لمحه من السرج الأول

20.8K 854 100
                                    

لمحه من السرج الأول
☄️☄️🌪🌪🌪
وضعت إيناء الطعام أمامها قائله:
تعرفي يا بت يا ثريا أنا وإنتِ فينا شبه كبير من بعض.

نظرت الى إيناء الطعام لوت شفتاه بإشمئزاز قائله:
عشان كده مبنرتاحش مع بعض يا خالتي، بس أيه الأكل اللى فى الصحن ده.

ضحكت بتوافق ثم نظرت الى الصحن قائله  ببساطة:
دى بتسا.

-بـ أيه...  جصدك بيتزا.

اجابتها بتوافق:
أيوه، شوفت الوليه عالتلفزيون بتعملها جولت أجرب وأعرف طعمها أيه.

رغم إشمئزازها من المنظر لكن مدت يدها وقطعت قطعه صغيره،وضعتها بفمها حاولت مضغها تستسيغ طعمها،لكن لم تستطيع كذالك لم تبصقها إبتلعتها بصعوبه وإمتعاض قائله:
دى ماسخه وملهاش طعم،او طعمها زى الحنضل،اجولك أنا ماليش فى وكل التلفزيونات ده،معندكيش حتة چبنه جديمه وعود خس سريس.

تبسمت لها قائله:
لاه عندي چبنه جديمه وچوز خالتك كان چايب چرجير إمعاه وهجيبلك طماطم كمان.

بعد لحظات وضعت أمامها ذاك الطعام نظرت له بإشتهاء قائله:
-واه أهو ده الوكل مش هتجوليلى "بيتسا"
إنتِ غلط تسمعي قنوات الطبيخ ركزى مع المسلسلات زي أمي. 

تبسمت وجلست جوارها تنظر لها بحنان:
الا ليه مروحتيش تتغدي فى دار أمك را ثريا.

إبتلعت ثريا إحدي اللُقيمات وقالت بتفسير:
أنا كنت رايحه  أتغدا فى دارنا بس شوفت الوليه "أم مرسي" داخله دارنا جولت اكيد چايبه عريس عِره وانا مش ناجصه وچع راس جولت أچى اتغدا عينديكِ.

تبسمت  لها قائله:
ولحد ميتي هترفضى الچواز، بالك لو إنت اللى كُنت موتِ، كان زمان چوزك إتچوز من سبوعها وخلف إتنين كمان.

ضحكت قائله:
تنين،ليه كانت حبله من جبل ما تتچوزه،وإنتِ بتتمني لى الموت يا خالتي.

إنتفضت قائله بجزع:
لاه،ربنا يطول بعمرك يا بِتِ ويفرح جلبك.

تهكمت ثريا بحسرة قلب:
هعمل أيه بالعمر الطويل يا خالتي بختِ وعرفاه... طول عمري بيني وبين السعاده صخره سد.

نظرت لها برآفه قائله بتمني:
يا عالم يا بِتِ، يمكن ربنا لساه شايل ليكِ الخير.

أومأت برأسها قائله برضا:
الحمدلله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ محطة قطار أسيوط
مع الغسق الأول لـ شروق الشمس التى تُبدد ظلام عاصفة ليلة أمس لكن مازال هطول الامطار بغزارة،هنا  يتوقف القطار لوقت قبل كي يُبدل مسارهُ قبل أن يستكمل الطريق مره أخري...
جذب تلك الحقيبه الصغيره ورفقها على أحد كتفيه وترجل من القطار، قابلته الأمطار الغزيره بالترحاب بالعائد الى منشأهُ القديم، لم يحاول الإنزواء  والإحتماء من تلك الامطار أسفل تلك المظلات... كبقية السائرون، ظل يسير  تتدفق الأمطار على صفحة وجهه الى أن أشار الى إحدى سيارات الأجرة الذى توقف له صعد إليه وأملى السائق عنوان تلك القريه، بعد وقت وصل الى مشارف تلك البلده، توقف سائق السيارة قائلًا:
معليشي مش هعرف أدخل بالتاكسي للبلد الطريق تُرابي وإنت شايف المطر والتاكسى سهل يتغرس فى الطين.

أومأ له مُتفهمًا يقول:
تمام... قولى عاوز أجره كام.

أجابه السائق بالمبلغ الذى أخرج ضعفه من جيبه وأعطاه له، قبل أن يعترض السائق  قال له:
طريقك أخضر.

تبسم له السائق بإمتنان وغادر بعد أن ترجل من السيارة، الذى عادت تستقبله أمطار أشد غزارة رغم أن الطقس رطبًا يميل الى الحرارة لكن طبيعة المكان تطفو عليه، تقدم سيرًا نحو البلده التى مر عِقدًا من الزمن لم تطأ قدميه أرضها، تبدلت كثيرًا كان هنا طريق تُرابي يفصل بين مجريان للمياه وخلفهما كانت أراضي زراعيه، إختفى أحد المجريان وتلك الأرض التى كانت خلفه أصبحت منازل، كل شى يتغير والتمدُن أصبح آفه بكل مكان، فجأة مثلما كانت السماء تسرج وتُمطر بغزارة هدأت لزخات مثل قطرات ندى الصباح كآن السماء كانت طفلًا يبكى والشمس كانت والداته حين بدأت تُشرق  هدأ  بكاؤه... أو ربما سماء
"أسيوط" كانت تُرحب"بالنسر العائد" الذى يغدوا سراجً بين سمائها وثراها.

سراج الثُريا Where stories live. Discover now