السرج الخامس عشر

ابدأ من البداية
                                    

شعرت بإرتعاشه كآن برودة ثلجيه اصابت جسدها،بتلقائية منها لفت يديها حول جسدها، فتحت عينيها رأت نفس البسمة البغيضة...تُظهر أنيابه،خوف سيطر على قلبها،جعلها تتخذ القرار وكادت تسير من أمامه بصمت لكن هو مد يده وكاد يلمسها لكن توقف حين سمع صوت ناهرًا يقول بغلظه:
ثريا إيه اللى موقفك هنا.

لأول مره تشعر بأمان ذهبت نحو سراج وقفت أمامه كآنها تود تحتمي به من نظرات ذاك البغيض، رغم نظرة عيني سراج الغاضبة بوضوح كذالك إعادته لنفس السؤال بطريقه أخري أكثر غلظه لكن لم يكُن السؤال لها بل كان لـ قابيل الذي أخفض يده يضغط على قبضة يده تكاد تنفر عروق يده من شدة الغيظ من سراج الذي سحب ثريا من أمامه وأصبحت خلف جسده كآنها يُخفيها عن عيناه:
إيه اللى موقفك هنا، مش المفروض تكون قاعد وسط الرجال فى المندرة يا قابيل.

بتوتر وغيظ أجابه قابيل بتبرير كاذب:
أنا كنت طالع أشرب سيجارة فى الهوا، شوفت ثريا واجفه جولت يمكن محتاجة لحاجه.

تهكم سراج بغيظ قائلًا:
لاه كتر خيرك، ثريا ليها راجل لو محتاجه حاجه هتطلبها منه.

أنهي سراج حديثه التعسفي وجذب ثريا من يدها بقوة وذهب من أمامه تركه ينظر فى آثرهم وثريا تسير معه بطواعية تحاول مُجراة سرعة جذبه لها وهو يسير يقبض على يدها
قبضة يده، تلك كآنه يقبض على قلبه يشعر بحقد كفيل بزرع البُغض والغِل فى قلبه، هو الأحق بها، زفر نفسه الواهج وهمس من بين أسنانه بغيظ:
كده كفايه جوي، مش هتحمل كتير، سراج لازمن يحصل غيث فى أقرب وجت.

أخرج سيجارة أشعلها يُنفث دخانها بجمود يخترق الدخان عينيه يجعلها تتوهج بدموية، غافلًا عن تلك الحمقاء التى رأته عبر شباك تلك الردهه يقف مع ثريا، شعرت بحقد دفين، خرجت سريعًا تتوجه نحوهم لن تتواني في فى إيلام وتوبيخ تلك الحقيرة، ستضعها بمكانتها التى تستحقها، لكن رؤيتها لـ سراج الذي جذب تلك المُحتالة بهذه الطريقة العنيفه جعل قلبها يهدأ من الحقد وإمتثلت بالبرود وهي تتوجه نحوه،بمجرد ان إقتربت تبدلت طريقة سيرها الى غنج كذالك صوتها تبدل الى نبرة إشتياق وهي تسأله بخباثه كآنها لم ترا وقوفه مع ثريا:
قابيل واجف إكده هنا ليه؟.

وجد فرصه ليصب غضبه عليها قائلًا:
فى إيه هو حرام أقف بالجنينه إشرب سيجارة،وأنا ها ماشي من إهنه،لاه من الدار كلياتها،أنا مصدع وإن كان جلسة الحريم إنتهت خلينا نرجع لدارنا.

بغنج ظنت أن حديثه يحمل بين طياته الإشتياق لها عكس حقيقة غضبهُ...تبسمت قائلة:
وإن كان حتى الجلسة منتهتش إنت عِندي أهم يا حبيبي.

نظر لها بتمعن يشعر بضجر من طريقة حديثها الناعمة كآنها تنتظر منه إشارة فقط،لم يُخيب ذاك الرجاء السافر الذي بعينيها وأشار لها أن تلحقه الى منزلهم،سارت خلفه ترسم بقلبها شعور بالغرام،تغفل عن نيته التى يود سحقها ولن يتواني عن ذلك،يود التنفيث عن ذاك الحقد،مثلما يفعل سراج الآن مع ثريا،سيفعل مع تلك العَلقة التى إلتصقت به مثل اللعنة.
❈-❈-❈
مازال يقبض بقوة فوق مِعصم يدها الى أن فتح باب غرفتهما، ودلف بها الى الداخل بقوة جذبها عليه ينظر الى وجهها بغضب سائلًا:
إيه اللى وقفك مع قابيل فى الجنينة.

سراج الثُريا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن