♡الفصل 18♡

29 4 0
                                    

سهام وهى تمشى فى شوارع دريميول وهى تبكى من كلمات رامى القاسيه بالنسبة لها وكانت تتذكر ما حل بها من معاناه ومأساه وألم كبير وخسارة فادحه و السبب الرئيسى فى ازمتها النفسيه السابقه:
Flash back:
سهام كانت تمشى فى شارع كليتها وهى متأخرة بشدة لدرجه انها لم تحضر اول محاضره فى العام الرابع لكليه الطب النفسى:
ـ اهلا
ـ انت مين
ـ انا زياد وانا ابقى الاول على كليتى كل سنه
ـ و انا مالى
ـ يعنى انا عرفت انك فوِّتتى اول محاضرة و انا دايما متعود اكتب ورا الاستاذ ايه رأيك تاخدى اللى كتبته
ـ و انت بتعمل معايا كدة ليه
ـ عشان بحب اساعد زمايلى
ـ مش مقتنعه بس مفيش مشاكل انا هصور الورق دة منك اذا سمحت يعنى
ـ اكيد طبعا تعالى معايا فى المكتبه اللى هناك
ـ لا هنروح للى فى الناحيه التانيه
ـ براحتك
وهذا كان اول لقاء بين سهام وزياد وبعدها كانا دائما ما يذاكرون سوياً فى كافيتيريا الجامعه وبعدها فى يوم من الايام:
ـ اخيراً خلصت انا الاول
ـ دى مرة من نفسك
ـ فى ايه يا زياد بطَّل دة انت مش بتعرف تحل حاجه خالص
ـ ههه.. انا بردو
ـ قصدك ايه يعنى
ـ قصدى ان دى آخر سنه فى الكليه عندى وهسيبك هنا لوحدك يا عينى عشان كدة خليتك تخلصى الاول
ـ طب والله هتوحش الكليه كلها عشان بتساعدها
ـ انا عامللك مفاجأه
ـ بجد!! .. ايه هى
ـ هتعرفى فى آخر يوم ليا هنا
ـ اشمعنا يعنى
ـ كدة
ـ حاضر يا سيدى
ـ ههه.. طيب يا ستى
وبعدها مرَّت باقى ايام السنه وكان زياد يدخل قلب سهام بضحكاته ومزاحه فهو يتميز بالاخلاق الحميدة لأنه كريم فدائما كان يعزم سهام فى الكافيتيريا ولم يجعلها مرة واحدة ان تدفع جنيها امامه وكان ايضاً متواضع بالرغم انه كان دائما الاول على دفعته وكما انه كان قوي البنيه  ودائما كان يدافع على اي فتاه كانت وفى يوم من الايام تعرضت سهام للمعاكسه :
ـ ايه دة ياض شايف البت سهام
ـ اه دة حتى زياد مش معاها يلا نروح نعاكسها
ـ يخويا انت سايب بنات الكليه ورايح على ارجل واحدة
ـ بس زياد مش معاها ياض
ـ طب يلا بينا ادينا فاضيين
ـ ايه يا عسل
ـ عسل اما يلحس وشك ياض
ـ ايه يابت انتى مسترجله كدة ليه
ـ استرجل عالستات اللى زيكوا منك ليه
الاثنان كانا سيضربان سهام لولا يد زياد التى امسكتهم وراح يضربهم بشدة إلى ان ناموا على الارض و لم يستطيعوا التحرك
ـ انتى كويسه ياسهام
ـ اه يازياد بس انا كان ممكن اعتنى بنفسى يعنى عادى
ـ عادى ايه طول ما معاكى صديق زيى يبقى استحاله يحصللك حاجه ابدا
ـ شكرا يا زياد
ـ الشكر لربنا روحى انتى دلوقتى احضرى محاضرتك يلا بسرعه
ذهبت سهام لمحاضرتها بينما جاء الظباط وامسكوا زياد والفتيان الاثنان وقالوا لهم فى القسم:
ـ زياد انت واحد شاطر وكويس ايه اللى خلاك تضربهم كدة
قال زياد بثبات مرعب:
ـ هما اللى قللو ادبهم حضرت الظابط و لو الموقف كان اتعاد تانى انا كنت هضربهم بردو
ـ وانتو الاتنين اتكلموا هببتوا ايه
ـ ياباشا احنا معملناش حاجه يا باشا
ـ اكيد يا حضرت الظابط هما مش هيتكلموا.. بس انا متأكد ان لو اخت حضرتك او بنت حضرتك جرالهم حاجه فحضرتك مش هتسكت
ـ اكيد
ـ يبقى لو سمحت تتعامل معاهم زي ماكنت هتتعامل مع اللى يتحرشوا بقرايبك
ـ روح انت دلوقتى يا  زياد وانا هعرف اتعامل معاهم
ـ شكرا يا ابن عمى
ـ العفو يخويا
رجع زياد إلى كليته مره أخرى وهو مستريح ويشكر ربه لأنه حمى حبيبته
إن زياد كان يشبه الملاك القوي فهو كان شديد مع الكل إلا سهام فكان معها ليِّناً بشدة وكان يطيعها فى اي شيء حتى جاء آخر يوم فى دفعته وهو ايضا اخر امتحان لدفعه سهام
ـ ها يازياد مش فاكر حاجه
ـ انا؟
ـ اه انت.. مش كنت قايللى انك عامللى مفاجأه
ـ اه
ـ ايه هى بقى
ـ ينفع تخرجى معايا النهاردة
ـ لا مظنش ان بابا هيوافق
ـ انا قولتله
ـ انت عرفت بابا منين
ـ انا استحاله ابقى صديق بنت من غير ما ابوها ومامتها يعرفوا
ـ انا قولت لبابا وماما علفكرة
ـ انا عارف انك هتقوليلهم زي ما انا عارف انك نفسك تخرجى معايا كدة النهاردة
ـ انا؟  هو باين عليا للدرجه دى
ـ هههه بهزر بس اكيد يعنى احنا الاتنين نكون اصدقاء من سنتين وانتى مش عايزة تودعى صاحبك كدة بالسهولة دى
ـ طب خلاص هخرج معاك... انت بقى عايز ايه
ـ تعالى
ركبت سهام مع زياد فى السيارة وبعدها اخذها زياد فى مكان بعيد لا يوجد به احد و كأن زياد اخذ المكان كله الليله على نهر النيل  مكان مليء بالمحبه مكان مليء بنسمات الحب ! ..  طلب زياد من سهام ان تغمض عينيها:
ـ غمضى عينك متقلقيش مش هوقعك من العربيه
ـ اغمض عينى ليه
ـ انجزى
ـ ليه يا ابنى
ـ هتعصب
ـ انت بتهزر
ـ اكيد ... يلا غمضى عينك
ـ ماشى
اغمضت سهام عينيها وزياد امسك يدها وذهب بها إلى ان اوصلها:
ـ الدنيا ساقعه الله يسامحك كنت قولتلى البس حاجه تقيله
ـ هههه.. افتحى عينك
ـ اللللللله ايه دة بجد شكراً يا زياد شكراً
ـ خدى دة الجو ساقعه فعلاً
ـ يابنى انا كنت بهزر البس الجاكت بتاعك
لم يرد عليها زياد و وضع الجاكت عليها بلطف
ـ ها كنت عايز تقوللى ايه بقى فى الجو الجميل دة
ـ عايز اقولك انى ب...
ـ هو انت عملت كل دة ليه
ـ يا بنتى انتى بتسألى كتير ليه وفى الاخر الاجابتين  هيبقو نفس الحاجه
ـ ايه يعنى الاجابه
رد زياد بسرعه قبل ان تسأله سهام مرة اخرى:
ـ بحبك
ـ ايه
ـ زي ما سمعتى
ـ انت اتكلمت بسرعه وانا مش مصدقه حاجه الصراحه
ـ بقول انى بحبككككككككككككك
قالها زياد بصوت عالى ليسمع كل من بالجوار باعتراف هذا الشاب الوسيم لهذه الفتاه الجميله
ـ انت بتهزر صح اصل انا عرفاك بتحب تهزر
ـ لا انا مش بهزر انا بحبك اوى
ـ طب انا المفروض ارد اقول ايه
ـ الله اعلم ممكن مثلا تردى وتقولى بحبك انا كمان
ـ انا!!!!
ـ هو انتى مش بتحبينى
ـ انت جبت كل حاجه فجأة وانا متلغبطه عالآخر
ـ مهو هى دى المفاجأه
ـ زياد انا بحبك
قالتها سهام بكسوف
ـ وانا كمان ياسهام... بس المهم دلوقتى انك توافقى على اللى هقوله
ـ و ايه هو
ـ تقبلى تتجوزينى
ـ انت بتقول ايه ... يخربيتك الحاجتين مع بعض
ـ فى ايه هو انتى مفكره هنقعد نحب بعض من غير ما نتجوز
ـ لا طبعاً بس انت مفاجىء جدا اول مرة اعرف الصفه الجديدة دى
ـ لا وفى مفاجأة اكبر بكتير
ـ قووووووول
ـ انا لقيت شغل فى مستشفى حلوة ومظبط امورى من دلوقتى وانا ان شاء الله هجيب درجات حلوة وهتقدملك بكرة او بعده على حسب اوامرك ياعروسه
ـ انا بعشقك
ـ هو فى واحدة تشوفنى ومتعشقنيش يا بنتى
ـ بس ياض
ـ رجعنا تانى لأيام الرجوله
ـ هههه لا خلاص يا باشا انا هبقى تمام
ـ اشطا
ـ طب اعمل ايه دلوقتى
ـ هنقعد نتكلم على مستقبلنا
ـ امم قرار حكيم والله
ـ تمام
تكلم الاثنان كثيرا وتبادلا الضحكات والنظرات ايضاً وطال الحديث إلى الساعه الحاديه عشر مساءً
ـ الوقت اتأخر يا زياد هضطر امشى دلوقتى
ـ طيب انا جاى اوصلك
ـ اكيد هتيجى توصلنى يعنى اومال همشى لوحدى بعد اما بقيت مرتبطه
ـ لا طبعا دى بقت مسؤليتى يا عسل
ـ تمام يلا
وبعدها اوصل زياد حبيبته إلى البيت
ـ يلا سلام دلوقتى وبعدين انتى قررتى آجى انا وعيلتى  بكرة ولا بعده
ـ خليه بكرة بس قول انت لبابا
ـ من عيونى
ـ ههه سلام
ـ باى
بعدما دخلت سهام قالت لها دولت:
ـ خير يابت اتأخرتى ليه
ـ هو انتى متعرفيش
ـ اه اعرف بس انتوا قعدتوا كتير واحنا عايزين نعرف
ـ انتوا؟
ـ اه
قالت دولت هذه الجمله وخرج كل افراد اسرة سهام و هم يجلسون وسهام ضحكت قليلا وبعدها حكت ما حصل للكل
ـ بس كدة
ـ الللله روميو وجولييت
ـ هههه بس هنا فيه اختلاف وهو انى هوافق عالجوازة
ـ شكراً يا بابا
ـ العفو يا بنتى
ذهب الكل للنوم وبعدها اتى اليوم التالى وحينها صحيت سهام سعيدة وفى الليل تقدم لها زياد وكان جالس سعيد وتكلم اهالى الاثنان ووجدو موافقه كبيرة بينهما ووافق الجميع و خُطبت سهام لزياد وتبقى على عرسهم شهرين فقط طبعا بعدما تخرجت سهام من كليتها وكل شيء كان جاهز وفى يوم من الايام تحديدا قبل زواجهم بيوم ذهب زياد إلى عمله وعندما كان يذهب لبيته حدثت الكارثه لأن زياد صدمته سيارة وذهب للمشفى و هناك ذهبت سهام على ارجلها مشيا لتصل له وكانت ترقض بقوة وحينما وصلت وجدته على الفراش وهم يدخلونه لغرفه العمليات
ـ زيااااااااااااد
قال بخفوت:
ـ سهام
ـ زياد انت هتبقى كويس يا زياد هتبقى كويس
قال ببطء وهو يلتقط انفاسه من حينٍ إلى آخر
ـ مهما جرالى... يا سهام افتكرى... انى.... بحبك..... واعرفى انى..... لو مُت..... عيشى حياتك عادى...... متتأثريش بيا انا عايزك تضحكى فى الصعاب اللى هتمرى بيها..... مش عايز اشوف حب حياتى زعلانه!
ـ زياد انت مش هتموت يا زياد
زياد وهو ينظر لسقف المشفى وعيونه تذرف الدموع بشدة ويقول:
ـ اشهد ان لا إله إلا الله واشهد ان محمد عبده ورسوله
ـ زياااااااااااااااااااااااااد
قالت كلماتها وهى ترى حبيبها ميت على فراشه والدكتور يقول بأسف
ـ ربنا يصبركم .... الله يرحمه
هنا نزلت على سهام صدمه عمرها فلم تكن تسمع احد وكأنها فى عالم آخر  حتى انها لم تبكى وهى لا تتذكر غير جملتين فقط يتوالين على مسامعها وهما بالطبع من زياد
ـ بحبككككككككككككك
ـ انا مش عايز حب حياتى يزعل
والكل يصرخ من حولها فأغمى على هذه الفتاه المسكينه
ونامت فى سريرها فى بيتها وهى كالصنم لا تأكل ولا تشرب فقط تنظر امامها وتتذكر جملتين فقط يتوالين على مسامعها و ظلَّ حالها هكذا إلى ان نامت وحلُمَت بزياد وهو يوصيها ان تضحك وتُضحك من حولها وانه فى الجنه الان وينتظرها
حينها استيقظت سهام وهى تبكى بشدة وبعد الكثير من البكاء انتهت ونامت او بمعنى اصح اغمى عليها وعندما استيقظت كانت طبيعيه وصارت سهام التى تُضحك الكل والتى تُحب ما يُحبه زياد وتكره ما يكرهه زياد فاتخذت زياد قدوة لها

لعنة الحظ (ارض الشمس)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن