الفصل الخامس

ابدأ من البداية
                                    

بدأت رنا تتلفت وتنظر حولها بريبة للغرفة اللتي غلب عليها اللون الذهبي، وكيف خرجت من الزنزانة المظلمة المميتة فسألت:
-أين أنا؟ وما الذي حدث؟
-لقد تم نقلك وإخراجك من السجن بعدما فقدتي وعيك و كانت حالتك خطرة تماماً.
- وأين أنا؟

ردت أنكي وكأنها تحسدها على حظها السعيد:
-بغرفة الملك شخصياً.
-ماذا؟ كيف؟
-هو من حملك لهنا و أمر بذلك.

علت أنفاسها حتى تهدجت وبدأت تنظر حولها إلى أن أتى الدور عليها فنظرت على نفسها لتصرخ برعب:
- ملابسي! ماهذه الملابس.. كيف تبدلت ومن بدلها.

أبتسمت أنكي وقالت ببراءة مزيفة:
-الملك... شخصياً أيضاً.

انتفضت رنا من السرير قد جائتها العافية رغم الهزال، فاجعة الخبر نفضتها وهتفت بجنون.
-نعم يا حلاوة؟؟ أنتي أتجننتي...نهار أبوكو أسود.
-رجاءاً تحدثي بلغتي أنا لا أفهم العربية.
-أن شالله عنك مافهمتي ده أنا هسود عيشت إلي جابك ....يا جزيرة مهبوشة يا شوية مجانين.

كل هذا و الملك يقف بأحد الغرف الملحقة بجناحه يكتم ضحكته على رد فعلها الذي فاق توقعاته و أنصت بإنتظار المزيد ممتن لكونه يفهم العربية فلولا ذلك لما استمتع بفهم ما تقول أثناء نوبات جنونها اللذيذ.

فيما تقدمت أنكي منها وقالت في محاولة منها لتهدئتها:
-حاولي أن تهدئي لا تنسي أنك جارية عنده.

نفضت رنا يد تلك السيدة من عليها و صرخت بغيظ:
-أنا فتاة حرة...ولدت حرة وسأموت حرة.. لست جارية لأحد... لما لا تفهموووون؟
-أتعجب كثيراً من أفعالك ... فتاة غيرك لو كانت بمكانك لكانت أسعد بني آدم على وجه البسيطة، الملك راموس بنفسه مهتم بكِ كثيراً، أتفعلين هذا بدلا من أن تفرحي و تفكري بذكاء كيف تستغلي الفرصة؟ كل فتيات الجزيرة وأميراتها حتى أميرات الدول الأخرى تتمنى ولو لمحة إهتمام من ملكنا راموس وأنتي تفعلين ذالك يا ميرورا؟؟

جحظت عينا رنا ونظرت لها بريبة تسأل:
-ومن ميرورا أيضا؟
-أنتي..

جاوبت أنكي ببساطه فهتفت رنا بجنون:
-أهلاً... هل جننتي؟ حسناً ..سأتغاضى عن ذلك .. ربما لم تحفظي أسمي بعد ولكن للتذكير.. أنا أدعى رنا...رنا...ردديها خلفي لأختبر الأمر...ها..هيا..ر-ن-ا ..هيا قولي كي لا تنسي

لمعت عينا راموس و مازال على وقفته وهو يتعرف على إسمها لأول مرة وبدأت شفتاه تتحرك دون إرادته يردد حروف أسمها كما طلبت من أنكي، فعل وكأنه يتذوق حلواه المفضلة حين همس (ر..ن..ا- ر..ن..ا-رنا)

سحب نفس عميق يبتسم لكنها إستحالت لضحكة مفاجئة حين سمع ما قالته أنكي:
-لا أنا لم أخطئ أو أنسى..بل هذا هو أسمك الجديد ..لقد سماكي به مولانا الملك راموس.

فجن جنونها وصرخت بوهن:
-أنتو عايزين تجننوني مش كده ... حرام عليكم.

تقدمت أنكي تقول ببعض الشفقة:
- أنا لا أعرف العربية ولم أفهم ما تقولين لكن على ما يبدو إنك تعانين مما يحدث... إن أردتي النصيحة، كوني مؤدبة...ومطيعة.. تقربي من الملك وأستغلي إنجذابه لك فهو نادر الحدوث.

فراشة في جزيرة الذهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن