السرج الثاني عشر

Start from the beginning
                                    

إستهزأ بذاك الصراع الدائر بعقله بشئ لا يستدعي ذاك التفكير
جذب ثيابه يرتديها وبرأسه إعصار آخر لو خرج الى الغرفة ووجدها سيهلكها بقسوة.

إتخذ عقله القرار وخرج من الحمام نظر بالغرفة
لم يجدها، إختفت، غادرت كما أمرها
لوهله تبدل ذلك الصراع الى شعور آخر
كان يود أن يجدها ربما حتى لو تفوه لها بغضب كان إستراح من ذاك الشعور، لكن هي إمتثلت
أو بالأصح أرادت ذلك...
تنهد بعنفوان يُزفر أنفاسه وغادر الغرفة...

بينما ثريا شعرت بهدوء قليلًا، بالتأكيد مر وقت ليس بقليل وبالتأكيد  وقت كافى لترك
سراج الغرفة... نهضت تشعر بتوهان، خرجت من المرحاض تسير ببطئ، توجهت نحو تلك الغرفة لكن تصادفت مع عدلات التى تبسمت لها قائلة:
ست ثريا العشا جاهز و....

لم تُبالي ثريا بحديثها وتوجهت نحو الغرفة تُعطيها ظهرها قائله بشبه خفوت:
مش جعانة، مصدعة محتاجه أنام.

أومأت لها عدلات وغادرت تشعر بصعبانية عليها قائله:
منها لله ولاء أكيد بخت سمها لـ سراج بيه وإتعصب عليكِ.

دخلت ثريا الى الغرفة تشعر بدوران الغرفة
كآن الأرض تميد بها وهي واقفة، ذهبت نحو تلك الآريكة جلست عليها تشعر بإختناق، سحبت وشاح رأسها، بكت بدموع تشعر بقهر، وضعت يديها حول رأسها تقول بندم يزداد مع الوقت:
إنتِ اللى وافقتي عالجواز يا ثريا وكنتِ عارفة نفسك كويس، فكرتي إيه هتعاقبي سراج ده من عيلة العوامري، نسيتي ليه ماضيكي معاهم، رجعتي تشربي من المُر تانى...
-إنت إيه يا ثريا.
جملة تطن برأسها والغرفة تدور بها كشريط سينمائي تسمع ضحكات غليظة من "غيث"
يقول بإستقواء
"أنتِ بتحاربي طواحين الهوا إنتِ عارفة إنك زي ورقة شجرة  دبلانة وسهل أنفخ شوية هوا تقعي  وأدهسك تحت رِجليا"

ضحكات غليظة وغرفة تدور بها، وصوت مكتوم تود أن تصرُخ، لكن إنحشر صوتها، خيالات تمُر وأصوات بغيضة تطن برأسها... أغمضت عينيها تسمح للدموع الغزيرة تنساق من بين أهدابها تحرق وجنتيها وقبل ذلك يحترق كيانها...تكورت بجسدها مثل الجنين سلمت نفسها لغفوة دون شعور منها، أو ربما كان غيابً عن الوعي نهائيًا وهي لا تدري بأي شيئ غير أنها هكذا تشعر بهدوء بلا ضجيج.

بغرفة السفره
دخل سراج بوجه عابس
لاحظت ولاء ذلك تبسمت بداخلها، حقًا لم تحكي لـ سراج عن وقاحة ثريا معها لكن يبدوا بوضوح أن هنالك ما يُزعجه وبالتأكيد يخُص تلك الحمقاء، ولا مانع من بعض من الرياء حين نادت على الخادمه التى لبت ندائها وجائت، نظرت بتعمد لـ سراج قائله بقصد:
فين ثريا خليها تجي تتعشى.

ردت  عدلات:
الست ثريا جالت مش چعانه مصدعة وهتنام.

تفوهت ولاء برياء:
لاء سلامتها.

لم يهتم سراج وألتقط ملعقة الطعام وشرع فى تناول الطعام دون مبالاة، لم يشعر بنظرات ثريا المُنشرحة له الا حين رفع وجهه وتقابل بعينيه معها، أومأت رأسها له بإبتسامة، لم يُعطي رد فعل وأكمل تناول الطعام دون مبالاة.

سراج الثُريا Where stories live. Discover now