ch18

40 11 0
                                    


" هل ستكون بخير ؟ "
" لست متأكدا "

اذا كانت الدوائر المفرغة التي يدور فيها جميع البشر و ربما جميع الكائنات على وجه العموم لا تقود لمكان بسبب الطبيعة الإلهية لذات الثلاث مئة و ستين درجة ، فإن هذان الاثنان في احد اكبرها ، ايهما لم يفكر بالتحرك و الملمس الخشن للخشب تحتهما لم يعزز غرائز الابتعاد لأي منهما

هل هذه مرحلة تبلد جديدة ؟

بقي الاثنان لساعات هناك ، منشغلان بالسماء التي تبرجت بثرياتها الطبيعية ، مزيج النجوم و السُدم المذهل ، الرياح التي تصيب الصرح سحبت بعض الدماء من يدي الفتى النازف ، ايهما ليس ثملا لكن لحظات جنونية رغبا بها جعلت المكان اشد دفئا مما كان عليه شهر نوفمبر

" هل ستكون بخير " كرر سؤاله مجددا و الطرف الآخر كان لا زال غير متأكد بشأن الإجابة " لنفترض النعم " قالها كأنه يريد ترك الحديث مفتوحا لكن هايدن لم يرد يكتفي بالنظر للأفق الذي لا يتجاوز الكيلومتر الواحد

ربما محدودية السطح الذي كانا عليه جعلتهما يجلسان على مقربة جنونية من بعضهما ، و ربما ... هذا تباع رغبة احدهم ، رغبة ما كان فاسيلير ليرفضها ليس عندما يطلب هايدن على الاقل ، السماء مظلمة حتى مع تواجد الكم الهائل من المجموعة النجمية فوقهم الا ان قزحيتا فاسيلير اعتمت و اجبرته على النهوض لا يعطي سببا حقيقيا لترك الاخر يحدق لبقعة حيث كان كيانه من لحظات منقضية

ترك ذراعه الملقى جانبا يقطر طوال الطريق راسما خط يعلم بمكان تواجده ، سترة الجنرال كثيرة الشارات تهاوت من كتفيه فور وقوفه... و لعله لم يهتم لها

جثى امام الفتى الصغير مضمض الرأس و هو كان غير مطمئن حقا ، الجلوس غير المجدي امام الفتى الذي في مرحلة اغماء متقدمة جعله يشعر بشلل الجلوس على ذات الوضعية لساعات مما جعل النهوض شبه مستحيل لجنرال شبه ادراكه كان خارجا ، خارج محيطه بالكثير من الاميال

رفع قدميه و اقترب من الباب يتأمل شبحية الضباب خارجا و كيف أن ماديته لا تنكر رغم كونه منعدم الوزن في رأي احدهم ، مع ذلك ، هو كره الامر ... لا يمكن لشيئ ان يكون على قدر الضبابية و الوجود على حد سواء

وربما لذلك لم يتقبل ما طرح في وقت سابق

امسك الخشب جواره ثم انحنى راجيا بعض النوم الذي ما كان ليجده في هذه المرحلة ، قدر ما من الإرهاق لم يشغله حقا عن يده المصابة ، لذا اتجه لمسح الإصابة في يده مع استلزام تضميدها في اقرب وقت

كان ذلك خشن حتى للجنرال ، رفع رأسه و هو يترك القطن جانبا ، نظر بهدوء للسماء و هو يوسع قزحيتاه رغم نقص مفرزات الدوبامين الا ان الجو الكئيب لم يكن ليساعد الرجل افضل

اغمض عينيه يائسا و الصداع باعلى درجة بينما يتمتم " لوي "

====48 hours ago====.

sky without missILe Where stories live. Discover now