الناس معادن (٤٣)

83 9 5
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

اسرار الماضي لبنت ناس 

بقلم / رينا الهادي 

 الجزء الثاني فصل الرابع والثلاثون 
الناس معادن ٤٣

مرت ثلاث أيام لتنشغل نهر بالامتحانات وترافق رضا إلي بيت محمود لتكون مع أولادة الفترة القادمة بعد أن اقنعا امجد ونهر  محمود في مرافقة امجد للسفر خصوصا أن أولاد محمود قد إنتهوا من إمتحانات آخر العام وبدوا بالاجازة الصيفية رغم عدم إقتناع محمود برضا لأنها من وجهة نظرة شبة جاهلة لكن أستقر الحال علي وجود رضا مع أولاد محمود و إمراة تاتي لتنظيف البيت وتاتي بجميع الخضروات والفاكهة .

بذلت رضا مجهود كبير مع أولاد محمود أن ياكلوا أكل بيتي لكنهم كانوا يرضوا بالفطار والعشاءفقط ولم يرضوا أبدا بالغذاء منها فالوجبة الاساسية لهم كانت دائما من الوجبات السريعة وهذا ما اثار جنون رضا عليهم فبالرغم إنها لم تتم تعليمها إلي أنها تعرف خطورة مثل تلك الوجبات عليهم خصوصا وهي تراهم زائدي الوزن وخصوصا شفق .
رضا : مش كل يوم غدا من برة كدة حرام عليكوا منها أكل مش مضمون وكمان غالي بضيعوا فلوس أبوكم علية .
أسر : هو حد طلب رائيك إحنا متعودين علي كدة بنفطر ونتعشي مع بابا والغدا بنجيب من برة إنت هتقعدي معاتا شهر أو حتي إثنين وحياتنا هترجع تاني زي ما هي فبلاش زن كل يوم لإننا زهقنا .
رضا: هو أنا بقول لك خد مخدرات مالة الأكل الاي بعملة ما أنا بقوم الصبح بلاقية متاكل نصفة بالليل أنا بقول يخلص كلة  غدا وأعمل تاني لو تحبوا بالليل يا إخونا إنتم مش حاسين بقيمة القرش إكبروا بقي .
شفق : إنت مش حاسة انك بتاخدي وضع أكبر منك بكتير إنت بس مرافقة لينا علشان بابا يطمن علينا مش أكتر مش كل شوية نصايح ومش من حقك أصلا إنك كل شوية تقولي لي ما تخرجيش بدة و أخرجي بدة أنا بابا  هو اللي جايب لبسي فعارف أنا بلبس إية .

رضا : لو قصدك إنك تخرجي بحتة القماشة اللي بتبين بطنك دي إنسي لو إنطبقت السماء علي الارض مش هتخرجي بها  , مش عند بس إنت ماشاء الله جسمك فاير من الزقت أكل برة وشكلك أكبر من سنك فأنا مش ببقي مطمنة وإنت خارجة كدة وبشوف في التلفزيون النادي اللي بتروحوة مليان عيال بايضة .
أسر : كدة كتير إحنا علشان ظروفك وعلشان خاطر نهر بنعدي لك كتير لكن لأ كفاية بقي بلاش تحكم في حياتنا تقعدي هنا وإنت ساكتة وبس إية دة ؟
رضا : أيوة أغضب وعلي صوتك وأنا أخاف , برضو يا أسر مافيش سهر برة اخبرك ثمانية بالليل .
آسر بغضب : إنت بتنيمي كتاكيت دة المغرب بيادن في الصيف تمانية وأنا شاب وبسهر مع أصحابي .
رضا : بلا أصحاب بلا زفت لو هتسهر آجي أشوفك في أي داهية تبقي قدام عيني لوحدك بعد تمانية لأ ,هو أنا مش هقدر عليكوا ولا إية ؟و إنت يا شفق لو عاوزة تخرجي مع أخوك غيري الزفت دة كل دراعاتك باينة منة والبنطلون ملزق عليك البسي محترم الناس تحترمك .
شفق وهي تضرخ : هاااااة انا زهقت والله .
اخذ آسر أختة من يدها وهو يقول : هنخرج وورينا هتعملي إية ؟ وخرج بسرعة قبل أن تستطيع رضا الوقوف والحاق بهم .
بعد نصف ساعة تقريبا كان محمود يتصل برضا لترد هي بسرعة .
رضا : أيوة يا أستاذ الولاد راحو النادي من شوية وكويسين .
محمود : عارف أنا لسة قافل معاهم ممكن أفهم إنت لية مضايقهم لية دخلك إية بلبس البنت وجسمها كبير ولا صغير وكمان أسر هو متعود يتغدي مع أصحابة ويلعب معاهم بالليل إحنا في اجازه من فضلك ما تضيقيش علي الولاد .
رضا : يا أستاذ أنا خايفة عليهم أنا لو إتجوزت زي البنات اللي في البلد كان زمان معايا قدهم بنتك جسمها فاير والزمن بقي مش مضمون وبصراحة كدة أنا ملاحظة ناس بيمشوا وراها مش هي وبس وكمان آسر أنا براقبهم من الشباك والله ما بكدب عليك والبنت لازم تلبس مستور .

محمود وهو ينفخ بغضب : جسم إية يا متخلفة إنت إحنا في كومبوند محترم الناس فية متربية وهي مجرد طفلة دي مخلصة اولي اعدادي هتلفت نظر مين عندك , الوش اللي في راسك دة بلاش تقولية للبنت وأنا اللي اشتريت اللبس دة مع بنتي إنت دورك تتطمني إنهم أكلوا كويس ناموا كويس لبسهم نظيف لو حصل أي حاجة مش مضبوطة تبلغيني وأطمن عليهم منك لو إتصلت بس .
رضا : إنت متاكد إنك صعيدي يا عم إنت العيال عاوزة شدة ودلع امسك العصاية من النصف بلاش كلة دلع بنتك وربنا كبرت .
محمود بصراخ : رضا اللي اقولة يتسمع .
رضا : خلاص اللي تحبة طب ممكن اروح معاهم النادي طيب بيقولوا قريب .
محمود : لأ .
رضا : لية ؟
اغلق محمود الخط في وجهة رضا وهو يقول باردة العيال طفشانة من البيت منها وهي عاوزة تروح معاهم  هكلم نهر تتكلم مع المتخلفة دي وتفهمها .
رضا بعد أن اغلق الخط : هو أفل السكة في وشي ولا إية ؟ هو الراجل دة بجد صعيدي دة مركب اريال مش خايف علي بنتة وبيقول طفلة دي قدي مرتين وبيضة وقشطة والمصحف لو عندنا كانت اتخطبت هوا، لأ الراجل دة مش شبة رفيع بية ولا وهبي السوالمي .
محمود بعدها كلم رقية لأن نهر بامتحاناتها ورقية كلمت رضا  بهدوء أن نكسب الأولاد لصالحها وتدودد إليهم فهم في سن خطرة وإتفقت معها أن تزورهم قريبا وتصلح بينهم خصوصا أن عمر مل من وجودة معها ويريد الرجوع لابية في هذا الوقت كان عمر يلعب كرة مع الصبية تحت البيت ورقية تراقبة من بعيد .
مرت عديدة أيام وعند نزول آسر وشفق للنادي نادت عليهم رضا وخرجت وهي تحمل بيدها شنطة منتفخة .
رضا : أنا عاملة لكم مفاجئة النهاردة أنا هاجي معاكم  واتفرج عليكم وأنتم بتدربوا وهشجع جامد والله بصوا أنا كمان مالية الشنطة سندوتشات وفاكهة يلا نخرج كلنا .
آسر : بابا قال قبل كدة لأ هتيجي لية ؟ممكن تتعبي إنت لازمك راحة .
رضا وهي تمثل الحزن : زهقت يا آسر أنا روح برضو ونفسي أشوف النادي مش أنا بقالي كذا يوم مش بزعل حد فيكم أنا عاوزاكم أصحابي والنبي يا آسر إنت راجل البيت في غياب أبوك والله ما هكسفكم أو ازعلكم خدوني معاكم ومطرح ما تحطوني هقعد والله .
شفق : اصلا انا وأسر بتكون في أماكن مختلفة يعني هو هيروح سباحة وانا بتيناج وبعدين هنتقابل نتغدي وهو يروح للخيل وانا هقعد مع البنات اصحابي نلف التراك بقي أو نرغي احنا إجازة.
رضا : ماشي انا هكون معاك في الاول هشجع بس وبعدين نتقابل دوقوا السندوتشات لو عجبتكم كلوها مش عجبتكم اشتروا الغدا الي تحبوة بعدين اروح مع آسر واسيبك مع البنات اصحابك علي فكرة يا آسر انا كنت بركب الحمار واسوقة وهو محمل أي حاجة وكان نفسي واللة اركب حصان في يوم من الايام بس يلا والنعمة انا حريفة ركوب وبعرف اسوق وأمسك نفسي وماقعش مهما كان الحمار محمل خدوني معاكم وان ضايقتكم ما تخدونيش ثاني واللة قلبي مقبوض وحلمت حلم وحش تعرف والله شوفتك واقع من علي ظهر الحصان خد بالك بالله عليك و إركب بشويش وبرضوا شفق والنبي يا عيال أقصد يا شباب .
آسر وهو ينفخ بغيظ : أنا هتاخر كدة معدش غير نصف ساعة علي تدريبي لازم أمشي ابقي حصليني يا شفق تدريبك لسة علية ساعة ولو عاوزة تخديها معاك خوديها مش عاوزة خلاص خليها النادي قريب اصلا مش بعيد  سلام انا( وجري وفتح الباب وخرج ).
وقفت شفق بحزن فقد هرب شقيقها وتركها لرضا .
رضا : يلا يا حبيبتي والله  ربنا هيكتب لك ثواب قاااااد كدة وفتحت زراعيها إنت حبيبتي .
شفق : ماشي يا رضا بس ما تفتحيش بوقك دة خالص وإنت معايا هو آسر الي محتاج تشجيع في الفروسية البتيناح بنتعلم بس تقعدي مكان ما أوديك وماتتكلميش مع حد ماشي .
رضا : ماشي ماشي علي حطت إيدك هكون يلا علشان مانتاخرش .

شفق : هو ما ينفعش تقعدي النهاردة .
رضا : لأ و أودي السندوتشات دي كلها فين ؟
نزلت شفق بعصبية مع رضا وكلا منهم يحمل شنطة شفق شنطة النادي ورضا شنطة السندوتشات .
لمحت رضا الرجل الذي تراة يراقب شفق وآسر ومعة رجل آخر يقف في مكان ما فقالت لشفق : امشي قدامي انت وانا وراك علشان بمشي براحتي .
فمشت شفق بخطوات سريعة حتي لا تلحقها رضا .
أما رضا كان في نيتها أن تتأكد من مراقبة هذا الرجل لشفق  دون أن تثير خوف شفق .
سرعان ما ابتعدت شفق وبالفعل رائت الرجل يتبعها فأسرعت رضا كادت أن تصرخ لكن فوجئت بعربة تمشي بجانب شفق والرجل امسكها ووضع منديل علي وجهها فوقعت وحملها الرجل و أدخلها العربة فصرخت رضا بهم سيبوا البت بدل ما ابلغ عنكم واصوت  أنا عرفت رقم العربية .
نظر الرجلان لرضا فارتعبت من نظاراتهم .
رضا وهي تحري ناحيتهم : أنا الدادة بتاعها قولوا عاوزين إية وأنا هاخلي أبوها يديكم اللي عاوزينة .
أصبحت بجانب العربة ليقول السائق خدرها وإرميها جوة مع البنت علشان ما تبلغش بسرعة يا غبي .
وضع الرجل المنديل علي وجه رضا فكتمت نفسها كي لا يستنشق المنديل ومثلت أنها فاقدة للوعي وادخلها الرجل العربة .
السائق لاحد الرجلين : روح إنت النادي خلص مع الواد  وأبقي اتصل وادينا التمام لما تشوفة بعينك وقع من علي الحصان يلا بسرعة علي ما أودي الأمانة لصحابها بينما ركب الرجل الثاني بجانب السائق .
السائق :أاخذت موبيل البت راميتة .

الرجل الثاني : أيوة قفلتة ورميتة بس ماعرفش الست اللي ركبت معها تلفون أو لأ .
السائق : ومستني إية شوف في الشنطة اللي معاها .

استدار الرجل وأخذ شنطة رضا وفتحها وأخرج ما فيها .
ضحك هو والسائق وهم يروا كمية السندوتشات والفاكهة وترمش شاي وعدد من الاكواب .
الرجل : تصدق أنا حبيت الست دي جايبة كل المطلوب وضع في يد صاحبة سندوتش واخذا ياكلان باستمتاع الي أن سمعا صوت رضا وهي تقول : آة يا لااااااهواي إية الصداع دة .
نظر لها الرجل باجرام نظرة أخافت رضا لتقول بسرعة : أنا عارفة أننا مخطوفين بس إنت لازم تعرف إني بثلاثة علشان حامل بتؤام و إنتم شكلكم ناس محترمين ومعاكم عربية ما شاء الله كبيرة وحلوة وانا والله ما هصرخ ولا هعمل حاجة اصلي حملي صعب والله يا استاذ, بص ودينا قرب ما اخدتنا واطلع معنا الشقة وانا اخليكم تقشطوا البيت من كلة وسيبونا في حالنا الله يخليكم .
الرجل : إنت دماغك إية يخرب بيتك المفروض تصحي كمان ساعتين علي الاقل دة إنت ما كملتيش ربع ساعة .
رضا بابتسامة : ما أنا اصلي بشرب شاي وقهوة كتير ما تجيب كوباية شاي من عندك انا والله مسامحة في الاكل بس هات سندوتش و كوباية شاي واسمع كلامي هتكسب , تعرف البيت عندهم مليان حاجات كتير وفية ذهب البت دي كتير اسمع كلامي هتكسب .
السائق : اديها يا عطية سندوتش و كوباية شاي بصي يا حلوة إحنا مهمتنا نوصل الأمورة دي للباشا اللي طالبها تقريبا عندة تار مع أبوها حتي وعدنا نتسلي علي الحلوة بعد ما هو ياخد مزاجة منها ، بعدها حد مننا هيروح معاك الشقة وناخد اللي فية  النصيب  أصل البحر يحب الزيادة .
رضا  بعدما بهت وجهها نظرت لشفق ثم الي السائق برعب : يعني إية تتسلوا بيها دي طفلة جسمها كبير بس طفلة ممكن تموت في ٱيديكم والله ما تستحمل دي بتقع خمس ست مرات علي ما توصل آخر الشارع حرام يا إسمك إية ؟

اسرار الماضي لبنت ناس(الجزء الثاني)Donde viven las historias. Descúbrelo ahora