البارت السابع عشر

161 10 0
                                    

#الراوي

ضمت نفسها اكثر و هي ترتجف من البرد، احنت رأسها  برأسها بخفه و هي تحاول الا يلمس السطح المعدني  جروح رقبتها و تغمض عيناها بشده و كأنما سينقلها هذا بشكل ما من الواقع الكئيب الذي هي به...

سمعت صوت طرق جامد علي خلفيه السياره ليرتدعد قلبها و  تضم ركبتيها بشده اكبر الي صدرها و تكتم بكائها بشده.

نزلت الدموع بسكون علي وجنتيها كالمطر المساقط من بتلات الاشجار بعد انتهاء العاصفه و هي تحث نفسها بصوت مبحوح.
"سيمر... سيمر..."

حثت نفسها بخفوت و هي تتنهد بخفوت..

فتحت نصف عين و هي تنظر حولها ليقبض الظلام قلبها و تغمض عيناها مره اخري..
رعد قلبها من الذعر فهي تخشي الاماكن الضيقه و المظلمه كلا علي حده..
ليرتفع تنفسها و هي تضع يدها علي صدرها..

"سنخرج من هنا..
سنخرج.. "
ظلت تردد لنفسها و كأنما تهدهد طفل صغير و تمسك هلي ذراعها الذي يرتعش من البرد و الرعب.

و وسط الظلام الذي يلفها كشرنقه لاحت صوره من النور في خيالها.
كان والدها بابتسامته المشرقه يستقبلها..
اتسعت ابتسامتها من اذن الي اذن و ازداد بكائها و هي تفتح ذراعيها له و تمسك بطرف قميصه كما كانت تفعل، اخفض والدها نظراته بحنان اليها و ضمها، فقط بصمت و كانما يرمم روحها..

اغمضت عيناها بسلام و هي تتشبث به فيما يقل تنفسها تدريجيا و يسكن جسدها..

"لقد تعبت يا ابي.. ارجوك.
خذني من هنا..
لا تتركني مره اخري.."

ابتعد والدها بخفه عنها و لكنه لم يترك كتفها  لينظر لها بعيونه الزرقاء العميقه المشابهه لعينيها..
"انا معك يا لولي.."

هزت رأسها بحرقه و لهثت حتي ان الكلمات من ثقلها لم تخرج..

"لا.. لا.. خذني..
لا تتركني.. لا تتركني وحدي... ".

فُتحت حقيبه السياره لينقبض قلب روك و هو يراها تحارب و ترتعش بشده في السياره، حمل جسدها البارد كلوح ثلج و ضمها بشده الي صدره الدافئ  ليطبع القبلات علي جبهتها و قمه  شعرها الاشقر المسترسل، كانت مغمضه عيناها و شفتيها الصغيرتان تنطقان بارتعاش..

" خذني.. خذني يا ابي.."

نزلت الدموع علي جانب وجهه و هو يضمها اقوي الي حضنه و يضع ذقنه علي رأسها و هو يهز رأسه.

"لا... سأحميك يا لوليتا..
لن اجعل مصيرك كمصيره ابدا..
ساحميك.."

لم يستطيع ان يبقيها اكثر في هذا البرد ليلتفت الي الخلف بنظره ثاقبه  واحده للرجال الذي وقفوا كالعساكر حوله لا يستطيع اي منهم ان ينطق بحرف..
ليضم لوليتا اكثر و هو يخفي وجهها بقميصه و ينتقل السياره.

لم يحمل عناء ان يضعها بكرسي منفصل، بل دخل الي كرسي الراكب و هو لا يزال يحملها، ليجلسها علي ركبتيه و يضع راسحه يده علي وجنتيها و هو يقيم وجهها  قليلا..

Care  about me Where stories live. Discover now