♡الفصل37♡

23 2 0
                                    

صلو على رسول الله ♥

كان الليل قد حل و هى تستند برأسها على ذراعه و بدأ النعاس يتغلغل بداخلها ليس لأنها تريد النوم بل لنسمات الهواء البارد التى تلفحها بين الحين و الآخر بالإضافة إلى ذراع حبيبها التى تحاوطها و تُشعرها أنها تستند على وسادة ناعمة بالرغم من صلابة ذراعه!
قال لها بتذمر:
ـ جنى... متعبتيش بقالنا بنتمشى قد كدة!
قالت له:
ـ اممممم يلا بينا طيب
ـ تمام حتى الدنيا ممكن تمطر
نظرت له سريعاً و هى تبتعد عنه لتقف أمامه و قالت له بحماس:
ـ بجد؟!!!
عقد ما بين حاجبيه باستغراب و قال ببطء:
ـ ا... اه
ابتسمت بحماس و قفذت بسعادة ليقول بتحذير:
ـ مش هيحصل يا جنى عشان متبرديش
قالت بتذمر و هى تدبدب فى الأرض:
ـ لااااا
إقترب منها و أمسك ذراعها و قال و هو ينظر لعينيها:
ـ لو تعبتى مش هقدر استحمل يا جنى!
قالت و هى على وشك البكاء:
ـ انت بتفوِّل عليا يا زييين... مين قاللك إنى هتعب؟
قال لها و هو يشيح بوجهه كى لا يضعف من نظراتها:
ـ باخد حذرى
جلست على الأرض و هى تُربع قدميها و تعقد يديها أمام صدرها و تنظر له بتحدى و هى تعقد حاجبيها بطفولية و تقول:
ـ مش هتحرك من هنا!
قلب عينيه قبل أن يقول بغيظ:
ـ قومى يا جنى و بلاش حركات الأطفال دى!
صمتت و هى تضم شفتيها بحزن و تنظر بعيداً و عينيها تلتمع بالدموع
ليقترب منها و يحملها و بينما كادت تعترض سَمِعا صوت رعدٍ ليهبط عليهما مطراً غزير بشدة لتبتسم بإتساع و من ثم تنظر له بتوسل أن يتركها لكنه هز رأسه برفض ليسمعا صوت رعدٍ مجدداً مع نزول الأمطار فإقتربت منه و همست فى أُذنه برقة و اللعنه لم يستطع مقاومة تلك النبرة
ـ زين مش هتسيب حبيبتك تفرح شوية؟
أبعدها عنه قليلاً لينظر فى أعينها بعشق و قد إبتلت خصلات شعره و سقطت على وجهه مما جعله وسيماً بشدة و جذاب أيضاً!
قال لها و هو يقترب من وجهها:
ـ زين مش هيسيب حبيبته تتعب أبداً
نظرت له و هى تقترب منه أكثر و قالت بأعين حائرة فى مقلتيه:
ـ خمس دقايق بس
هز رأسه برفض فقالت:
ـ دقيقتين عشان خااطرى
تركها على مضض ليجدها تقفذ بفرحة فى بركة الماء التى تكونت نتيجة الأمطار الغزيرة بينما نظر لها زين بحنان ليجدها تقترب منه و تحتضنه بشدة و من ثم تُمسك يديه لتسحبه لتلك البركة و تقفذ ليقفذ معها باستمتاع لا يصدق أنه يفعل هذا لقد أخرجت الطفل بداخله بنجاح!
توقف عن القفذ معها لينظر أمامه بصدمة و شلل كامل فى جسده لتقلق عليه جنى بشدة و قالت له و هى تُمسك عنقه لتوجه وجهه لها
ـ زين مالك؟
قال بغموض:
ـ الحرب بدأت!
ـ ايه... مش فاهمة
قال بغضب جهنمى مكتوم:
ـ حبت تتغدى بينا قبل أما نتعشى بيها!
قالت جنى و قد بدا كل شيء كاللغز المعقد:
ـ مين دى انا مش فاهمة حاجة
حاول أن يختصر ليقول:
ـ دة مش مطر يا جنى ولا دة رعد احنا مشوفناش برق خالص كله خدعة عشان الغاز السام يختفى بالمياه اللى هيرشوها... داليدا بدأت هجوم. دلوقتى يا جنى انا عايزك تروحى فى أوضة التحصين اوعك تطلعى منها مهما حصل
هزت رأسها بنفى و دموعها تهبط بغزارة و هى تقول:
ـ لا انا مش هسيبك لوحدك ابدا
قال بسخرية:
ـ و انا رايح اول يوم مدرسة
احتضنته و قالت و دموعها ما زالت على وجهها:
ـ لا بس انا استحالة اسيبك انا بحبك و مش هسيبك تموت زيهم أبدا مش هسيبك تموووت
ـ بلاش تفوِّلى بالله عليكى
أخرجها من حضنه و وضع يده على وجنتها بحب و حرَّك إبهامه على وجنتها ببطء ليمسح دموعها و قال لها:
ـ متخافيش عليا يا جنى يلا روحى دلوقتى
قبَّل شفتاها فلربما تلك المرة الأخيرة!
إستغرق وقتاً طويلاً تلك المرة قبل أن يبتعد عنها بصعوبة و يُشيح بوجهه عنها قالت بنبرةٍ جدية:
ـ زين انا مبهزرش عمرى ما كنت جنى الضعيفة الحساسة شكلك اتعودت عليا جامد... شكلك متعرفنيش يا مولاى
قال بصرامة:
ـ جنى انا..
قاطعته و هى تصرخ بنبرةٍ مميتة:
ـ قولت هاجى معاك انا هنا الملكة و من حقى أحارب زيى زيك انا مش هحارب بس عشان انا الملكة لا انا هنتقم لأهلى اللى ماتوا بسببها بردو
لم يستطع الرد فأومأ بضجر و ضيق فلاحت على شفتاها ابتسامة انتصار محتها سريعاً لتقول:
ـ لازماً نحدد مواقع الجنود بسرعة و ننتظر أي هجمة. احنا خسرنا دفاعنا من السم اللى برا القلعة عشان كدة لازماً ناخد احتياطنا بإننا نأمن القلعة و عندى خطة لكدة محتاجة شوية ورق يلا بسرعة
قالتها و هى تركض للداخل كى لا تضيع وقت بينما كان ينظر لها بإعجاب على عقلها الذى يستطيع التصرف سريعاً. ركض خلفها بسرعة و بداخله مشتعل تماماً

لعنة الحظ (ارض الشمس)Where stories live. Discover now