" أثر العمر غّــزلان ، وكــل الــمدى ســهّم "

" البارت الثاني "

وخرجت ديم من عندها ولفت من شافت امها:ماما ماودكم تكنسلون الطلعه
ام غّزلان :الود ودي يابنتي غير اوامر ابوك وش نقول
زفرت ديم بغضب:طيب مابي اروح
ام غّزلان :ليته على كيفي وكيفك
ديم:اخ ماما بشرتي بتخرب واظافري
ناظرتها ام غّزلان:هالحين ماهمك الا بشرتك؟
هزت راسها ومشت ام غّزلان عنها بغضب ، ووقفت ديم وخرجت لغرفتها تجهز نفسها واغراضها ، ماودها تروح بس لاجل ابوها ، خلصت وارتمت على السرير تنام ، لانها عارفه انها غصب عنها بتقوم مع الفجر

.
~ الفجر ~
صحى بعد نومة طويلة ، وسواليف لاتعد ولا تحصى ، ناظر النار الطافية بجانبه والدلال الي باقي محلها ، زفر بتعب وهو يوقف وهو نسى يشيل الدلال من كثر ارهاقه وتعبه ، ناظر الشروق والغيوم المتجمعة والواضح انها بتكون صبحيه ماطرة ، وقف وهو يناظر ابوه الي خرج من الخيمه ، وخلفه متعب الي قام غصب عنه من صوت ابوه ، مشو يتوضؤن ويصلون جماعه ، وبعد م انتهو وقف سهّم وهو يغسل الدلال ويجهز البّن البني ، والهيل والعوده ، وقف يجهز القهوه وناظر امه الي خرجت من الخيمه بجلال الصلاه ، وقف يجهز الخبز والنواشف الخفيفه كفطور وبعدها يتيسر لشغله الي اجله لفتره طويله ، مشى يجهز الفطور وابتسم من خرجت دانة وزفرت بتعب من حال البر وجوه ، صحيح انها بنت البر ، ولكن ببيتهم بالمدينه ماكانت تصحى هالوقت ، ناظرها متعب الي خرج من الخيمه الاخرى:اوه وش صاير بالدنيا
ضحك سهّم : ليه وش صاير
متعب وهو يضحك:دانة صاحيه هالوقت معجزة
ضحكت بقهر:اقول اخوي ماعندك رحلات هالفتره
ضحك:ناشب لك ياحبيبتي ماخذ اجازه
زفرت بضيق ومشت تجلس بضيق من وضع البر المتعب والنوم المتقلب ، صحيح تحبه لكن مايتقارن بجو المدنُ

.
في المخيمات  الي يتطرز عليها اسم | الســـيَــف |
نزلو وبدو ينزلون اغراضهم والعزبه ، كله بترتيب ابوهم السيف ، نزلت وابتسمت بمرح وهي تشوف صقر ابوها ~ وضّاح ~ ابتسمت وهي تحطه على ايدها ، واخذت جوالها تصور معها ، وابتسمت من شافت ابوها الي عصب راسه ، وبدا ينزل الخروف:يالله احب هالاجواء
ديم زفرت:ليتني احبها زيك
غّزلان:ديم عاد افرديها احنا جايين ننبسط
وقفت وهي تشوف اجواء الشوي الي بدو العاملات يجهزونها ، والمخيم الي يتوسطه شاشات سينما ، وخيام مخصصه لكل فرد منهم ، ومطبخ صغير يتشكل فيه اغراض بسيطه من قدور ودلال ، وقفت وهي تفرد شعرها وتلبس عبايتها ، ومشت تمشي بين البر وحدود المخيم ، وضحكت بعلو صوتها من شافت الدبابات ونادت ديم الي انبسطت بعد الطفش الي كان حالُ عليها ، وركبو وناظرتها ديم:تحدي
غمزت لها :تحدي
ركبو وبدو اللعب بحدود المخيم وضحكاتهم تتعالى

.
في مكان جديد ، بين خرابه البيوت ومكان قديم كثير
وقفت بقله حيل : عذاري يمه
عذاري من المطبخ:لبيه ياميمتي
ام عذاري:زينتي القهوه يابنيتي
عذاري:بتجهز ياميمتي
هاذي عذاري ، امها كبيره سن ، توفى ابوها من هي بالجامعه وبعدها انسحبت من الجامعه ، وقررت تعيش لاجل تساند امها باقل الاشياء ، راحت بدون سابق انذار ، اشتاقت لصديقتها المقربه لها بالحيل ، اشتاقت لغزلان وديم الي كانت اغلب اوقاتها تقضيها عندهم ، ولكن من توفى ابوها وطردهم صاحب العماره الي كانو ساكنين فيها ، وهنا ادركت ان الامان كله بوجود الاب ، وبدون الاب الدنيا ماتسوى ، مشت وهي ترتب القهوه ، ومشت خارجه لامها الي تسلي نفسها بالراديو ، جلست بجانبها وبدت تكلمها وتسولف معها وتونسها ، وبلعت ريقها من سئلتها امها عن الموضوع الي تحاول تنساه وتتخطاه ، لفت من سوال امها:اقول يابنيتي غّزلان رفيقتس وين غدت
ارتبكت من سوالها :يمه كل وحده راحت بطريقها
ام عذاري:والله انها حليله وبنت ناس
هزت راسها عذاري ووقفت تفتح للباب الي بدا احد يدقه ، لفت الشال عليها وفتحت الباب الي كان وراه صاحب الايجار:لكم شهرين مادفعتو الايجار
عذاري ببحه مخنوقه:والله ياخوك اصبر علينا شهر بس
هز راسه ومشى:امري لله امري لله
.
في مخيم الجراح ، خرجت دانه تلاعب الخيول الي اشتراها لها ابوها بسبب حبها للخيول من صغرها ، وقفت تركب على الخيل وتمشي بين المخيم كامل ، وتصور نفسها لاجل تنزلها بعدين بسبب النت الضعيف الشبه معدوم بالمخيم ، وناظرت سهّم ومتعب الي يقنصون ، ومشت ترجع بالخيل للاسطبل ، ومشت تركض عند سهّم ومتعب ونطقت: ابي اجرب
ضحك متعب:شكلها تحسبه نوع حلا جديد
عدل نبرته:هيي ترا سلاح
ناظرته بطرف عين:عارفه ترا عطوني ابي اجرب
سهّم بضحكه:مايغلى على اخت السهّم خذي ياخوك
ضحكت بتقهر لمتعب الي زفر ، هو يمازحها دائما ويحبها ولكن لايخلو حبه من الهواش والمشاكل
مشت تقعد بجانب امها وابوها ، وبدو يتحاكون وجلس سهّم وناظره ابوه : ياولدي عطنا جديدك
ابتسمت دانه:اي ياسهّم تكفى
ابتسم:والله احرجتوني بس بعطيكم خفايف
سكتو يناظرونه وجمع ابيات كتبها بعقله:
كل ماهبت على قلبي نسانيس الليالي
‏قمت احسّب ماكسبت من الحياه وماخسرته
‏واتذكر مكسبي واللي غدا من راس مالي
‏واتذكر كل حلم ماهدمته لاعمرته
‏واتذكر كم غدالي من صديق وكم بقالي
‏وكم صديق حافظ بّ كرته وصد وضاع كرته
‏واتذكر كم غدر بي من صديق وكم صفالي
‏وكم صديق كل ماسند مع دربٍ حدرته ...
صفقو كلهم باعجاب من جمال الابيات الي تعتبر وصفت حياتهم اخر فتره ، ومشو يوقفون يجهزون العشاء وناظرت دانه الاغراض وكشرت بضيق ، ولفت تناظر امها:ياميمتي المويه بتخلص
ناظرتها امها:ناخذ من البير يابنتي
دانة:الليل ظلم ولا اتوقع فيه هالحين حد بيروح
ام سهّم : كلمي سهّم ولا متعب يروحون يجيبون لنا
هزت راسها ومشت واقفه ولمحت سهّم الي خارج من خيمته:سهّم سهّم
ناظرها:لبيه
دانة :المويه خلصت ياسهّم نبيك تروح تجيب
سهّم :والله انها صعبه بالليل بس يالله
مشى يركب موتره ويخرج من المخيم متجهه للابار القريبه