرض أعراض الإصابة على الجميع عداها هي فقط، لديها مناعة تعلم حقيقة خُبثها هي ليست أكثر من مُتسلطة تهوا السُلطة ونالتها ليس لذكائها كما يمدح البعض فيها بل لأن الكذاب الآفاق له سطوة يستطيع بها الوصول الى مُبتغاة...
كذالك ضعف نساء العائلة سبب حنكتها فى إختلاق الإفق والإدعاء أنها أكثر من تود رفعة شآن راية العائلة... ضجرت من ذاك الرياء نهضت وتحججت برنين هاتفها الكاذب، خرجت وتركتهن لغبائهن، وقفت بالحديقة التى أمام المنزل اوقفت صوت الهاتف وسحبت أكبر كمية هواء
كآنها كانت تختنق بسبب قلة الأوكسجين بالداخل، تهكمت قائله:
واه يا أبوي كنت هتخنق من رغيهم العبيط، لاء وشغالين تفخيم فى وباء، ناقص يعملوا لها تمثال ويحطوه فى الجنينة، منافقين وهما مش طيقنها أساسًا وهي ناقص تطق من كُتر النفخة اللى هي فيها، يارب أنا كان عقلي فين لما وافجت أرجع لشر العيلة دي من تاني.

سارت خطوات قليلة
فجأة هبت نسمة خريفية هدأت قليلًا من ضجرها، لكن توقفت حين رفعت رأسها للسماء، رأت ذاك القمر الشبة مُكتمل كذالك تلك النجوم التى تسير بالسماء بحركة واضحة، تنهدت بهدوء قائلة:
النجوم بدأت تمشي فى السما، الصيف خلاص إنتهي وبقينا فى الخريف والنجوم هتختفي ورا الغيوم والضباب، زي حياتي دايمًا غم وضياع.

فجأة شهقت بخضة حين سمعت صوت من خلفها يقول:
واجفه إهنه ليه مش جاعدة ويا الحريم...بالتوكيد رغيهم الكتير وجع راسك.

كان صوت هادئًا جعلها تستدير تنظر له سُرعان ما عبست ملامحها فى مقابل بسمة الآخر السخيفة بنظرها، لاتعلم لما بداخلها دائمًا شعور بالنفور منه، رغم أنه ساعدها سابقًا، لكن
فسر عقلها بأنها تشعر أنه نسخة أخرى من "غيث" فهما كانا على وفاق، سمعت مديح إيناس به سابقًا بهيام وأنه مُغرمًا بها، فهي تُعطيه كُل السعادة وهما معًا بلحظات خاصة،فالرجال يهيمون بالمرأة التي تُشبع رغباتهم وتسير حسب مُتطلباتهم،لوهلة إشمئزت من نظرة عيناه التى ذكرتها بنظرة عين "غيث"حين كان يخدعها بمعسول كلامه قبل ليلة زواجهم التى كشف كم كانت حمقاء،فهنالك حقائق تكون واضحة لكن سكرة الإحتياج قد تطمسها،غيث علم ما كانت تحتاج إليه من شعور الدفئ فى قلبها وتلاعب بكل براعة لم يبخل من إطراء لها يُطرب قلبها البرئ، وهدايا كانت حين ترفضها يلومها أنها أصبحت مسؤولة منه،كانت تقبلها بعد مُحايلات، أغمضت عينيها لوهله تضغط عليهما، تشعر كم كانت بريئة بأحلام ورديه فاقت على حقيقة دموية
" غيث" كان قاتلًا مثل الذئب يُثيرهُ لون الدم يجعله ينتشي، وأكبر إنتشاء شعر به منها وهو يلعق دمائها كآنه يتذوقها بإستمتاع
وصدى صوته البارد يتردد بأذنيها يقول بشماتة وهي مُمدة فوق الفراش تنزف بغزارة
"لو كنتِ طاوعتيني كان زمانا بنستمتع سوا،لكن إنتِ اللى عصبتيني، بعد كده بلاش تعصبيني وأنا هبسطك".

سراج الثُريا Where stories live. Discover now